كاتب إسرائيلي: حربنا على لبنان ستقودنا للهزيمة المطلقة

قال الكاتب الإسرائيلي، رفيف دروكر، ان الإهانة التي يتسبب بها حزب الله لإسرائيل أصبحت ثقيلة جدًا، ودخول الطائرات المُسيَّرة وانكشاف الخاصرة الرخوة الإسرائيلية بات من العسير على نتنياهو التصدي لهما.

وأكد، في تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الجمعة 28 يونيو 2024، أن قرار شنّ عملية برّية في الشمال سيكون غبيًّا، فالوضع قاسٍ ومُهين، وعملية بهذا الأسلوب ستعده وتفاقمه أكثر، ولا يمكن تحقيق أي فائدة منها.

حرب رخيصة

وأوضح الكاتب، إن صُنّاع القرار الإسرائيليين لم تكن لديهم، خلال الـ8 أشهر الأولى من الحرب، أيّ نية حقيقية للدخول في حرب برّيّة في لبنان، مهددين فقط بتصريحات متغطرسة، وكان من الواضح لبنيامين نتنياهو ويوآف جالانت أنه لا جدوى من مثل هذه المواجهة، والثمن سيكون باهظًا ويفوق القدرة على تحمّله.

وأضاف أن حربًا “رخيصة” وُلدت فجأة، وأن القيادة الإسرائيلية لم تعد تتحدث عن إعادة لبنان إلى العصر الحجري ولا عن احتلال أراضٍ حتى نهر الليطاني، بل تتحدث عن مناورة برية محدودة على امتداد بضعة كيلومترات، هدفها الأساسي هو طمأنة سكان الشمال بتحييد التهديدات التي يشكلها حزب الله.

لا يوجد خيارات جيّدة

قال دروكر إن ضربات حزب الله ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية أضرارًا جسيمة، كما أنها ستحوِّل المناورة البرية الصغيرة إلى حرب شاملة، لن يكون بمقدور إسرائيل الرد بقوة على انقطاع التيار الكهربائي وعلى الإصابات التي ستلحق بالعديد من المنشآت الاستراتيجية.

وأضاف أن إسرائيل، في وضعها الحالي اليوم، وفي ظل طلبات لاستصدار مذكرات توقيف في لاهاي، وتسونامي سياسية، وعزلة دولية غير مسبوقة، فلن تكون قادرة على تفجير منشآت البنى التحتية في لبنان، وإذا فعلت ذلك فسيرد حزب الله بضرب مرافقها الاستراتيجية، ما سيشكّل خطرًا على الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة.

وأشار إلى أنه لا يوجد خيارات جيّدة لما يمكن القيام به في الشمال، وأنه يجب التوصل إلى اتفاق حول الترتيبات في الشمال وتكثيف قوي للوسائل الدفاعية حول البلدات وعلى طول الخطّين الحدوديَّيْن، في الشمال وفي الجنوب، لافتًا إلى أن هذا بعيد عن “الانتصار المطلق”، ولكنه ليس “الهزيمة المطلقة”، التي تتجه إليها إسرائيل الآن.