قمة السلام الأوكرانية في سويسرا.. لن توقف الحرب

غياب روسيا والصين عن قمة أوكرانية للسلام.. هل تكون ذات جدوى؟

محمد النحاس
فلاديمير زيلنسكي

عدم المشاركة الصينية، لا تعكس موقف بكين فقط، بل هو الرأي السائد خارج النطاق الغربي، وفي حين تقول العواصم الغربية أنّ أي قمة للسلام يجب أن تكون بموافقة كييف، بطبيعة الحال، إلا أنّ الشروط الأوكرانية، غير قابلة للصمود في أي مسار تفاوضي


تنعقد في يومي 15 و16 يونيو 2024، قمة من أجل السلام في أوكرانيا، بمنتج بورجنتشوك، الواقع على مقربة من بحيرة لوسيرن وسط سويسرا.

تأتي القمة في سياق الجهد المتصل الذي تبذله أوكرانيا من أجل صيغة السلام التي طرحتها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، ويعني عدم دعوة روسيا للقمة أنها لن تؤدي إلى وقف الحرب، فضلاً عن غياب الإجماع الدولي، لكن على الرغم من ذلك تظل القمة مفيدة.. فكيف ذلك؟

لن تقود للسلام 

جاء في تحليل لمجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، التابعة لمعهد كوينسي، ومقره الولايات المتحدة أن “قمة السلام” التي تنعقد في سويسرا ليست في واقع الأمر  قمة ولن تقود للسلام، رغم ذلك لا زالت ذات جدوى.  

ومفسرًا ذلك يوضح كاتب التحليل، أناتول ليفين، وهو مدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي، أنه جرى تقليص جدول الأعمال إلى بعض المناقشات حول إجراءات محدودة لا تهدف إلى إنهاء الحرب.

وفي المقابل، ترمي المحادثات إلى تخفيف بعض جوانبها، ويحضر عدد قليل جدًا من القادة الدوليين، فيما يغيب عنها العديد من القادة البارزين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي سيرسل نائبته، كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، حسب التحليل المنشور اليوم الجمعة 14 يونيو 2024. 

أبرز النقاط المطروحة

من بين النقاط الـ 10،  في ” خطة السلام ” التي طرحتها الحكومة الأوكرانية، ستتم مناقشة ثلاث نقاط فقط بشكل رسمي، على الرغم من أن زيلينسكي سيظل يسعى إلى الترويج لباقي النقاط. 

 وفقًا للتحليل، فقد جرى إزالة مطالب أوكرانيا بالانسحاب العسكري الروسي الكامل، ومحاكمات جرائم الحرب، والتعويضات عن الأضرار جراء العمليات العسكرية، والضمانات الأمنية من أجندة الأعمال.

وفقًا لوزير الخارجية السويسري، إجنازيو كاسيس، فقد عمل دبلوماسيو بلاده، وغيرهم على “تعديل” صيغة السلام الأوكرانية، وكانت النتيجة أن ثلاث نقاط فقط ستكون  على جدول المناقشة الرسمية، السلامة النووية، والأمن الغذائي (أي قدرة أوكرانيا على تصدير غذائها عن طريق البحر)،  وعودة الأطفال الأوكرانيين المنقولين إلى روسيا.

بداية غير موفقة

يبدو أن هذه هي القضايا الوحيدة التي يبدو أن أغلب المشاركين غير الغربيين على استعداد لمناقشتها، والتي يمكن التوصل إلى أي شيء يشبه الإجماع العالمي بشأنها.

وفقًا للمقال، إذا أمكن اتخاذ خطوات ملموسة بشأن هذه القضايا، فسوف يكون هذا أمراً طيباً للغاية في حد ذاته، وقد يوفر أيضاً نقطة انطلاق صغيرة للمحادثات المستقبلية مع روسيا. ومع ذلك، ينبغي أن يكون واضحا أن هذه ليست صيغة للسلام على الإطلاق.

وباعتبارها “قمة سلام”، لم يكن هذا الاجتماع في الواقع بداية ناجحة على الإطلاق لمسار السلام. فقد أصدرت الحكومة الأوكرانية مرسوماً يقضي بأن المحادثات المباشرة مع الحكومة الروسية غير قانونية، بعد أن أعلنت روسيا ضمها لأربعة أقاليم أوكرانية.

ليس لدى الإدارة الأمريكية أي نية لبدء محادثات سلام، على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر ولم تتم دعوة روسيا لحضور الاجتماع، على الرغم من اعتراف وزارة الخارجية السويسرية بأن “مشاركة روسيا في عملية السلام تشكل أيضاً ضرورة أساسية بالنسبة لسويسرا. 

غياب الصين

بحسب الخارجية السويسرية، تعمل (الوزارة) بنشاط لإشراك روسيا في عملية السلام”، ومن جانبها رفضت الصين الحضور. 

وتعقيبًا على القمة قالت بكين: “لقد أصرت الصين دائمًا على ضرورة موافقة كل من روسيا وأوكرانيا على عقد مؤتمر دولي للسلام، بمشاركة متساوية من جميع الأطراف، وضرورة مناقشة جميع مقترحات السلام بطريقة عادلة ومتساوية. 

عدم المشاركة الصينية، لا تعكس موقف بكين فقط، بل هو الرأي السائد خارج الدول الغربية، وفي حين تقول العواصم الغربية أنّ أي قمة للسلام يجب أن تكون بموافقة كييف، بطبيعة الحال، إلا أنّ الشروط الأوكرانية، غير قابلة للصمود في أي مسار تفاوضي، وسترفض روسيا على الفور أي حديث عن الانسحاب من الأقاليم الأربعة، ناهيك عن شبه جزيرة القرم والتي ضمّها الروس عام 2014. 

الموقف العسكري

من الناحيّة العسكرية، فإن استعادة أوكرانيا لأي جزء كبير من الأراضي التي فقدتها لصالح روسيا أمر مستبعد نظراً لتوازن القوة العسكرية والاقتصادية بين الجانبين، والفشل التام للهجوم الأوكراني في العام الماضي. 

ويتطلب استعادة أي جزء من الأراضي التي فقدتها، إلحاق هزيمة عسكريّة شاملة بالجيش الروسي وهو أمر مستبعد تمامًا ولا يقول به أي محلل أو خبير عسكري جاد. 

ربما يعجبك أيضا