قمة القاهرة للسلام.. ما أبرز رسائل القادة للعالم؟

شدد الزعماء على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والسماح بإرسال المساعدات لغزة

محمد النحاس
قمة القاهرة للسلام.. ما أبرز رسائل القادة للعالم؟

ما أبرز مخرجات الجلسة الافتتاحية للقمة؟


انطلقت فعاليات قمة القاهرة للسلام في العاصمة المصرية، اليوم السبت 21 أكتوبر 2023، بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع يهدف لدعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام.

واتفق القادة والزعماء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية في الجلسة الافتتاحية للقمة على ضرورة “الوقف الفوري لإطلاق النار”، وأهمية دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ورأى القادة ضرورة تنفيذ حل الدولتين، ولم تخلو القمة بطبيعة الحال من تباين لوجهات النظر بين الدول العربية والإسلامية من جهة، والدول الأوروبية من جهة أخرى. 

ضرورة الوقف الفوري للحرب

في مستهل القمة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة .. لذلك وجهت لكم الدعوة اليوم”، مطالبًا بـ “الوقف الفوري للحرب  والتوافق على خارطة طريق تهدف لإنهاء المأساة الإنسانية الحالية”.

وأضاف الرئيس المصري: “أن محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية.. أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟.. مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء”، وتابع: “تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدا”، مؤكدا على أن “مصر دفعت ثمنًا هائلًا من أجل السلام في هذه المنطقة، وبقيت شامخة تقودها نحو السلام”.

وكتب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، على منصة إكس (تويتر سابقًا): “شاركت في قمة القاهرة للسلام.. في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل”.

ما أبرز رسائل القمة؟ 

في حديثه لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، قال خبير الشأن الإقليمي وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، إن القمة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن كلمة مصر جاءت لتعبر عن الخطوط العريضة للقمة.

وذهب الرقب إلى أن القمة “شخصت الأزمة الحالية التي نجمت عن الحرب، وقد لفتت القمة إلى ضرورة تفتح آفاق سياسية جديدة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطينية على حدود 1976 بما فيها القدس الشرقية”.

وشدد على أهمية وضع آليات لتنفيذ هذه الرسائل التي عبر عنها القادة، وضرورة “وقف هذه الحرب، وضمان حماية المدنيين”. 

ما أهمية القمة؟

في حديثه عن أهمية قمة القاهرة للسلام، أشاد المحلل والكاتب السياسي ماك شرقاوي، بموقف القاهرة الذي “يعد السبق الثاني” بعد الإصرار على دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أبدى رفضه لـ “تهجير الفلسطينيين”، محذرًا من  “تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار”، حسب ما نقلت عنه قناة القاهرة الإخبارية.

رفض للعنف واستهداف الأبرياء

بدوره، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني: “تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء.. ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا”.

واردف: “في أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية، وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا”.

ووجه رسالته لقادة إسرائيل “لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، ولا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها .. وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين”.

وشدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على رفض تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا: “لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا”.

إرسال المساعدات الإنسانية

من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال القمة على أنه “حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع”، مطالبًا طرفي الصراع بـ “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”، وطالب بـ”استمرار وعدم تقييد” المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة.

وأقر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش بأن “مظالم الشعب الفلسطيني مشروعة وطويلة”، مضيفًا :لا يمكننا ولا يجب أن نتجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية: الصراع الطويل الأمد و56 عاما من الاحتلال الذي لا نهاية له في الأفق”.

الضغط على إسرائيل

من جانبه، طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ”الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية”، معربًا عن  “خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن”.

 وحث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على “التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الوحشي الاسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين”.

إبادة جماعية

خلال القمة، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: “يتعرض الشعبُ الفلسطيني إلى عملية إبادة جماعية باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات.. مجزرة مستشفى المعمدانية أظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء”.

ووصف ما يحدث بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان، بدأت بقتل العزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم”، مردفاً: من الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948”.

ربما يعجبك أيضا