كاتب إسرائيلي: ازدواجية المعايير الإنسانية بغزة أمر مقزز

ازدواجية الإنسانية.. العالم ينعى 6 إسرائيليين ويتجاهل أكثر من 40 ألف فلسطيني

بسام عباس
مسيرة نعوش في إسرائيل للتنديد بحكومة نتنياهو

قال الكاتب الإسرائيلي “جدعون ليفي” إن التركيز والاهتمام العالمي بالرهائن الإسرائيليين الـ6 الذين قتلوا في غزة، مقابل إهمال أكثر من 40 ألف من الضحايا الفلسطينيين، “أمر مقزز وغير أخلاقي”.

وفي غزة نرى تناقض كبير في العالم، الذي هزته وفاة 6 رهائن إسرائيليين، بينما فقد اهتمامه بـ 40 ألف فلسطيني، وعندما يتحدث عن المختطفين، فإنه لا يتحدث إلا عن الرهائن الإسرائيليين، ولا عزاء للفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة، رغم أنهم محتجزون في ظروف جهنمية.

تناقض كبير

أوضح الكاتب، أن الرهائن الإسرائيليين الـ6 لا يشكلون سوى طرف القصة، فهم جزء ضئيل من ضحايا الحرب، ومن المفهوم أن تتحول قصتهم إلى قصة عالمية، لافتًا إلى أن التناقض المذهل بين التغطية الواسعة لحياة هؤلاء وموتهم وبين تجاهل المصير المماثل لأشخاص في مثل سنهم على الجانب الفلسطيني أقل قابلية للفهم.

وأضاف، في مقال نشرته صحيفة هآرتس الخميس 5 سبتمبر 2024، أن العالم مصدوم من مصير غزة، ولكنه لم يبد قط احترامًا مماثلًا للضحايا الفلسطينيين، فالرئيس الأمريكي لا يدعو أقارب الفلسطينيين الذين سقطوا إلى مثواهم الأخير، لأنهم لا يحملون الجنسية الأمريكية مثل عائلة جولدبرج وبولينز.

ولم تطالب الولايات المتحدة قط بالإفراج عن آلاف المختطفين الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل دون محاكمة، لافتًا إلى أن امرأة إسرائيلية شابة قتلت في مهرجان نوفا أثارت تعاطفًا وشفقة في العالم أكثر من لاجئة مراهقة من جباليا، فالإسرائيلي أكثر شبهًا بـ “العالم”.

نزع الإنسانية

قال ليفي إن الـ 17 ألف فلسطيني الذين قتلوا في القطاع منذ بداية الحرب كانت لديهم أيضًا آمال وأحلام وأسر دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية، وهم لا يمثلون أي اهتمام بالنسبة لغالبية الإسرائيليين، بل إن أقلية منهم تفرح بوفاتهم، وفي العالم الخارجي ينظر إليهم باعتبارهم ضحايا فظيعين، ولكنهم لا يحملون أسماءً ولا وجوهًا.

وأضاف أن قلوب الإسرائيليين مع ضحاياهم، وهو أمر ينبغي تفهمه وقبوله، ولكن هذا الحزن المبالغ فيه على 6 رهائن، وسط تجاهل تام لعشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، أمر بغيض وغير أخلاقي، مؤكدًا أن نزع الإنسانية عن الضحايا دون أدنى ذرة من الإنسانية تجاه الأطفال القتلى أو النازحين أو اليتامى أو الجائعين أو الذين بُترت أطرافهم.

وذكر أن عشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال على بعد ساعة بالسيارة من تل أبيب، والإسرائيليون غير مبالين بهم على الإطلاق، مشيرًا إلى أن إسرائيل أرسلت بعثات إغاثة إلى الفلبين ولم تكترث بالفلسطينيين، وأن إسرائيل كلما بكت على رهائنها وموتاها، أصبح الفارق بين حزنها الوطني ولامبالاتها الكاملة بالضحايا الفلسطينيين أكثر وضوحًا وبشاعة.

شعاع ضوء

قال الكاتب إن من الصعب أن نتخيل كيف يشعر أهل غزة في مواجهة العالم، الذي هزته وفاة 6 رهائن إسرائيليين، بينما فقد اهتمامه بـ 40 ألف فلسطيني، وعندما يتحدث عن المختطفين، فإنه لا يتحدث إلا عن الرهائن الإسرائيليين، ولا عزاء للفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة، رغم أنهم محتجزون في ظروف جهنمية.

ولفت إلى أن الدكتورة بجامعة حيفا، شيرين فلاح صعب، نشرت مقالًا الأسبوع الماضي، سردت فيه ​​قصة فلسطيني في غزة، محمد “ميدو” حليمي، 19 عامًا، قُتل عندما ذهب لشحن هاتفه، وكان المقال بمثابة شعاع من الضوء في الظلام، مشيرًا إلى أنها قصة تسبب غصة في الحلق، لا تقل عن مقطع فيديو إيدن يروشالمي الذي نشرته حماس هذا الأسبوع.

ربما يعجبك أيضا