كاتبة أمريكية: إسرائيل باتت أكثر وحشية

نيويورك تايمز: الجمهور الإسرائيلي يؤيد سياسة التدمير والخراب والمجاعة التي تنتهجها حكومته في غزة

بسام عباس
جدار عازل يمتد على طول الضفة الغربية

رأت الكاتبة الأمريكية، ميجان ستاك، أنه ما دام الفلسطينيون محاصرين تحت الاحتلال العسكري العنيف، ومحرومين من حقوقهم الأساسية، فإن الإسرائيليين سوف يعيشون تحت تهديد الانتفاضات والأعمال الانتقامية.

وقالت في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الخميس 16 مايو 2024، إن الشعب الإسرائيلي، وليست الحكومة وحدها، يزداد وحشية، والانتفاضات الفلسطينية تأتي كرد فعل طبيعي لاضطهاد الاحتلال الإسرائيلي وتعسفه بحق الفلسطينيين.

أكثر وحشية

أوضحت ستاك، أن إسرائيل أصبحت أكثر وحشية، وذلك يظهر جليًّا في اللغة اللاإنسانية ووعود الإبادة من القادة العسكريين والسياسيين. مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي وجدت تأييدًا واسعًا لسياسة التدمير والخراب والمجاعة في غزة، إضافة إلى صور الجنود الإسرائيليين وهم يتباهون بتدمير الأحياء الفلسطينية.

Ten israeli soldiers shoot a selfie in front of bombed-out ruins.

جنود إسرائيليون يلتقطون سيلفي على حدود غزة المدمرة

وأضافت، أن التصريحات الأمريكية تظهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو السبب الرئيس للوحشية في غزة، ومع ذلك فإن الجمهور الإسرائيلي أراد المذبحة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة، وأيد المجاعة، والتدمير الشامل للأحياء الفلسطينية.

وقالت إن استطلاعًا للرأي أجري في شهر يناير 2024، وجد أن 94% من الإسرائيليين قالوا إن القوة المستخدمة ضد غزة كانت مناسبة أو حتى غير كافية، وفي شهر فبراير، أظهر استطلاع للرأي أنّ معظم الإسرائيليين يعارضون دخول الغذاء والدواء إلى غزة.

ظلام في كل مكان

أشارت ميجان إلى أن أعضاء حكومة نتنياهو الحربية رفضوا بالإجماع صفقة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإقامة دولة فلسطينية، وبدأوا هجومًا على مدينة رفح، ونقلت عن الصحفي الإسرائيلي، جدعون ليفي، قوله: “من الأسهل بكثير أن تلقي باللوم على نتنياهو، وتشعر بالرضا تجاه نفسك ويكون نتنياهو هو الظلام، ولكن الظلام في كل مكان في إسرائيل”.

ونقلت عن الباحثة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، تمار هيرمان، قولها إن “قضايا المستوطنات أو العلاقات مع الفلسطينيين كانت خارج الطاولة لسنوات، وأن الوضع الراهن مقبول لدى الإسرائيليين”، لافتةً إلى أن القضايا الفلسطينية لا تهم الإسرائيليين، إذ إنها أجرت استطلاعًا حل فيه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في المرتبة الأخيرة في جميع المقاييس.

وأضافت هيرمان إنّ العديد من الإسرائيليين يشعرون بالحيرة عندما يُطلب منهم تحديد الحدود حيث تنتهي إسرائيل، ووجد بحثها أن نسبة صغيرة جدًا من الإسرائيليين يعرفون على وجه اليقين أن الخط الأخضر هو الحدود التي رسمتها هدنة عام 1949، مشيرة إلى أن خرائط المدارس الإسرائيلية تحددها “من النهر إلى البحر”.

خريطة إسرائيل التي تدرس في المدارس الإسرائيلية وكل الدول حولها عدو

خريطة إسرائيل في المدارس الإسرائيلية وكل الدول حولها عدو

تعسف إسرائيلي

قالت الكاتبة إن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة عززت التفوّق اليهودي، من خلال تنفيذ أكبر عملية استيلاء إسرائيلية على الأراضي منذ أكثر من 30 عامًا في شهر مارس، بالاستيلاء على 10 كيلومترات مربعة من الضفة الغربية، موضحةً أن عمليات الاستيلاء على الأراضي ترافقها حملة إرهاب دموية إسرائيلية.

وأضافت أنه منذ بدء الحرب، انتشر عدد من الأغاني الإسرائيلية التي تدعو إلى إبادة الفلسطينيين ومحو غزّة، كما يتم بيع ملابس في المتاجر الإسرائيلية تشجّع على استكمال الحرب، وقلائد لخريطة مزعومة لإسرائيل تضم القدس والضفة الغربية وغزة. وفي الوقت نفسه، وزعت الشرطة الإسرائيلية الأسلحة على المدنيين وأنشأت ميليشيات مسلحة.

Debris is scattered on the lawns of closely situated single-story homes. The sun glares in the background, leaving them in shadow.

بئيري، أحد الكيبوتسات الإسرائيلية التي دمرتها حماس في 7 أكتوبر

واختتمت المقال بقولها إن هجوم 7 أكتوبر جاء رد فعل فلسطيني لهذا التعسف الإسرائيلي، وما دام الفلسطينيون محاصرين تحت الاحتلال العسكري العنيف، ومحرومين من حقوقهم الأساسية، فإن الإسرائيليين سوف يعيشون تحت تهديد الانتفاضات والأعمال الانتقامية، ولا يوجد أي جدار سميك لوقف شعب ليس لديه ما يخسره، ولكن الإسرائيليين لم يستوعبوا هذا الدرس.

ربما يعجبك أيضا