قصف روسي يشعل مصنع كيماويات أوكراني.. ما التطورات الميدانية في أوكرانيا؟

رنا أسامة

قدرت كييف عدد القتلى الروس بنحو 30 ألف جندي


أفاد حاكم مدينة سيفيرودونيتسك، سيرهي جايداي، السبت 11 يونيو 2022، بأن القصف الروسي للمصنع الواقع بمقاطعة لوهانسك أشعل حريقًا كبيرًا إثر تسرب أطنان من النفط ومشتقاته، بحسب وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية.

وقالت السلطات الأوكرانية إنها لا تزال تسيطر على مصنع آزوت للكيماويات في سيفيرودونتسك، مع احتماء مئات المدنيين وسط قتال مرير، فيما تدخل الحرب الروسية الأوكرانية يومها 110 دون بادرة أمل تنبئ عن انفراجة قريبة في الأوضاع.

انفجار وسحابة دخان ضخمة

 

سحابة دخان ضخمة جراء الحريق

ذكرت وسائل إعلام روسية أن انفجارًا وقع بمدينة أفدييفكا في مقاطعة دونيتسك، التي تضم مصنعًا كيماويًّا آخر، شوهدت على إثره سحابة دخان ضخمة.

وأصبحت سيفيرودونيتسك، في إقليم لوهانسك، محور تقدّم روسيا في شرقي أوكرانيا، التي تدمرت أجزاء منها في معارك عدتها وكالة رويترز ضمن الأكثر دموية منذ بداية الحرب التي تصفها موسكو بأنها عملية عسكرية.

احتجاز مدنيين قسرًا

مصنع آزوت

ادعى رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي، الكولونيل جنرال ميخائيل ميزينتسيف، يوم 9 يونيو، أن جنودًا أوكرانيين “يحتجزون قسرًا” مئات من سكان سيفيرودونتسك في مصنع آزوت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الحكومية “تاس“.

وكرر ممثل لوهانسك لدى روسيا، روديون ميروشنيك، الادعاء ذاته، عبر قناته على تليجرام في ساعة متأخرة من مساء 11 يونيو، زاعمًا احتجاز قوات أوكرانية مئات من المدنيين “كرهائن”، ومُغادرة مدنيين “عبر ممر ثانٍ لا يخضع لسيطرة مُسلحين”، واصفًا الأمر المزعوم بأنه غير مقبول.

أوكرانيا: الحصار المزعوم كذبة

في المقابل، وصف حاكم لوهانسك ذلك بأنه “كذبة”، قائلًا، عبر تليجرام: “قواتنا تسيطر على المنطقة الصناعية في سيفيرودونيتسك، وتدمر الجيش الروسي بالمدينة”. مُشيرًا إلى اختباء نحو 800 شخص في ملاجئ تحت المصنع، من بينهم 200 موظف و600 من سكان سيفيرودونتسك، وفق رويترز.

في السياق ذاته، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك، أن قواتها صدت هجومًا روسيًّا على 3 بلدات صغيرة، شمال غرب سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك، مع استمرار القتال في مناطق شرقي البلاد.

وقال حاكم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، إن الضربات الروسية تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في أكبر مدينتين تسيطر عليهما أوكرانيا، كراماتورسك وسلوفيانسك.

سيفيرودونيتسك...

معارك شرسة

بالتزامن، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي، في كلمة قصيرة مصورة، مساء يوم 11 يونيو، إن الجيش الأوكراني يحرر تدريجيًّا الأراضي الواقعة غربًا بمنطقة خيرسون، محققًا نجاحات في زابوروجييه أيضًا، رغم استمرار المعارك الشرسة في شوارع سيفيرودونيتسك.

وطالبت أوكرانيا الدول الغربية بتزويدها بأسلحة ثقيلة لقلب مجرى الحرب، حيث قال الرئيس الأوكراني زيلنسكي، في كلمته الافتراضية أمام مؤتمر حوار شانجريلا في سنغافورة: “سننتصر بالتأكيد في هذه الحرب التي بدأتها روسيا، فيما القواعد المستقبلية لهذا العالم تتحدّد في ساحات القتال بأوكرانيا”، بحسب رويترز.

أسلحة غير فعالة

في حين تواصل القوات الروسية هجماتها البرية داخل سيفيرودونيتسك، ذكر معهد دراسات الحرب، وهو مركز بحثي مقره أمريكا، في تحديثه اليومي يوم 10 يونيو، أن الروس لم يُسيطروا بعد كاملًا على المدينة.

الأمر ذاته خلصت إليه إفادة لوزارة الدفاع البريطانية، وأشارت إلى عدم إحراز تقدمّ روسي في جنوب تلك المدينة، مع تكبّد كلا الجانبين خسائر بشرية كُبرى على الأرجح.

ورجّحت وزارة الدفاع البريطانية، يوم 11 يونيو، استخدام روسيا أسلحة غير فعالة، بما في ذلك صواريخ ثقيلة مضادة للسفن تعود للستينات، لأن مخزونها من الصواريخ الحديثة الأكثر دقة آخذ في النفاد. مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية لا تزال تمنع طائراتها التكتيكية من شن ضربات في معظم أنحاء البلاد.

موطئ قدم روسي بقرية بوهوروديشن

بدوره، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية أعادت تجميع صفوفها لشن هجوم على مدينة سلوفيانسك. وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تحديثها الدوري حول العمليات، أن موسكو تمكنت ليلًا من الحصول على موطئ قدم في قرية بوهوروديشن، على بعد 24 كيلومترا شمال غرب سلوفيانسك، وتستعد لمهاجمة المدينة، وفق إذاعة أوروبا الحرة.

ونوّه تحديث القوات المسلحة الأوكرانية، إلى أن التهديد الصاروخي على أوكرانيا من الأراضي البيلاروسية لا يزال قائمًا، مشيرًا إلى أن مينسك مددت التدريبات العسكرية على طول الحدود الأوكرانية البيلاروسية حتى 18 يونيو.

من جهة أخرى، أفادت شرطة دونيتسك بأن الصواريخ الروسية أصابت 13 بلدة وقرية في المنطقة خلال الليل، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، دون تحديد حصيلة.

فقدان 10 آلاف جندي أوكراني

بالتوازي، قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، يوم 11 يونيو، إن بلاده فقدت 10 آلاف جندي منذ بدء الحرب في 24 فبراير، مُشيرًا إلى أن أوكرانيا تخسر نحو 100 جندي يوميًّا، مع إصابة مئات آخرين.

وزعم أريستوفيتش أن الخسائر البشرية للروس أكبر بعدة مرات، في وقت قدّرت فيه كييف عدد القتلى الروس بنحو 30 ألف جندي، فيما تُقدّرهم المخابرات البريطانية بنصف ذلك الرقم، حسبما أوردت مجلة نيوزويك.

ربما يعجبك أيضا