كورونا يصيب سوق الذهب المصرية.. ركود وأسعار جنونية!

حسام عيد – محلل اقتصادي        

هو الملاذ الآمن والسلعة النفيسة التي يتطلع إليها الكثيرون، هو الذهب الذي يقبل المصريون على شرائه إما للتهادي في مناسبات سعيدة أو للادخار والاستثمار باعتباره مخزنًا للقيمة.

ولكن أسعار الذهب بالسوق المحلية سجلت قفزات قياسية خلال الآونة الأخيرة، فارتفعت منذ بداية العام الجاري بنحو 15%، تأثرًا بزيادة أسعار الذهب عالميًا في ظل الاضطرابات الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا الوبائية.

وقفزت أسعار الذهب بنحو 5 جنيهات للجرام الواحد، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بمصر، خلال تعاملات يوم السبت الموافق 20 يونيو الجاري، حيث سجل سعر جرام الذهب “عيار ٢٤”، في الصاغة المصرية، ٨٩٤ جنيهًا، بينما زاد سعر “عيار ٢١” إلى ٧٨٢ جنيهًا، واستقر سعر “عيار ١٨” عند ٦٧٠ جنيهًا، فيما وصل سعر جرام الذهب “عيار ١٤” إلى ٥٢١ جنيهاً، وسجل سعر جنيه الذهب ٦٢٦٠ جنيهًا.

السوق المصرية مفتوحة على الخارج

من جانبه، قال نادي نجيب، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن سوق الذهب المصرية مفتوحة على الخارج، فهي تتأثر مباشرة بأي ارتفاع أو انخفاض عالميًا.

وأشار إلى أن سعر الأوقية حاليًا بلغ 1744 دولارًا، مرجعًا إياها إلى عدم الاستقرار العالمي الناجم عن فيروس كورونا.

وتابع نجيب، أن الارتفاع جاء نتيجة اتجاه المستثمرين إلى شراء كميات من الذهب كملاذ آمن في ظل تداعيات أزمة كورونا.

ويصل حجم استهلاك مصر من الذهب إلى نحو 21 طنًا عام 2019، فيما تشير التوقعات إلى تراجع كبير لمعدلات الاستهلاك خلال العام الحالي.

فيما بلغت صادرات مصر من الذهب خلال مارس الماضي نحو 517 مليون دولار بتراجع عن فبراير الذي سجل 579 مليون دولار.

تراجع المبيعات

وفي ظل هذه الزيادة وعلى وقع الإجراءات الاحترازية التي طبقتها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا، وتضمنت إلزام المحال التجارية بالإغلاق مبكرًا، تراجعت مبيعات الذهب بشكل لافت واكتفى الكثيرون بمشاهدة هذه المشغولات الذهبية.

بعض المواطنين أرجعوا تضرر حركة الشراء بسوق الذهب إلى تداعيات فيروس كورونا اقتصاديًا على مختلف فئات المجتمع، والبعض الآخر رأى أن القيود المفروضة لاحتواء الوباء من فرض حظر للتجول وإغلاقات جعلت هناك صعوبة لتفقد المشغولات الذهبية المعروضة بالمحال، واقتصارها فقط على الفترة الصباحية (موعد أقصاه حتى السادسة مساءً) وهذا ما يتعارض مع أوقات عملهم.

بينما قال إيهاب واصف نائب رئيس شعبة الذهب بالغرفه التجارية، إن وضع مبيعات الذهب متأثرة سلبًا من منذ أول العام الحالي وليس بعد جائحة كورونا فقط ولكنها في الوضع الحالي زادت من ضعف المبيعات وذلك بسبب قلة عدد ساعات العمل فى محلات بيع الذهب، كما أن الشراء في مصر الذي ينقسم إلى عدة أقسام منها شراء الشبكة، الشراء الاستثماري، الشراء للهدايا وأخيرا للسياحة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التوقع بمستقبل الأسعار خلال الفترة المقبلة لكن المؤشرات تؤكد احتمالية استمرار صعود الذهب مع عدم وضوح الرؤى حول إيجاد علاج لفيروس كورونا.

ركود تام

بدوره، أوضح أمير رزق، عضو شعبة الذهب، أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بسعر الأونصة عالميًا، وسعر الدولار، ولا يمكن التدخل فيهم من قبل التجار، الذين يحسبون السعر من خلال ضرب السعر العالمي في سعر الدولار، ومن خلال ذلك يتم تحديد الأسعار.

وأكد عضو شعبة الذهب أن السوق المصرية، تعاني من ركود تام في حركة البيع والشراء، نتيجه لتدهور الحالة المادية للأسرة، والتي لا تسمح بشراء الذهب، فضلا عن إلغاء الأفراح والاحتفالات.

وارتفعت أسعار الذهب، عالميًا، خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 19 يونيو 2020؛ إذ فاقمت زيادة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المخاوف من موجة ثانية للجائحة قد تجبر حكومات على فرض إجراءات عزل عام جديدة.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 1740.79 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين جرت تسوية العقود الأمريكية الآجلة للذهب بارتفاع 1.3% إلى 1753 دولار للأوقية.

وكانت الأسعار الفورية للذهب بلغت الشهر الماضي أعلى مستوياتها منذ 2012 إلى 1764.55 دولار.
 

ربما يعجبك أيضا