كارثة سد أربعات.. هل تواجه السودان انهيار سدود أخرى؟

بعد انهيار أربعات.. هل السدود السودانية في خطر داهم؟

أحمد عبد الحفيظ
انهيار سد أربعات

بعد كارثة انهيار سد أربعات في شرق السودان، تزداد المخاوف من انهيار سدود وخزانات أخرى في البلاد، خاصة في ظل استمرار الحرب والأمطار الغزيرة غير المسبوقة.

وقال تقرير صادر عن صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، نُشر الثلاثاء 27 أغسطس 2024، إن هذه الكارثة تعتبر بمثابة جرس إنذار بشأن البنية التحتية المائية في السودان، الذي يواجه بالفعل أزمات متعددة نتيجة النزاع المستمر والنزوح والجوع.

انهيار سد أربعات.. مقدمة لكوارث أكبر؟

يُعد سد أربعات المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة بورتسودان، وقد تسبب انهياره في فيضانات مدمرة أودت بحياة 30 شخصًا على الأقل، وجرّفت في طريقها أكثر من 25 قرية.

السكان المحليون وجدوا أنفسهم محاصرين بسبب الفيضانات، بينما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة في الوصول إلى المفقودين بسبب الطبيعة الوعرة للمنطقة والدمار الذي أحدثته الفيضانات.

ومع نزوح حوالي 118 ألف شخص وتضرر أكثر من 300 ألف آخرين، تتصاعد المخاوف من أن تكون هذه الحادثة نذيرًا بانهيارات أخرى محتملة في المستقبل.

تهديدات تواجه السدود السودانية

يمتلك السودان 6 سدود رئيسية على نهر النيل والنيلين الأزرق والأبيض ونهر عطبرة. ومع تزايد الأمطار الغزيرة وتفاقم تأثيرات تغير المناخ، يصبح خطر انهيار سدود أخرى في البلاد أكثر واقعية.

وكيل الري والموارد المائية السابق، أحمد آدم، حذر من أن العديد من السدود والخزانات في ولايات دارفور وكردفان قد تتعرض لأضرار مشابهة بسبب توقف الصيانة الدورية، التي تعطلت نتيجة للحرب المستمرة في السودان.

تأثير الحرب على الصيانة والإشراف

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، توقفت الصيانة الدورية للعديد من السدود والخزانات، ما يزيد من خطر تعرضها لانهيارات مشابهة لسد أربعات.

وأوضح آدم أن غياب الإشراف المناسب على عمليات تشغيل السدود، مثل سد جبل أولياء على النيل الأبيض، يشكل تهديداً كبيراً، خاصة في ظل عدم وضوح الوضع الراهن لهذه المنشآت الحيوية.

تأثير تغير المناخ على السدود

ساهمت تغيرات المناخ في زيادة معدلات الأمطار في السودان هذا العام، ما أدى إلى فيضانات غير مسبوقة في مناطق لم تكن معتادة على مثل هذه الكوارث.

على سبيل المثال، شهدت مناطق في شمال السودان وولاية البحر الأحمر أمطارًا غزيرة تسببت في انهيار سد أربعات، مما يعكس التهديدات المتزايدة على باقي السدود والخزانات في البلاد.

دعوات للانتباه إلى سلامة السدود

في ظل هذه المخاطر، تدعو السلطات والخبراء إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة السدود في السودان.

تجمع البيئيين السودانيين أطلق نداءً عاجلاً للمنظمات الدولية للمساعدة في إعادة بناء سد أربعات وتلافي الأخطاء الفنية التي أدت إلى انهياره. كما شدد وكيل الري السابق على أهمية الإشراف الدقيق على تشغيل السدود المتبقية لضمان عدم تكرار هذه الكارثة في مواقع أخرى.

تحذير هام

انهيار سد أربعات يمثل تحذيرًا صارخًا حول هشاشة البنية التحتية المائية في السودان، في ظل الظروف المناخية المتغيرة والحرب المستمرة، يصبح من الضروري تعزيز الصيانة والإشراف على السدود والخزانات في البلاد لتجنب وقوع كوارث مستقبلية قد تكون أشد وطأة.

السودان يواجه تحديات هائلة، ويجب على السلطات المحلية والدولية العمل معاً لضمان عدم تكرار مأساة أربعات في أي جزء آخر من البلاد.

ربما يعجبك أيضا