كنائس مغلقة وقداديس أونلاين…أجواء “كورونا” تخيم على احتفالات المسيحيين

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ظل تفشي فيروس “كوفيد 19” كورونا المستجد، والحجر المنزلي المفروض في معظم دول العالم، يحتفل المسيحيون بعيد الفصح هذا العام باحتفالات ومراسم غير مسبوقة، إذ أنهم لن يتمكنوا من حضور القداديس، وسيتابعون الرتب الدينية عبر الشاشات.

ومع بداية عطلة نهاية الأسبوع، بدأ مئات الملايين من المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت الذين يخضعون لحجر في بيوتهم مثل نصف سكان العالم، احتفالات غير عادية، خصوصا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان التي خلت من المؤمنين الذين كانت تكتظ بهم عادة في هذه المناسبة.

التمسك بالأمل حتى في أحلك الظروف

كان البابا فرنسيس قال عند إحيائه شعائر “درب الصليب” في ساحة القديس بطرس الخالية مساء الجمعة: “يا رب لا تتركنا في الظلام وفي ظل الموت واحمنا بدرع قوتك”.

ووجّه البابا فرنسيس تحيّةً إلى “القدّيسين في حياتنا اليومية، وهم الأطباء والمتطوعون ورجال الدين والكهنة والعاملون الذين يؤدّون مهمّاتهم كي يستمرّ هذا المجتمع”.

ودعا البابا، خلال قداس ليلة الفصح، الذي خيمت عليه أجواء عدوى كورونا إلى التمسك بالأمل حتى “في أحلك ساعة”.

وبرغم أن الكاتدرائية الضخمة تقع في وسط روما ويمكن أن تستوعب عشرات الآلاف من الزوار داخلها إلا ان عددا قليلا حضر من القساوسة، وجلسوا جميعا متباعدين.
 

القدس مغلقة للمرة الأولى منذ مئة عام

وللمرة الأولى منذ نحو مئة عام، لن تستقبل كنيسة القيامة التي أغلقت أبوابها بسبب فيروس كورونا، الحجاج المسيحيين المحتفلين بعيد الفصح في الأراضي المقدسة حيث تحاول العائلات التعايش مع الأمر والاحتفال في منازلها وفق الإمكانيات.

وأغلقت سلطات الاحتلال الأماكن الدينية أمام الزوار، ومن بينها كنيسة القيامة التي يعتقد المسيحيون أن يسوع المسيح دفن فيها بعد أن صلبه الرومان في العام 30 أو 33 ميلادية، وهم يتوافدون عليها بعشرات الآلاف خلال العيد.

ويؤكد المؤرخ الفلسطيني جوني منصور، أن هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها كنيسة القيامة خلال عيد الفصح في السنوات المئة الأخيرة.

في مصر.. الصلوات أونلاين  

أما في مصر، فقد ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية قداس اليوم “أحد الشعانين” من كنيسة التجلي المجيد بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بدون حضور شعبي.

وقال البابا تواضروس الثاني – في كلمة قصيرة عقب دورة السعف بالكنيسة – إن إنجيل باكر الذي كان يتحدث عن “زكا العشار” يعطي تعزية للذين هم في المنازل ولم يستطيعوا أن يحضروا الصلاة في الكنيسة، ولكن السيد المسيح قال له “ينبغي أن أكون اليوم في بيتك”.

وأضاف البابا تواضروس الثاني أن غلق الكنائس فترة مؤقتة بسبب ظروف فيروس كورونا التي يمر بها العالم كله وبلادنا مصر.

وعقب دورة السعف التي شارك فيها عدد قليل من الأساقفة والرهبان والشمامسة بدأت صلوات القداس بصلوات بتقديم الحمل.

ونقلت الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصلوات عبر تقنية البث المباشر إلى جانب قيام القنوات المسيحية بنقل الصلوات من دير القديس الأنبا بيشوي.

بدورها، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، سيصلي صلوات المناسبات الكنسية التي تعيد بها الكنيسة الفترة المقبلة حتى عيد القيامة المجيد “أسبوع الآلام”، بمقره بدير القديس الأنبا بيشوي بدون حضور شعبي.

ودعا قداسة البابا تواضروس أبناء الكنيسة في كل مكان إلى الحرص على المشاركة في هذه الصلوات عبر الشاشات لتتأصل فينا وحدانية القلب والروح التي للمحبة.

يذكر أن الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي من الكاثوليك والبروتستانت تحتفل بعيد الفصح أو عيد القيامة، اليوم الأحد، بينما يحتفل المسيحيون الأرثوذكس بالعيد في 19 من الشهر الجاري.

وأحد الشعانين أو عيد الشعنينة وهو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح “عيد القيامة” ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس “أورشليم”، ويسمّى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي المدينة استقبلوه بالسعف والزيتون المزيّن فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، ويرمز سعف النخيل إلى النصر، أي أنهم استقبلوا يسوع منتصرًا مُحقّقا نبؤءة زكريا بصفته المسيح.

وحرم المسيحيون وكذلك المسلمون من احتفالاتهم الدينية بسبب تدابير طالت كل الأعياد الدينية في شهر أبريل، سواء عيد الفصح المسيحي وشهر رمضان الذي يتوقع أن يبدأ أواخر أبريل الجاري.

وأسفر انتشار فيروس كورونا المستجدّ عن وفاة ما لا يقلّ عن 100.859 شخصا في العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، وشُخّصت رسميا أكثر من 1.664.110 إصابات في 193 دولة ومنطقة منذ بدء تفشّي الوباء، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

ربما يعجبك أيضا