كورونا في الأردن | بروتوكول خاص بدفن الموتى.. والإغلاق “سلاح” الحكومة الأخير

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – مع الزيادة المرتفعة على أعداد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في الأردن، أكد الطب الشرعي أن بروتوكول التعامل مع المتوفين بهذا الوباء، معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية والكثير من دول العالم، كما أنه يتواءم مع التقاليد الأردنية والتعاليم الدينية، فيما تقول الحكومة إن الحظر الشامل والإغلاق يبقى “سلاحها” الأخير في مواجهة الوباء.

وسُجلت منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الثلاثاء، سبع وفيات جديدة لترتفع حصيلة الوفيات إلى 117 منذ بدء الجائحة في مارس الماضي، مرشحة للزيادة بناء على تقديرات لجنة الأوبئة الوطنية ووزارة الصحة.

ودافع مدير المركز الوطني للطب الشرعي عدنان عباس ورئيس قسم الطب الشرعي في مستشفى الجامعة الأردنية عماد العبداللات عن بروتوكول التعامل مع للمتوفين المصابين بفيروس كورونا في الأردن. 

 وأشار الدكتور عباس إلى تقرير منظمة الصحة العالمية أن الفيروس يعيش على الأسطح الجامدة لمدة 9 أيام ولمدة 72 ساعة على الأسطح البلاستيكية.

 وأكد في بيان حصلت “رؤية” على نسخة منه، أن المركز الوطني للطب الشرعي و كأطباء عاملين على هذه الجائحه قاموا بعمل فحص PCR عن طريق nasal swab من جثث ثلاث متوفين بعد مرور 14 ساعة على الوفاة حيث كانت نتائج الفحوصات إيجابية.

إجراءات التعامل مع الجثامين

 وأوضح أن ما ذُكر في تقرير منظمة الصحة العالمية من إجراءات تتعلق بالجثمان والتعامل معه كانت تتحدث دائما عن وجود شركات متخصصة لهذا الأمر وهذا ما لا يتوفر لدينا بل كان الطاقم الطبي والعاملون في المشرحة  بالاضافة الى اثنين من الاهل بعد ان يتم الباسهم PPE والمساعدة  في تجهيز الجثمان.

 ونوه عباس إلى أن سيارات الطب الشرعي تقوم بنقل الجثامين إلى المقبرة المخصصة في سحاب وهذه القبور مجانية أي بدون رسوم، وأن إنشاء القبور يقع على عاتق وضمن مسؤولية البلديات وما قام به الطب الشرعي هو فقط  التوصية على وضع مادة أسمنتية في أرضية القبر ووضع مادة الشيد منعا لاختلاط سوائل الجسم مع التربة حيث إننا نتحدث عن فيروس مستجد ولا يمكن التنبؤ بخصائصه وتطوره.

وأشار إلى أن ما ذكر من تعليمات في تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في شهر أيلول سبتمبر الماضي، حول حرق الجثث ووضعها في أكياس إخلاء ووضعها داخل توابيت فقد قمنا وحسب الشريعة الإسلامية وبأخذ رأي دار الإفتاء بالأخذ بالأسباب المخففة وهي وضع الجثة في كيس إخلاء ودفنها في قبر ذي أرضية إسمنتية.

وبين عباس أنه لا يوجد أي دراسة تشير إلى عدم وجود الفيروس بالخلايا الميتة وإمكانية الانتقال بعد الوفاة وعلى غرار فيروسات أخرى مثل التهاب الكبد الوبائي C فإنه يبقى أسبوعين بالجثة وإمكانية العدوى به قائمة.

وأوضح أن لجنة الأوبئة تقوم وبشكل مستمر بإعادة النظر بالبروتكول حسب تطورات الوضع الوبائي والفيروس وتعمل على متابعة أي معطيات حديثة متعلقة بالفيروس وطرق التعامل معه عالميا وحسب منظمة الصحة العالمية أولا بأول.

تجهيز مئات المقابر 

وقبل أيام، أعلنت أمانة عمان المكلفة بإدارة شؤون العاصمة، بناء 250 قبرا إسلاميا إسمنتيا جديد يتوقع الانتهاء من بنائها في غضون أيام، في مقبرة سحاب “أكبر مقابر العاصمة” وذلك تحسبا لارتفاع اعداد المتوفين من فيروس كورونا المستجد.

وقامت أمانة عمان بداية الجائحة، ببناء 96 قبرا اسلاميا إسمنتيا للمتوفين بفيروس كورونا اعتمدت على مواصفات لحماية التربه ببناء جوانب إسمنتية وأرضية القبر مبنية من طبقة إسمنتية ويضاف فوقها بلاطة ثم يصب عليها (الشيد) ويغطى بغطاء أسمنتي أيضا.

وشددت على أنها لا تقوم بتحصيل أية رسوم من ذوي المتوفين بعكس البلديات الأخرى.

أمر الدفاع 18 

وفي إطار إجراءات الدولة مواجهة الوباء، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال” عمر الرزاز، أمر الدفاع 18 لتوسيع شريحة المستفيدين من أوامر الدفاع 9 و14 و15.

ويحق للمؤمن عليهم الاستفادة من برنامج مساند 1 المقرر بموجب أمر الدفاع رقم 9 لسنة 2020، ووفقا للشروط الواردة به وأن سبق له الاستفادة من البرامج الأخرى المقررة بموجبه.

وصدر أمر الدفاع رقم 18 في الأول من تشرين الأول أكتوبر، أي قبل أيام من استقالة حكومة الرزاز وتكليفها بتصريف الأعمال.

الحظر الشامل.. سلاح الحكومة الأخير 

وفي ظل الارتفاع المضطرد لأعداد الإصابات والوفيات، ووصولها لمستويات غير مسبوقة، أكد وزير الصحة سعد جابر أن خيار الحظر الشامل هو آخر ما تريد الحكومة وخلية الأزمة الوصول إليه.

وشدد وزير الصحة، على أن قرار الحظر الشامل، يبقى سلاحاً أخيراً إذا زادت الإصابات وأدت إلى تجاوز قدرتنا الصحية.

وأوضح جابر، في تصريحات للتلفزيون الأردني، أن عدة اجتماعات عُقدت في مجلس السياسات ومجلس الوزراء وغيرها من اللجان المختصة؛ لمناقشة سيناريوهات التعامل مع وباء كورونا في الأردن.

واعتبارا من يوم غد الأربعاء، ستفرض قرارات عزل وإغلاق شامل في عديد من الأحياء في العاصمة عمّان ومحافظتي المفرق وجرش على اعتبار أنها بؤر ساخنة للوباء. 

ربما يعجبك أيضا