كلاكيت ثاني مرة.. الانتخابات الإسرائيلية سيناريو مكرر والإطاحة بـ “نتنياهو” غير مستبعدة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لا زالت استطلاعات الرأي الإسرائيلية تعكس نفس نتائج الانتخابات السابقة التي جرت في إبريل الماضي، حيث ترجح تقارب عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل من الليكود وقائمة “كحول لفان” مع عدم قدرة أي منهما على تشكيل حكومة بمفرده.

وبيّنت الاستطلاعات التي نشرتها “القناة 12″، وصحيفتا “معاريف” و”ماكور ريشون”، تراوح قوّة حزب الليكود بين 29 مقعدًا و32 مقعدًا؛ بينما تتراوح قوّة “كاحول لافان” بين 28 مقعدًا و30 مقعدًا.

تراجع كبير

وبحسب الاستطلاعات فإن بنيامين نتنياهو ربما يجد نفسه قريبا في ذات الموقف عند فشله في تشكيل حكومة يمينية، جراء خلافاته مع زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان والتي أصبحت أعمق اليوم.

أما بيني جانيتس رئيس حزب “كحول لفان” فليس في حال أفضل من نتنياهو، فمن المستبعد أن يستطيع تشكيل حكومة بمفرده بسبب استحالة دعمه من الأحزاب الحريدية على الأقل، حسب التصريحات العلانية حتى الآن.

نتائج الاستطلاعات تعني تراجعًا كبيرًا في قوّة “كاحول لافان” (من 35 في انتخابات نيسان/ أبريل الماضي)، والليكود (من 39 في انتخابات نيسان الماضي) لصالح الأحزاب الصغرى في كلا المعسكرين، مثل “اتحاد أحزاب اليمين” و”اليمين الجديد” و”العمل”.

مخرج صعب

ويبدو تشكيل حكومة وحدة كمخرج من الأزمة السياسية صعبًا في ظل تعهد قادة قائمة “كحول لفان” بعدم الانضمام لأي حكومة يرأسها نتنياهو، طالما يواجه لائحة اتهام قضائية.

حكومة وحدة يتناوب على رئاستها جانتس ونتنياهو، بشرط أن يكون جانتس أولاً، حتى يخصص نتنياهو  وقته لملفاته القضائية والمحاكمات المحتملة، سيناريو يروق لكحو ل لفان، لكن من غير  المتوقع أن يوفق نتنياهو على مقترح كهذا.

الإطاحة برأس نتنياهو من قبل أعضاء حزبه كحل لمعضلة تشكيل الحكومة القادمة، احتمال بات غير مستبعد في حوارات المراقبين لتطورات الساحة السياسية الإسرائيلية، خاصة إذا ما تأكد أعضاء الحزب من عدم قدرة نتنياهو  على الفوز بالانتخابات مرة أخرى.

معضلة نتنياهو الأصعب

وبحسب الاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الفائز الأكبر هو حزب “يسرائيل بيتينو”، الذي يرأسه وزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، مع نجاحه، حتى الآن، في مضاعفة قوّته في استطلاعات الرأي من 5 مقاعد في الانتخابات الأخيرة إلى ما لا يقل عن 8 مقاعد في معظم استطلاعات الرأي، وصولا إلى 10 مقاعد.

وتعكس قوّة ليبرمان المتزايدة فشل استراتيجيّة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، الانتخابيّة، التي ركّزت حتى الآن على مواجهة ليبرمان ومحاولة كسره واجتذاب أصوات الناخبين الرّوس، عبر إبراز وزراء من أصل روسي ضمن حزب الليكود.

وبحسب محللّة الشؤون الإسرائيلية في موقع “ألمونيتور”، مزال موعاليم. فإن ليبرمان تحول إلى معضلة نتنياهو الأصعب، فقد أدخل نتنياهو في طريق مسدود رغم فوزه الساحق في الانتخابات.

وكتب ليبرمان -في صفحته على موقع “فيسبوك”، بداية الشهر الجاري- أن نتنياهو “المؤدّي الأفضل في العالم في الموضوع الإيراني” في سخرية من العروض التي يقوم بها نتنياهو حول الملف النووي الإيراني، “لكن، على مستوى الأفعال، من لا يستطيع التعامل مع التهديد الغزي لن يستطيع التعامل مع التهديد الإيراني”.

الانتخابات السابقة

وكانت الانتخابات الإسرائيلية العامة قد أجريت في التاسع من نيسان الماضي، حيث حصل معسكر  أحزاب اليمين المؤيدة لنتنياهو على 65 مقعداً من أصل 120 في الكنيست، مقابل 45 مقعداً لأحزاب الوسط واليسار، وعشرة مقاعد للأحزاب العربية.

وبالرغم من أن نتنياهو حصل على تكليف بتشكيل حكومته الخامسة مع تمديد المهلة الرسمية، حيث استنفد 42 يوماً كاملاً، إلا أنه فشل في اللحظة الأخيرة في تشكيلها بفعل رفض ليبرمان الدخول فيها. وأقر الكنيست على أثر ذلك في التاسع والعشرين من مايو الماضي مشروع قانون قدمه “الليكود” لحل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة.

ويواجه نتنياهو اتهامات فساد محتملة ودعوات تطالبه بالاستقالة، لكنه نفى تورطه في أية مخالفات، زاعما أن القضية ذات دوافع سياسية.

وفاز نتنياهو بأول انتخابات عامة عام 1996 ليكون أصغر رئيس وزراء إسرائيلي في تاريخ الاحتلال، إذ تولى رئاسة مجلس الوزراء وهو في السادسة والأربعين من عمره.

ويواجه نتنياهو تحديا كبيرا من خصومه السياسيين الساعين لإسقاطه في الانتخابات العامة في 17 سبتمبر/ أيلول، ومن بينهم رئيس وزراء سابق هو إيهود باراك ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس.

ربما يعجبك أيضا