قواعد سهلة الاختراق.. إسرائيل لم تتعلم من هجوم 7 أكتوبر

قواعد إسرائيل عرضة للاختراق.. ما القصة؟

محمد النحاس

القاعدة المخترقة تابعة  للوحدة 8200، والتي تعد أكثر الوحدات الأمنية سرية في الاستخبارات الإسرائيلية، ويقع على عاتق الوحدة الاستخبارية كما تعتبر واحدة، من أهم أعمدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وتلعب دوراً محورياً في استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي، ولها دور بارز في مجالات التجسس الإلكتروني والحرب السيبرانية


رغم الضربة القاسية التي طالت إسرائيل في هجوم السابع من أكتوبر، الناتجة عن خرق أمني غير مسبوق، لا زالت قواعد إسرائيل العسكرية عرضة لعمليات تسلل.

وفي حادثة لافتة، تمكنت قوة إسرائيلية تابعة لهيئة الأركان العامة من اختراق قاعدة عسكرية إسرائيلية، في عملية كانت تهدف لاختبار القدرات الأمنية للقاعدة، وما إذا كان بإمكان أفرادها التعامل مع الاختراق.

اختراق سهل

قبل ما يقرب من شهر، نفذ العملية قوة تابعة لهيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، المجموعة انتحلت صفة ضباط في القوات الإسرائيلية، بهدف التسلل إلى وحدة استخبارية.

وبحسب ما كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تقرير لها 14 يونيو 2024، فإن الوحدة هي 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية بمعسكر  جيلوليت الواقع على مقربة من تل أبيب.

وتحت أستار الظلام، وتحديدًا بحلول منتصف الليل تمكنت المجموعة من تخطي فريق الحراس، دون تفتيش، وقد تجولوا داخل الوحدة على مدار 3 ساعات دون أية عوائق. 

وصول لمعلومات حساسة

لم يقف الأمر هنا، فقد وصلت المجموعة إلى “مقرات تشغيلية” معنية بالمهام العملياتية في ميدان القتال، حيث جمعوا معلومات مفصلة. 

ووفق ما نقلت الصحيفة العبرية، فإن الفريق جمع المئات من الوثائق الحساسة، والبيانات من أجهزة كمبيوتر سرية، كما كان بإمكانهم التسبب مادية في بنية الوحدة التحتية. 

صدمة في إسرائيل

في تقرير، أثار الجدل في الشارع الإسرائيلي، تساءلت “يديعوت أحرونوت” عما يمكن أن يحدث إذا ما كان هذا “عدوًا حقيقيًا”؟ 

وترى الصحيفة أن الاختراق لو كان من عدو، فإنه سيعد بمثابة ضربة هائلة لإسرائيل، خاصةً أنه يأتي بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.  

وأعرب مسؤولون في استخبارات الدولة العبرية، عن “صدمتهم” من نتائج العملية، حيث “بعد  أشهر منذ تسلل عناصر حماس، إلى قواعد حساسة في النقب الغربي، ولم نتعلم الدرس”.

ماذا نعرف عن الوحدة 8200؟

لكن هنا يمكن أن نطرح سؤالًا مهمًا.. هل هذا الاختراق خطير حقًا؟

بالفعل، قد يكون كذلك بالنظر إلى أن القاعدة المخترقة تابعة للوحدة 8200، والتي تعد أكثر الوحدات الأمنية سرية في الاستخبارات الإسرائيلية، ويقع على عاتق الوحدة الاستخبارية جمع البيانات وعمليات التحليل، ناهيك عن رسم آليات أمنية جديدة للفرق المعنية في الميدان العملياتي.

وإجمالًا تعتبر الوحدة 8200 واحدة، من أهم أعمدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وتلعب دورًا محوريًا في استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي، ولها دور بارز في مجالات التجسس الإلكتروني والحرب السيبرانية.

تأسست الوحدة في الخمسينيات، ومنذ ذلك الحين، تطورت لتصبح مركزًا متقدمًا للتكنولوجيا والاستخبارات الإلكترونية، حتى أنها تقارن بوكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA).

شكوك بشأن قدرات إسرائيل

تشمل المهام المُناطة بالوحدة 8200، اعتراض الاتصالات العسكرية والمدنية، وتحليل البيانات الضخمة لاستخلاص المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ هجمات إلكترونية تهدف إلى تعطيل الأنظمة المعادية، بالإضافة إلى حماية البنية التحتية الرقمية الإسرائيلية من الهجمات السيبرانية. 

ويمكن القول إن العملية الإسرائيلية في واحدة من أكثر الوحدات العسكرية تحصينًا والمعنية بالجانب الاستخباري، تطرح العديد من علامات الاستفهام حول القدرات الأمنية والاستخبارية للدولة العبرية، كما تضع شكوكًا بشأن نظرية الأمن الإسرائيلي برمتها.

ربما يعجبك أيضا