قطر تواصل التضليل بشأن “كورونا”.. ومخاوف نقل المونديال يحبس أنفاسها

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه وحصد الأرواح داخل قطر، مسجلًا أرقامًا قياسية في حجم الإصابات والوفيات، على عكس ما يخفيه النظام القطري، والذي ينتابه الرعب، خشية نقل مونديال 2022 إلى بلد آخر.

تفشي “كوفيد-19” بهذا الشكل السريع والمخيف داخل قطر دفع العديد من المؤسسات العالمية والمنظمات الحقوقية لتسليط الضوء على ما يدور هناك والأسباب وراء هذا التدهور.

وحتى، اليوم الأحد، ارتفعت إجمالي حالات الإصابة بالفيروس داخل قطر، لأكثر من 126 ألف حالة، و216 حالة وفاة، بحسب مزاعم وزارة الصحة القطرية التي تحاول مستميتة إخفاء الحقيقة.

رعب داخل قطر

مؤخرا كشف تقرير لشبكة “فوكس نيوز” عن عدم نزاهة تقارير قطر حول مدى تفشي فيروس كورونا لديها، بهدف تجنب تعريض استضافتها لبطولة كأس العالم 2022 للخطر.

واكتسبت المطالبات بنقل المونديال من قطر إلى دولة أخرى زخما واسعا في الآونة الأخيرة. فمن شأن الحقيقة حول مدى تفشي الوباء في الدولة الخليجية الصغيرة أن يعيد إشعال المطالب بنقل بطولة كأس العالم من قطر إلى دولة أخرى.

وذكر تقرير لمؤسسة الاستشارات الاستراتيجية والإدارية “كورنرستون جلوبال أسوشيتس” التي تتخذ من لندن مقرا لها أن “مذكرة داخلية أعدتها شركة إنشاءات ضخمة في قطر تعمل في مشاريع كأس العالم أثارت مخاوف بشأن إصابة ووفاة العديد من عمالها”، دون ذكرهم في التقارير الرسمية الخاصة بوفيات كورونا.

تناقضات وتضليل

وأوضح التقرير أن المخاوف التي أثيرت تتماشى مع المخاوف بشأن التناقض الواضح بين عدد الإصابات ومعدل الوفيات. إذ أشارت المذكرة الداخلية إلى إعادة جثث المتوفين جراء الفيروس إلى مواطنهم الأصلية نيبال والهند.

وذكر أن مثل هذه الممارسات القطرية تتعارض شكلا ومضمونا مع توصيات السلطات الصحية المختلفة حول العالم، وأن سلطات الدوحة أخطأت في الإبلاغ عن وفيات كورونا، وبالتالي تضلل مجتمع الرعاية الصحية العالمي.

معاناة مع الوباء

الوثيقة التي تحمل عنوان “كوفيد -19: هل ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر؟” والمكونة من 10 صفحات، تشير إلى أنه بحلول منتصف أغسطس 2020، عانت قطر من أعلى معدل إصابة بفيروس كورونا في العالم لكل فرد من السكان”.

وبحسب الوثيقة، أعلنت سلطات الدوحة تسجيل 201 حالة وفاة فقط بفيروس كورونا، مما يشير إلى معدل وفيات بنسبة 0.17٪. لكن خبراء الصحة في كورنرستون شككوا في مصداقية أرقام الوفيات في قطر، حيث يبدو أن معدل الوفيات البالغ 0.17٪ أقل كثيرا من الحقيقة.

وفي أبريل الماضي كشفت القناة الألمانية الأولى في تقرير مصور عن سوء أوضاع العمالة الوافدة في قطر بالتزامن مع انتشار وباء كورونا بين مئات العمال هناك، فمنذ منتصف مارس الماضي وثلث المنطقة الصناعية في أطراف الدوحة مغلق بالكامل وآلاف العمال محتجزون هناك.

رشاوى قطرية

ويدفع التقرير الحديث لمؤسسة “كورنرستون” بالنظام الحاكم في الدوحة، إلى مأزق جديد، إذ واجه النظام القطري اتهامات بأنه قدم رشاوى لمسؤولي “الفيفا” لتأمين الحصول على حق استضافة كأس العالم.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أصدرت في أبريل الماضي، لائحة اتهام، قالت فيها إن ثلاثة أعضاء من أمريكا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للفيفا 2010 قبلوا رشاوى للتصويت لقطر لاستضافة المونديال.

وأورد تقرير لمنظمة العفو الدولية لعام 2019 تفاصيل محنة آلاف العمال الذين يتعرضون للاستغلال من قبل النظام القطري على الرغم من الدعوات لإنهاء ممارسات العمل اللاإنسانية.

كما جاء استغلال قطر للعمال الأجانب في بناء الملاعب في الصدارة في التقرير، وقامت قطر مؤخرا ببناء مرافق مستشفيات جديدة على أحدث طراز، لكنها محظورة على غالبية السكان فيها، وهم عمال من شبه القارة الهندية.

وفي السابق، حث برلمانيون بريطانيون الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” على نقل مونديال 2022 من قطر، ومن بينهم عضو البرلمان داميان كولينز، وعضو مجلس اللوردات ديفيد تريسمان.

ربما يعجبك أيضا