كورسك تحت الصدمة.. توغل أوكراني يربك حسابات روسيا

توغل مُفاجئ في كورسك.. كيف نجحت أوكرانيا في إرباك روسيا؟

أحمد الحفيظ

في خطوة جريئة وغير متوقعة، نفذت القوات الأوكرانية توغلًا عسكريًا داخل مقاطعة كورسك الروسية، مما أثار دهشة كبيرة في الأوساط العسكرية والسياسية الروسية.

هذا التحرك الأوكراني، الذي جاء وسط صراع طويل ومستمر بين البلدين، يُعد أحد أبرز التطورات العسكرية التي هزت استقرار الحدود الروسية الأوكرانية في الآونة الأخيرة، حيث أن التوغل لم يكن مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل حمل معه تداعيات سياسية وعسكرية واسعة النطاق، خاصة بعد نجاحه في إحداث حالة من الصدمة والإرباك لدى القيادة الروسية.

أسباب نجاح التوغل الأوكراني

كان هناك عدة عوامل رئيسة أسهمت في نجاح التوغل الأوكراني بكورسك، أوله كان الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية التي كانت مدروسة بعناية.

اعتمدت أوكرانيا على عنصر المفاجأة، مستغلة فترة من الهدوء النسبي على الجبهة لتحقيق اختراق مفاجئ في منطقة لم تكن متوقعة، هذا التوقيت المفاجئ ساعد في تقليل احتمالات التصدي الفوري من قبل القوات الروسية.

كانت القوات الأوكرانية قد استفادت من تدريبات مكثفة ودعم لوجستي من الدول الغربية، خاصة من الولايات المتحدة ودول الناتو، هذا الدعم تضمن أسلحة متطورة، وتكنولوجيا استخباراتية حديثة ساعدت أوكرانيا في مراقبة تحركات القوات الروسية والتخطيط للتوغل بدقة عالية.

طائرات إف 16 ومعلومات استخباراتية

المعلومات الاستخباراتية المتقدمة سمحت للأوكرانيين بتحديد نقاط الضعف في الدفاعات الروسية، مما مكنهم من تنفيذ هجوم سريع وفعال، غير أن طائرات إف 16 التي استلمتها أوكرانيا قبل الهجوم بأيام مهدت للهجوم العسكري.

أوكرانيا كذلك استفادت من الدروس المستفادة من صراعات سابقة، حيث أصبحت أوكرانيا أكثر تكيفًا مع أساليب الحرب الهجينة التي تشمل الهجمات السيبرانية والتكتيكات غير التقليدية، ما زاد من فعالية العمليات العسكرية وأربك الدفاعات الروسية.

الصدمة الروسية

أحدث التوغل الأوكراني في كورسك صدمة كبيرة داخل المؤسسة العسكرية الروسية، رغم أن روسيا تمتلك أحد أكبر الجيوش في العالم، إلا أن هذا التوغل كشف عن نقاط ضعف في الدفاعات الروسية على الحدود الغربية، قد تكون هذه الثغرات ناتجة عن التركيز الروسي على جبهات أخرى أو عن تقدير خاطئ للقدرات الأوكرانية.

تجلى الإرباك الروسي في التأخر في الرد على التوغل، حيث استغرقت القيادة الروسية وقتًا أطول من المتوقع لتنظيم هجوم مضاد، هذا البطء في الرد يعكس إما حالة من الفوضى الداخلية أو قلة المعلومات الاستخباراتية الفعالة بشأن الخطط الأوكرانية.

كما أن العملية قد تدفع موسكو إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية، وربما تزيد من تواجدها العسكري في المناطق الحدودية لتجنب تكرار مثل هذه الأحداث.

التداعيات السياسية للتوغل

سياسيًا، مثل هذا التوغل يعد ضربة قوية لصورة روسيا كقوة عظمى قادرة على حماية أراضيها، وفي الداخل الروسي، قد يؤدي هذا إلى تصاعد الضغوط على القيادة الروسية من قبل المعارضين الذين قد يرون في التوغل فشلًا في الحفاظ على الأمن الوطني، وربما يؤدي ذلك إلى تشديد الرقابة وتعزيز السياسات العسكرية داخل البلاد.

على الصعيد الدولي، قد تعزز هذه العملية من موقف أوكرانيا أمام حلفائها الغربيين، حيث أثبتت أنها قادرة على تنفيذ عمليات نوعية ضد روسيا، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم العسكري.

رد حتمي

بعد التوغل الأوكراني المفاجئ في كورسك، كان الرد الروسي حتميًا ولكنه جاء معقدًا ومحاطًا بالعديد من التحديات، القيادة الروسية وجدت نفسها في موقف صعب، حيث كان عليها الرد بسرعة وحزم لإعادة فرض سيطرتها على المنطقة وللحفاظ على هيبة الجيش الروسي داخليًا وخارجيًا.

في البداية، جاء الرد الروسي على شكل تعزيزات عسكرية عاجلة إلى المنطقة المتضررة، مع إطلاق عمليات تمشيط واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على المواقع التي استولت عليها القوات الأوكرانية، كما شنت روسيا غارات جوية مركزة استهدفت المواقع الأوكرانية القريبة من الحدود، في محاولة لردع أي تقدم إضافي.

ومع ذلك، أظهرت هذه الخطوات الصعوبة التي تواجهها القوات الروسية في التصدي السريع لمثل هذه التوغلات، ما قد يعكس مشاكل في التنسيق والجاهزية على الأرض.

هجمات انتقامية

من المتوقع خلال الأيام القليلة الماضية، تنفيذ روسيا ضربات انتقامية على مواقع حساسة أوكرانية بعد الهجوم.

وعادة يكون الرد عبارة عن غارات جوية بطائرات متطورة أو استهداف مواقع ومنشآت هامة بصواريخ باليستية.

ربما يعجبك أيضا