كارثة إنسانية.. تحذيرات دولية من عواقب “سد النهضة”

سهام عيد

كتبت  – سهام عيد

“عواقب إنسانية وخيمة”.. بعد مرور قرابة 8 سنوات من تعثر المفاوضات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، والتي شهدت جولات عديدة على مستوى القادة والوزارات، جاءت تحذيرات عالمية من “عواقب إنسانية” إذا لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق لتقاسم الموارد المائية بينهما.

ونقلت فرانس برس عن التقرير الصادر لمركز أبحاث “مجموعة الأزمات الدولية”، قوله: “إنّ مخاطر الفشل في العمل معًا… صارخة. قد تُخطئ الأطراف بالتحوّل إلى نزاع تنتج عنه عواقب إنسانيّة وخيمة”.

ويُعدّ نهر النيل الذي يمرّ بين 10 دول، الأطول في العالم، وشريان طبيعي مهم لإمدادات المياه والكهرباء لهذه البلدان.

ووفقًا للمركز، تعتمد مصر على النيل بنحو 90% من احتياجاتها من المياه العذبة.

ومع اقتراب إثيوبيا من الانتهاء من تشييد السد الذي تبلغ كلفته 4 مليارات دولار وسيضمّ أكبر محطّة للطاقة الكهرومائية في القارّة، تلوح في الأفق أزمة في الموارد الطبيعية في حوض النيل.

جدير بالذكر أن المهندس المسؤول عن بناء سد النهضة قد أعلن، تأجيل إكمال المشروع 4 سنوات أخرى، موضحا أن الموعد الجديد لافتتاح السد لن يكون قبل العام 2022.

وأشار مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، إلى أسباب فنية وعملية تقف وراء تأجيل الموعد إلى عام 2022، بحسب وسائل إعلام إثيوبية وأفريقية.

ووفقا لهورو، كان يفترض أن يتم افتتاح السد، الذي بدء العمل فيه  في أبريل 2011 على نهر النيل وتصل كلفته إلى 4.8 مليار دولار، عام 2017، لكم من أسباب التأجيل تلك التغييرات التي أجريت على تصميمه، والتي من شأنها زيادة القدرة الإنتاجية من الطاقة الكهربائية وبالتالي نجم عنه تأخير في الأعمال الفنية الكهربائية.

وأوضح هورو أن التأخير في الأعمال والأشغال الكهرومائية في السد، أثرت أيضا على موعد بدء عمل المولدات الكهربائية السابقة، مشيرًا إلى أنه ينتظر أن تبدأ العمل بعد عامين، مشددًا على أن أعمال الإنشاءات في السد مستمرة دون انقطاع.

وتصل قدرة السد الإنتاجية للكهرباء إلى حوالي 6.45 ميجاوات، ما يجعله أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وسابع أكبر سد في العالم.

حل مقترح

في غضون ذلك، أوصى التقرير بـ”اتفاق أكثر شمولًا” بين دول حوض النيل، لتفادي نزاعات مستقبلية تأتي بـ”ثمن اقتصادي وبيئي باهظ”.

وحاولت مصر وإثيوبيا على مدى سنوات التوصّل إلى اتّفاق يتعلّق بملء خزّان السد.

وتقترح أديس أبابا أن تتم عملية الملء على مدار 3 سنوات، بينما تقترح مصر أن يتم ذلك على مدى خمسة عشر عامًا بسبب قلقها إزاء تأثير هذا الأمر على احتياجاتها من المياه.

ولفت التقرير إلى أنه يمكن أن يسعى البلدان إلى ملء خزاناتهما في وقت واحد تحسبًا للجفاف الذي يؤجج الصراع على المياه غير الكافية.

وبحسب التقرير، ترى أديس أبابا أنّ السدّ مشروع تنموي وطني مهم، في حين ترى القاهرة أنّ تعطيل تدفّق النهر سيُمثّل “تهديدًا وجوديًا”، ذلك أنّ تشغيل السدّ الذي يُتوقّع أن يولّد نحو 6000 ميجاوات، قد يُهدّد ملايين المزارعين المصريين وكذلك إمدادات الغذاء في البلاد.

وتعطّل بناء المشروع مرارًا، ولم يُحدّد تاريخ لإنجازه، بعد أن كان مفترضًا الانتهاء منه منتصف العام الماضي، وسط تقارير عن فساد، الأمر الذي دفع رئيس وزراء البلاد لاتخاذ سلسلة إجراءات.

رؤية مشتركة

وفي يونيو 2018، اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، في القاهرة على تبني “رؤية مشتركة” بين الدولتين بشـأن سد النهضة تسمح لكل منهما بالتنمية “بدون المساس بحقوق الطرف الآخر”.

وكان اجتماع ضم وزراء الخارجية ومسؤولي الاستخبارات في مصر وإثيوبيا والسودان في مايو من العام الماضي، عقد في أديس أبابا، وتوصل إلى تشكيل لجنة علمية لدراسة تأثير السد على النيل الأزرق.
 

ربما يعجبك أيضا