كاتب إسرائيلي: نتنياهو وحلقة النار الإيرانية «فشل متكرر»

بن كاسبيت: إيران تسعى لتدمير إسرائيل وسياسات نتنياهو تزيد الخطر

شروق صبري
بنيامين نتنياهو

نتنياهو يكتشف فجأة تهديد إيران بعد سنوات من التصريحات دون إجراءات ملموسة، مما يعكس إخفاقات في السياسات الأمنية وتأثيرها السلبي على الأمن الإسرائيلي.


في خضم الأزمات الإقليمية، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصدر العناوين بكشفه المتأخر عن تهديد إيران.

بعد سنوات من تصريحات عن التصدي للطموحات النووية الإيرانية، ظهر نتنياهو مؤخرًا ليؤكد أن إيران تسعى لتدمير إسرائيل، مما يطرح تساؤلات بشأن مدى فعالية السياسات الأمنية التي اتبعتها حكومته.

اكتشاف مفاجئ

في خطوة غير متوقعة، كشف نتنياهو يوم الجمعة 23 أغسطس 2024، عن استيعابه المتأخر لتهديدات إيران تجاه إسرائيل، وذلك خلال حديث له مع رهائن عائدين من قبضة حماس، لذلك تناول الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، في مقال له أمس 30 أغسطس 2024،  في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، مسألة استجابة نتنياهو غير المتوقعة للتهديد الإيراني وممارساته السياسية التي ساهمت في تفاقم الأزمة.

رأى الصحفي الإسرائيلي، أنه وفقًا لتصريحات نتنياهو، بدأت تتضح له خطط إيران الرامية لتدمير إسرائيل، وهو ما يثير استغرابًا كبيرًا، فهذه المخاطر كانت معروفة منذ سنوات، وسبق وأن تداولت بصورة مكثفة، مما يطرح تساؤلات عن سبب تأخر هذا الإدراك.

أقوال لا أفعال

أكد نتنياهو دومًا في خطاباته أن إيران تشكل تهديدًا خطيرًا لإسرائيل، إلا أن الأفعال لم تتوافق مع الأقوال، حيث تبنى نتنياهو سياسة “الاحتواء” تجاه تهديدات حزب الله والتعامل مع تمويل حماس، واستراتيجيات التصدي للتهديدات من لبنان وسوريا، والتي لم تكن كافية لمواجهة الخطر الإيراني المتزايد، وأثبتت عدم فعاليتها، حسب بن كاسبيت.

ورغم التصريحات العلنية، فإن الإجراءات العملية لم تكن كافية لمواجهة الخطر الإيراني بشكل حاسم، مما ساهم في تعزيز موقف إيران وحلفائها في المنطقة، والتي سمحت بإبقاء الأوضاع على حالها دون تصعيد فعلي.

انتقادات للسياسات

سبق وأن حذر كبار القادة العسكريين والأمنيين من تصاعد التهديدات الإيرانية، وأكدوا أن إيران وحلفاءها في لبنان وسوريا يقيمون شبكة من الأسلحة والموارد التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، ورغم التحذيرات، لم تطرأ تغييرات جوهرية في السياسات الحكومية.

تلقت سياسات نتنياهو انتقادات شديدة بسبب فشلها في التعامل مع التهديدات الإيرانية بفعالية، من بين أبرز النقاط التي أثيرت هي الاستجابة البطيئة لتزايد قدرات حزب الله والتساهل مع دعم حماس، هذه السياسات لم تقتصر على تعزيز موقف إيران، بل أدت أيضًا إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية.

تحذيرات الخبراء

رغم تصريحات نتنياهو، يبقى السؤال المحوري، ماذا فعلت الحكومة الإسرائيلية لمواجهة التهديد الإيراني؟ منذ سنوات، ونتنياهو يتحدث عن خطر إيران، ولكنه لم يتخذ خطوات ملموسة للتصدي لهذا التهديد، كما أكدت  تحذيرات الخبراء العسكريين مثل بطل إسرائيل، الجنرال المتقاعد حسون حسون، الذي أكد  أن التهديد الإيراني لم يتراجع بل ازداد تعقيدًا.

حسون أعرب عن قلقه من تزايد القدرات العسكرية الإيرانية في سوريا والعراق، ولفت إلى أهمية معالجة هذه التهديدات بشكل أكثر جدية. كما نبه إلى استخدام إيران وحلفائها لأساليب جديدة لتجنب الضغوط الإسرائيلية، مثل إنشاء شبكة من الأنفاق ومرافق الإنتاج العسكري.

حسون شرح بالتفصيل كيف أن إيران أقامت حلقة نارية عن إسرائيل، تشمل لبنان، سوريا، العراق، ومناطق الحدود الثلاثية بين إسرائيل والأردن وسوريا. كما انتقد سياسة الاحتواء الإسرائيلية التي تتيح لهم التقدم دون مقاومة حقيقية.

الإجراءات المتأخرة وأثرها

رغم تصاعد التهديدات من إيران وحلفائها، تبيّن أن الإجراءات الإسرائيلية جاءت متأخرة وغير كافية، حيث سعت إسرائيل لمواجهة التهديدات بشكل تدريجي وغير حاسم، مما أدى إلى زيادة مخاطر التصعيد.

علاوة على ذلك، وحسب تقارير أجنبية، يجري حفر شبكة من الأنفاق الآن، هذه الشبكة من الأنفاق ستمنح حزب الله حماية من الضربات الإسرائيلية، وتسرّع من عملية تعاظم قوته، ويُرسل له من خلالها شحنات قريبًا، ستتمكن هذه الشحنات من الاختفاء تحت الأرض فور تفريغها من الطائرات، مما يجعلها بعيدة عن الرصد الإسرائيلي.

نتائج السياسات على الأمن

في النهاية يشير الكاتب الإسرائيلي لتصاعد التهديدات الإيرانية وتعاظم دور حزب الله في المنطقة، وهو ما يعكس تدهورًا خطيرًا في الوضع الأمني لإسرائيل، ورغم التحذيرات المتكررة والتقارير الاستخباراتية، يبدو أن الاستجابة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو لم تكن على مستوى التحديات المتنامية.

وإذا استمر هذا النهج القائم على التردد والتقاعس، فإن العواقب قد تكون وخيمة، مع تكثيف الأعداء لتعزيزاتهم وتحقيق أهدافهم الاستراتيجية دون عائق.

ربما يعجبك أيضا