قمة مجموعة الـ7 في هيروشيما.. رمزية تاريخية ومخاطر محدقة

محمد النحاس

يستعرض براد ليندون جملة من الملابسات التي تزيد من أهمية قمة دول مجموعة الـ7.. فما هي؟


تحظى قمة مجموعة الـ7 المنعقدة في اليابان بأهمية خاصة، لا تنبع فقط من موقع اليابان الاستراتيجي ودورها في التنافس الجيوسياسي العالمي.

هذا ما يشير إليه تحليل كتبه محرر الشؤون العسكرية براد ليندون، في شبكة سي إن إن الأمريكية، ويرى فيه أهمية رمزية لانعقاد هذه القمة في هيروشيما التي تعرضت في الماضي لضربة نووية، ويشير إلى جملة من الظروف والسياقات المحيطة بالقمة.

عودة للتاريخ

حسب المقال المنشور الخميس 18 مايو 2023، يعد اجتماع زعماء الديمقراطيات الأكثر تقدمًا في هيروشيما (أول موقع هجوم نووي في العالم) يحمل تذكيرًا بمخاطر الحرب النووية، في وقتٍ يحتدم فيه الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ويعود ليندون إلى التاريخ مذكرًا بالمأساة التي حدثت في 6 أغسطس 1945 حين ألقت الطائرة القاذفة بي – 29 الأمريكية قنبلة “ليتل بوي” النووية على هيروشيما، ما خلف عشرات الآلاف من القتلي في الحال، وترك الآلاف يموتون ببطئ إثر الإشعاع والأمراض المرتبطة به.

لكن لم تكن تلك الضربة كافية لتذكر العالم بمدى خطورة هذا المسار، ليبدأ العالم بعد ذلك سباق تسلح طويل الأمد لتصل القدرات النووية الآن إلى مستوى يفوق بمراحل قدرة ليتل بوي.

الرمزية النووية وقمة الـ7

في سياق متصل، يشير المقال إلى أن في هذه الآونة بالفعل مخاطر نووية، في ظل حالة التنافس الجيوسياسي بين القوى العالمية والإقليمية المختلفة، ولا سيما كوريا الشمالية التي أشاعت حالة من الخوف لدى واشنطن وحلفائها، مع اقترابها من إجراء تجربة نووية سابعة.

وفي السياق نفسه، أشار إلى إيران التي سارعت من تطوير برنامجها النووي، وبطبيعة الحال الصين، المنافس الأبرز للولايات المتحدة، وكذلك الحال بالنسبة إلى روسيا التي “تخوض حربًا ضروسًا في أوكرانيا”، وقد يصل الأمر إلى تصعيد نووي سواء بقرار مسبق، أو سوء تقدير، أو صدفة بحتة، كما يعتقد ليندون.

ومع طول أمد الحرب في أوكرانيا، يشير المقال إلى أن ترسانة الرؤوس النووية التي يقترب تعدادها من 6000 رأس “تلوح في الأفق” كـ”تهديد محتمل” حال ساءت الأمور بالنسبة إلى روسيا خلال المعارك ضد أوكرانيا.

قمة الـ7 وتهديدات الصين

على المستوى الجغرافي، تنعقد قمة مجموعة الـ7 على بعد 1000 ميل غربًا من الصين، التي تمثل مصدر قلق كبيرًا لطوكيو حليفة واشنطن، ما دفع اليابان لمضاعفة الميزانية العسكرية، وصياغة استراتيجية أمنية هجومية بدلًا من النهج الدفاعي التي التزمت به في الماضي، فضلًا عن تعزيز العلاقات الأمنية مع واشنطن.

ومن جانبها، تعمل بريطانيا أيضًا على تعزيز العلاقات العسكرية مع اليابان، وأعلنت في يناير الماضي “اتفاقية دفاعية تاريخية” من شأنها أن تسمح بتبادل نشر قوات كلتا الدولتين لدى الأخرى.

الأعضاء ليسوا متفقين على كل شيء

لا يخلو الأمر من بعض الخلافات كذلك، فالمقال يشير إلى تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المثير للجدل، بشأن ضرورة ألا تكون أوروبا تابعة في سياستها للولايات المتحدة، بعد رحلته الأخيرة إلى الصين. وحسب المقال، ليست دول مجموعة الـ7 متحدة في موقفها من الصين، كما هو الأمر في التعامل مع روسيا.

ويشير المقال إلى أنه كان من المفترض أن تتبع الاجتماع في هيروشيما، قمة في أستراليا لزعماء الحوار الأمني الرباعي (كواد) وهي الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، الأسبوع المقبل.

أزمة أمريكية داخلية

قادت الأزمة الداخلية في الولايات المتحدة المرتبطة بقضية سقف الديون إلى إلغاء بقية مراحل جولة بايدن الآسيوية، بما فيها قمة “كواد”، في توقيت حرج سواء على صعيد التنافس بين بكين وواشنطن، أو في ما يتعلق بالأزمة سقف الديون الداخلية في الولايات المتحدة، كما يلفت ليندون.

وحسب بيان صادر عن البيت الأبيض الشهر الماضي، كان من المفترض أن تناقش القمة الرباعية مجموعة من القضايا المهمة، منها التقنيات الدقيقة، والتغير المناخي، والأمن البحري. ويشدد المقال على أن هذه الظروف والسياقات التي يشير إليها تزيد من أهمية قمة مجموعة الـ7.

اقرأ أيضًا| مجموعة الـ7 تدرس فرض حظر شبه كامل على الصادرات إلى روسيا

اقرأ أيضًا| مجموعة السبع تعتزم إطلاق خطة لتنويع سلاسل الإمداد

ربما يعجبك أيضا