قمة العشرين 2023.. اتفاقيات طموحة وممر اقتصادي عملاق

مصطفى خلف الله

اتفق زعماء مجموعة العشرين خلال قمتهم السنوية التي انطلقت اليوم السبت 9 سبتمبر 2023 في الهند، على تعزيز التجارة المفتوحة والعادلة.

وأكدت دول المجموعة على التزامها بتعزيز التجارة المفتوحة والعادلة للسلع وعدم فرض قيود على الصادرات وتفعيل قواعد منظمة التجارة العالمية.

اقرأ أيضًا|الاحتياطي الأجنبي المصري يواصل الارتفاع.. رسالة إيجابية لصندوق النقد

نتائج قمة العشرين في اليوم الأول 

شددت دول المجموعة على عدم فرض حظر أو قيود على التصدير، والحد من تشوهات السوق وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية ذات الصلة، متوقعة مزيدا من الصعاب بسبب الأزمات المتتالية التي تهدد النمو العالمي على المدى الطويل، بجانب التشديد الملحوظ لشروط الحصول على التمويلات الدولية.

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قال خلال كلمته ضمن فاعليات القمة، إن مجموعة العشرين توصلت إلى توافق في الآراء بشأن إعلان الزعماء وكشفت عن تبنيه خلال اليوم الأول من القمة السنوية.

ممر تجاري جديد 

حققت رئاسة الهند لمجموعة العشرين أول انجازاتها بالموافقة رسميا على عضوية الاتحاد الإفريقي ضمن المجموعة ليصبح على قدم المساواة مع الاتحاد الأوروبي، كما أعلنت كلا من الإمارات والسعودية والهند والولايات المتحدة عن مشروع ضخم لإنشاء ممر يربط الهند بالشرق الأوسط ومن ثم أوروبا والذي سيحفز التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الربط والتكامل الاقتصادي بين هذه البلدان.

ويتكون المشروع من ممرين منفصلين الشرقي الذي يربط الهند مع الخليج العربي والشمالي الذي يربط الخليج بأوروبا.

أقرا ايضَا|إطلاق التحالف العالمي للوقود الحيوي بمشاركة الإمارات

حل أزمة الطاقة في أوروبا 

تشمل الممرات ضمن المشروع الطموح سكك حديدية ستشكل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.

ومن المقرر استغلال الممر لتصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزء من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

كما شهد اليوم الأول للقمة إطلاق التحالف العالمي للوقود الحيوي لتطوير وتعزيز استخدام الوقود الحيوي المستدام، وتسريع الجهود العالمية لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية من خلال تسهيل التجارة في الوقود الحيوي المشتق من مصادر طبيعية.

الممرات الخضراء 

وقعت السعودية وأمريكا مع إنطلاق قمة العشرين مذكرة تفاهم لتأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات، من خلال الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا.

ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.

كما يهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.

بديل لمبادرة الحزام والطريق

1554200693886074

الخبير الاقتصادي الدكتور، شريف الدمرداش

يقول الخبير الاقتصادي الدكتور شريف الدمرداش في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إن مشروع الممر الاقتصادي الجديد سيقدم بديلا لمبادرة الحزام والطريق الصينية بقيادة الولايات المتحدة التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة بعد أن شهدت تحركات الصين في الفترة الأخيرة نشاطا ملحوظا وكان أخرهم محاولة جمع الدول الشرق أوسطية مع روسيا لإنشاء عملة موحدة لمواجهة الدولار في تجمع البريكس.

وشدد على أن تبني مشروع عابر للقارات سيكون مرتبط بتحقيق درجة عالية من الأمان لضمان تأمين نقل البضائع والطاقة والتي سيكون لها مردود أخر على حل أزمة نقص الوقود في أوروبا ومنع تحكم روسيا في الأزمة.

وأوضح أن مشروع الممر الاقتصادي الضخم سيسهم حال تنفيذه في إنعاش اقتصادات الدول المرتبطة به ونظرا لثقل هذه الدول فسيكون له مردود على الاقتصاد العالمي.

تعزيز التجارة الدولية

936

أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحرية علي الأدريسي

من جهته يقول أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحرية  الدكتور علي الأدريسي، إن إنشاء طريق جديد لربط الدول الأسيوية بالقارة الأوروبية مرورا بالشرق الأوسط، سيسهم في تحقيق معدلات أكبر لحجم التجارة الدولية وسيساعد في تنويع الاقتصاديات المختلفة عبر إقامة مناطق لوجستية وتحقيق التكامل الاقتصادي مع دول الممر.

وأوضح في تصريح خاص لـ شبكة رؤية الإخبارية ، أن مبادرة الحزام والطريق لها عدد من المميزات التي ستخدم التنمية في الدول المشاركة فيها لكن أيضا إنشاء ممر جديد سيكون عامل دعم إضافي لمجموعة من الدول العربية والآسيوية خاصة وأن الولايات المتحدة ستكون عنصرا فعالا في إنشاء هذا الممر الاقتصادي، وكلما كانت هناك سيولة في انتقال البضائع سينعكس هذا على زيادة النمو الاقتصادي وحركة التجارة العالمية .

وأشار إلى أن منح الاتحاد الإفريقي عضوية داخل مجموعة العشرين سيتيح للقارة السمراء المشاركة في القرارات الاستراتيجية في العالم ويساعدها على إيجاد حلول لأزمات الفقر والديون ونقص التمويل التي تعاني منها أغلب دولها.

ربما يعجبك أيضا