كاتب أمريكي: الولايات المتحدة تبيع وهم الحرية لشعبها

لعبة القط والفأر.. المصفوفة السياسية الأمريكية تبيع الوهم للمواطنين

بسام عباس
وهم الحرية الأمريكي.

“إن ما تشمونه هو رائحة جمهورية تحتضر، إننا محاصرون في مصفوفة سياسية تهدف إلى تعزيز الوهم بأننا في جمهورية دستورية”.

هذا ما افتتح به الكاتب والباحث الأمريكي “جون وايتهيد” مقاله على موقع “Eurasia review”، الذي تناول فيه ما وصفه بالحرية الوهمية التي يعيشها الشعب الأمريكي في ظل الإدارات المتعاقبة.

وهم الحرية

قال جون وايتهيد، في المقال الذي نشره “Eurasia review”، الجمعة 23 أغسطس 2024، إن “الأمريكيين عالقون في مكان ما بين حكم الكليبتوقراطية، أي حكومة يديرها اللصوص، وحكم الكاكستوقراطية، أي حكومة يديرها سياسيون محترفون بلا مبادئ، وشركات ولصوص يرضون أسوأ الرذائل في طبيعتنا ولا يبالون بحقوق المواطنين الأمريكيين”.

وأضاف أن الحكومة الأمريكية كانت، لسنوات عديدة، تلعب لعبة القط والفأر مع الشعب الأمريكي، فتسمح له بالاستمتاع بالقدر الكافي من الحرية ليعتقد أنه حر، ولكن ليس بالقدر الكافي للسماح بالعيش كشعب حر، مشيرًا إلى أن الحكومة تبيع لشعبها وهم الحرية، بينما تجرده من الحقوق ذاتها التي تضمن قدرته على محاسبتها على الالتزام بسيادة القانون.

وتابع أن الولايات المتحدة لم تعد أرض الأحرار، حيث الحكومة من الشعب، وبالشعب، ولمصلحة الشعب، بل أصبح الشعب الأمريكي يعيش في بلاد تسودها الفاشية والاستبداد والعسكرة، بعيدًا عن الحرية التي أوهموه بأنه يعيشها وسلبوها منه.

تقليص الحقوق

أوضح وايتهيد أن المواطن الأمريكي لم يعد بإمكانه التحدث بحرية عن انتقاد الحكومة بالقول أو الفعل، ولم يعد له الحق في التحرر من مراقبة الحكومة، أو الحق في الإجراءات القانونية الواجبة، أو الحق في الأمان من اقتحام الشرطة العسكرية لمنزله، وكل حق آخر عزز ذات يوم التزام المؤسسين بالتجربة الأميركية في الحرية.

وأفاد بأن المواطنين الأمريكيين لم يعد لديهم سيطرة على حياتهم وأسرهم وممتلكاتهم فحسب، بل إن الحكومة تواصل أيضًا تقليص الحقوق القليلة التي ما زال الشعب يتمتع بها، موضحًا أن الأمريكيين يتعرضون للخداع، فهم أحرار على الورق فقط، ولكن في الحقيقة، لا يتمتعون بالحرية إلّا بقدر ما يسمح به مسؤول حكومي.

 تهديدات عديدة

قال الكاتب إن الأمريكيين يتصورون أنهم يعيشون في جمهورية دستورية تحكمها قوانين عادلة وضعت لمصلحتهم، والحقيقة أنهم يعيشون في ظل ديكتاتورية متنكرة في هيئة ديمقراطية، حيث تعتمد جميع مناحي حياتهم، وما يملكونه، على إحسان وكلاء الحكومة ومساهمي الشركات.

بهذه الطريقة، أصبح الشعب الأمريكي يعيش في دولة الرفاهية، والدولة المربية، ودولة الشرطة، ودولة المراقبة، ومعسكر الاعتقال الإلكتروني، وكلها تحمل معنىً واحدًا، أنه في ظل السعي لتقليل المسؤولية الشخصية، وزيادة الشعور بالأمن، وعدم وجود التزامات مرهقة تجاه بعضهم البعض أو تجاه الأجيال القادمة، نشأ مجتمع لا يتمتع بالحرية الحقيقية.

وأضاف أن التهديدات التي تواجه المجتمع الأمريكي، سياسية وثقافية وتعليمية وإعلامية ونفسية، لافتًا إلى أن الحرية لا تُنتزع في مجملها من المواطنين، بل إنها تُمنح في كثير من الأحيان طواعية وبثمن زهيد، السلامة والأمن والخبز، وهذا جزء لا يتجزأ من الدعاية التي تنتجها آلة الحكومة.

ربما يعجبك أيضا