قصة بنات مصر.. الأختان إيمان وإسراء في خط المواجهة بالقلعة البيضاء بهولندا

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

لاهاي – أظهرت معركة العالم ضد كورونا، المعدن الأصيل لأبناء مصر من الجنسين في كل مكان في العالم، وأنهن دائمًا يفضلن المواجهة والصفوف الأمامية.
واليوم نقدم لكم نموذجًا حيًا على ذلك، قصة بنات السيدة “نبية عبد المعطي”، أو أم البنات، نبية ست مصرية أصيلة انفصلت عن زوجها منذ زمن طويل، وقامت بتربية بناتها الخمس بمفردها، وعلمتهن أن حب الوطن ودعمه شيء مقدس، وأن البنت مثل الولد في الحقوق والواجبات، وأن عليهن دورًا مهمًا في الحياة.
ولأنها كانت في معركة تحد كبيرة اهتمت أن تكون بناتها  في مراكز مرموقة، ولذلك 4 منهن تخرجن من تخصصات مختلفة في كلية الطب: الكبيرة طبيبة بقسم التحاليل بمستشفى أكاديمي كبيرة بهولندا، والثانية طبيبة في حالات الطوارئ بمستشفى أكاديمي في مدينة أخرى، الثالثة طبيبة علاج طبيعي، والرابعة طبيبة نفسية، والخامسة محاسبة في مصلحة الضرائب الهولندية.

بنات الست نبية وبشكل خاص” إيمان دكتورة التحاليل وإسراء دكتورة الطوارئ” كان لكل منهما دور مهم مع بداية أزمة كورونا.

الأم لم تخف مخاوفها، إلا أنها في النهاية تفهمت أهمية دور بنتيها في الجيش الأبيض وأنهما  في الصفوف الامامية أي في المواجهة، والمشاركة واجب ومسؤولية.

البداية عند إيمان.. ماذا فعلت وقت ظهور الفيروس لأول مرة  في نتائج التحاليل؟

تقول إيمان: لم نكن نعلم شيئا عن فيروس كورونا، ولذلك تم الفحص بدون أي وسائل للوقاية، وقد أظهرت النتائج شيئًا غريبًا ليس من فيروسات الإنفلونزا بكافة أنواعها،  كما كان تشخيص الأطباء.

وأكملت: لقد صُدمناعندما أظهر فحص مجموعة من العينات أن هناك فيروسًا مختلفًا، لم يكن لدينا وقتها أي معلومات عن  طريقة فحص عينات الإصابة بالفيروس وطرق الوقاية منه، أو حتى كيفية الكشف عنه، وأضافت إيمان، في المعمل تعودنا أن تفحص كافة العينات المشتبه إصابتها بأنواع مختلفة من الأمراض المستعصية ومنها مرض فقد المناعة ” الإيدز”، ومع ذلك الفيروس الجديد أربكنا جميعًا.
 
وأضافت: بناء على ذلك قام رئيس القسم بعقد اجتماع عاجل بوجود مندوبة منظمة الصحة العالمية، وقرروا تخصيص معمل لفحص حالات الإصابة بفيروس كورونا،  وقاموا بتدريب كل العاملين على ذلك، كما تم إمدادهم بملابس مخصصة لذلك، مع شرح طرق التحليل وطرق الوقاية والتحذير من خطورة الفيروس.

هل يتم فحص نسب معينة داخل المعامل؟

في البداية كانت العينات كلها يتم فحصها لمعرفة عدد الإصابات وكان الأمر سهلًا لأن الأعداد قليلة، ولكن مع انتشار الفيروس بكثافة صدرت  التعليمات بعدم فحص كل العينات، والفحص لكبار السن فقط، لأن الفيروس يهدد حياتهم.

وأوضحت إيمان أنه مؤخرًا اكتشفوا أن بعض الحالات من الأطفال يمكن أن يهدد حياتهم الفيروس أخذنا أوامر أن نفحص حالات الأطفال الحرجة وكبار السن، وبصراحة هذا العدد كاف جدا لأن الإمكانيات لا تسمح بأكثر من ذلك.

