قال رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، إن اتفاق ووحدة المعارضة ضرورة للفوز في الانتخابات، مشيرًا إلى التوافق على عودة النظام البرلماني إلى البلاد.
اتفقت المعارضة التركية على دعم مرشح رئاسي واحد في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واختار “أصحاب الطاولة الستة” زعيم أكبر حزب معارض “الشعب الجمهوري”، كمال كليتشدار أوغلو، للترشح ضد أردوغان، وهو القرار الذي رفضه حزب الخير في البداية، وهدد عن طريق زعيمته ميرال أكشنار بمغادرة التكتل المعارض.
اقرأ أيضًا: المعارضة التركية تتوافق على كليتشدار أوغلو مرشحًا للانتخابات الرئاسية
ترشح كيليتشدار أوغلو وفرص فوز ضعيفة
قالت أكشنار إن فرص كليتشدار أوغلو ضعيفة في الفوز أمام اردوغان، وكانت تفضل ترشح رئيس بلدية إسطنبول الشهير أكرم إمام أوغلو، أو عمدة أنقرة منصور يافاش، ولكن رغم رفضها في بادئ الأمر، تراجعت وستدعم كليتشدار أوغلو بشروط.
وتضمنت شروط أكشنار أن يكون أكرم إمام أوغلو وعمدة أنقرة منصور يافاش نائبين لمرشح المعارضة حال فوزه بالانتخابات المقبلة.
فيما أعلن البرلماني عن حزب الجيد، فريدون بهشي، في تصريح لصحيفة “سوزجو” التركية أن الحزب سيدعم كليتشدار أوغلو حال بلوغه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
أنا كمال أنا قادم .. من هو مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة 2023؟
انتخابات ذات نتائج متقاربة
قال كليتشدار أوغلو عن مائدة المعارضة في المؤتمر الصحفي: “مائدتنا طاولة السلام، هدفنا الوحيد هو أخذ البلاد إلى أيام من الازدهار والسلام والفرح.. أنا كمال أنا قادم”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة ستكون نتائجها متقاربة، مع تقدم كتلة المعارضة قليلًا على التحالف الحاكم.
وتعهدت الكتلة بالتراجع عن كثير من سياسات أردوغان بشأن الاقتصاد والحقوق المدنية والشؤون الخارجية، حال الفوز في الانتخابات التي يعتبرها الكثير الأكثر أهمية في تاريخ الجمهورية الممتد لـ100 عام.
إمكانية هزيمة أردوغان
سيحاول كليتشدار أوغلو الاستفادة من سنوات الأزمة الاقتصادية وارتفاع التضخم التي تعيشهما تركيا، بالإضافة إلى الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب البلاد الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص، ما أثار انتقادات لرد فعل الدولة.
ومع ذلك، توجد حالة من الشكوك، حسب ما ذكرت رويترز، بأن الرجل المرشح عن المعارضة يمكن أن يهزم أردوغان، أطول زعيم في تركيا من حيث المدة الرئاسية.
وقال زعيم حزب السعادة، تمل كاراملا أوغلو، متحدثًا إلى جانب رؤساء أحزاب المعارضة الخمسة الأخرى، إنه جرى الاتفاق على كليتشدار أوغلو كمرشح مشترك، وتجمع الآلاف من أنصار المعارضة أمام مقر حزب السعادة في أنقرة للتعبير عن فرحتهم بالإعلان.
أنا كمال أنا قادم .. من هو مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة 2023؟
من هو كليتشدار أوغلو؟
وُلد كليتشدار أوغلو في 17 ديسمبر 1948 في قرية بليسا التابعة لمنطقة تونجلي في عائلة علوية، وهو الرابع من بين 7 أبناء لوالده كامر باي ووالدته يموش هانم.
ولكليتشدار أوغلو أخ توأم، ودرس المرشح الرئاسي في أجزاء مختلفة من تركيا حتى تعليمه الثانوي، وهو متزوج ولديه 3 أطفال.
تخرج كليتشدار أوغلو في مدرسة إيلازيج الثانوية التجارية عام 1967 وحصل على المركز الأول، وتخرج في أكاديمية أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية عام 1971.
وعمل محاسبًا في وزارة المالية ومكث في فرنسا لمدة عام واحد، وعُين في المديرية العامة للإيرادات عام 1983.
أنا كمال أنا قادم .. من هو مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة 2023؟
بداياته السياسية
دخل كمال كليتشدار أوغلو إلى البرلمان كنائب لحزب الشعب الجمهوري في إسطنبول في الانتخابات البرلمانية الثانية والعشرين التي أجريت في 3 نوفمبر 2002.
كليتشدار أوغلو، الذي شارك في المجلس التنفيذي المركزي لحزب الشعب الجمهوري، اُنتخب نائبًا للولاية الثالثة والعشرين من إسطنبول في الانتخابات العامة في 22 يوليو 2007، وشغل منصب رئيس حزب الشعب الجمهوري حتى أعلن ترشيحه للرئاسة.
دوره في رفع الحصانة عن النواب
قالت صحيفة دوفار التركية إن لكليتشدار أوغلو العديد من القرارات التي كانت موضعًا للنقاش، منها دعمه للعملية التي مهدت الطريق لرفع الحصانة البرلمانية عن النواب في عام 2016.
وتلقى كليتشدار أوغلو انتقادات كبيرة بسبب موافقته على الرغم من أن هذا مخالفًا للدستور التركي، وبعد رفع الحصانة في 20 مايو 2016، جرى اعتقال العديد من نواب حزب الشعب الديمقراطي، بما في ذلك الرؤساء المشاركين للحزب الكردي.
أنا كمال أنا قادم .. من هو مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة 2023؟
الدولة العميقة تريد بقاء أردوغان
قال مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاسترايجية بالقاهرة، محمد حامد، إن المعارضة التركية في نهاية الأمر اتفقت على مرشح ضد أردوغان في الانتخابات المقبلة بعد سلسلة من الشد والجذب بين أفراد “الطاولة الستة”.
وأضاف حامد، في تصريحات لـ”رؤية” أنه رغم ترشح كليتشدار أوغلو، فإن فرص فوزه ستكون ضعيفة نظرًا لأن ما تسمى بالدولة العميقة في تركيا تريد بقاء أردوغان مع تغيير في سياساته الداخلية والخارجية.
مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاسترايجية بالقاهرة، محمد حامد
انتخابات أكثر حدة وتنافسية
أوضح حامد أن تلك الانتخابات ستكون أكثر حدة وتنافسية عن سابقتها، مشيرًا إلى أن المعارضة ستحصل على مقاعد برلمانية أكبر، وقد يفقد أردوغان الأغلبية أو يقتنصها بصعوبة في نهاية الأمر، ولكن في النهاية يبدو أنه سيكون رئيسًا لتركيا لولاية أخرى، خاصة أنه لم يؤجل الانتخابات نتيجة الزلازل الأخيرة.
وشدد حامد على أنه رغم الزلازل الأخيرة، الذي أثر في شعبية أردوغان والحكومة نتيجة فشلهم في التعامل مع الكارثة، ولكن في النهاية يبدو أن الطريق “مفروش بالورود” أمام أردوغان لولاية رئاسية جديدة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1451111