كيف استقبلت نقص ملابس الوقاية والكمامات؟

جميع العاملين بمستشفى لايدن الأكاديمي الذي أعمل به، أخذوا قرارًا داخل المعمل أننا يمكن أن نقوم بأنفسنا بتطهير المعدات والملابس بالكامل، ونعيد استخدامها مرة ثانية، هولندا في أزمة وهناك آلاف المرضي، وواجبنا أن نقف مع الدولة والمرضى ونتخطى الأزمة، المهم أن ننجح في الاختبارات ونقوم بعملنا.

وهل وزارة الصحة وافقت على ذلك؟

لم تعترض، ولكننا بعد تطهير الملابس الدولة قامت بإمداد المستشفيات بكافة احتياجاتها، ولكن الكمامات لم تكن كافية، ولذلك تبرعنا بالكمية الخاصة بنا لزملائنا في الأقسام الأخرى التي تحتاج ذلك أكثر، مثل أقسام التمريض والطوارئ، والعاملين بالعناية المركزة، لأنهم أكثر الناس الذين تعرضوا للإصابات في البداية. 

اليوم روتا أعلن عن فتح مدارس المرحلة الابتدائية في أول مايو ما رأيك؟

من وجهة نظري، ليس بالقرار السليم، لأنه حتى الآن لا يوجد ما يؤكد أن الأطفال لا تصاب، أو لا تحمل الإصابة وتنقلها للغير، وكان الأفضل الانتظار حتى بعد إجازة الصيف، لأننا لا نملك إجراء تحاليل لعدد أكبر، ولا يمكن المجازفة في الوقت الحالي .

ولكن استمرار الإجراءات الاحترازية يعني  مزيدًا من المعاناة الاقتصادية ؟

لا ننكر ذلك ولكن حياة الملايين تساوي أكثر من  الخسارة المادية ولا ننس أن الدولة تخسر أضعاف ذلك من أجل المحافظة على الشعب،  والمهم الالتزام حتى نخرج على نهاية العام من الأزمة، وحذرت سليم من الموجة الثانية في حالة الإهمال، وأكدت أنها ستكون أشد وأصعب.

قصة إسراء مع كورونا كيف كانت؟

إسراء تعمل في قسم الطوارئ بمستشفى بمدينة بريدا الهولندية، بالبكاء استقبلت أول حالات مصابة بفيروس، وُصف وقتها بالمجهول المميت، المرضى بسببه يموتون من الألم والضيق المميت في التنفس، وحسب إسراء في البداية كان هناك حالة من عدم التصديق بأن الفيروس الذي ظهر بالصين وصل إلى إيطاليا ثم هولندا بهذه السرعة، ولم تكن البلاد مؤهلة لاستقبال ذلك، وليس  لديها فكرة كيف تتعامل مع فيروس غريب بدون تطعيمات ولا علاج ولا حتى فكرة أي دواء يمكنه أن يخفف الآلام البشعة التي تصيب المريض وخاصة من كبار السن أو من لهم تاريخ مرضي.

 الموت والألم وأجهزة التنفس الصناعي التي لم يكن التعامل معها سهلًا جعل الكثيرين من القسم الطبي بكافة المستشفيات يشعرون بالخوف، من مواجهة مرض مجهول، وأضافت كما أن نقل العدوى للكثيرين من الأطباء والممرضين أصاب الجميع بالرعب، وكان الطاقم الطبي يعمل ليل نهار، دون عطلات، والكمامات والأجهزة الوقائية لا تفارقهم.

كيف تغلبت الدولة على ذلك؟

استعانت بكافة العاملين ممن تم الاستغناء عنهم في السنوات الماضية، فعادوا للعمل ومنهم كبار في السن، حيث وصل العدد 1000 شخص، وتم إعادة تنظيم العمل، وبالتالي استخدام أكثر من بروتوكول علاجي، والآن هناك نوع من السيطرة، ولكن الوفيات ما زالت كبيرة، ومن يدخل العناية مفقود ومن يخرج منها كتب له عمر جديد. الموضوع خطر والمرض منتشر ولا حل إلا الالتزام بالتعليمات والمسافات، ومن الضروري حماية كبار السن في دار الرعاية وحتى في البيت، حتى نتمكن من السيطرة على انتشاره أو اكتشاف لقاح للقضاء عليه.

ربما يعجبك أيضا