كوريا الشمالية تتخذ «إجراءات لردع الحروب».. كيف ترد الولايات المتحدة؟

عمر رأفت
كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

«بيزنس إنسايدر»: احتمال الحرب يجب أن ينبه صانعي السياسة الأمريكية إلى التفكير في النهج الحالي تجاه كوريا الشمالية.


قررت كورياء الشمالية اتخاذ “إجراءات مهمة لردع الحروب”، حسب ما نقلت وكالة أنباء رويترز عن وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الأحد 12 مارس 2023.

وصدر القرار خلال اجتماع للجنة العسكرية للحزب الحاكم، برئاسة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، قبل مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، تبدأ غدًا الاثنين، وتثير غضبًا في بيونج يانج.

اقرأ أيضًا: زعيم كوريا الشمالية يأمر بتكثيف التدريبات لردع حرب حقيقية

استفزازات كورية شمالية جديدة

قال محللون في تصريحات أبرزتها إذاعة أمريكا، إن كوريا الشمالية ستستخدم على الأرجح التدريبات الأمريكية ذريعة لمزيد من الاستفزازات، بما فيها إجراء تجارب صاروخية أو حتى نووية.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أمس الأول الجمعة، أن كيم أمر الجيش الكوري الشمالي بتكثيف التدريبات من أجل إمكانية خوض حرب حقيقية. وفي أثناء تفقده التدريبات هجومية طالب الزعيم الجنود بأن يكونوا مستعدين لمهمتين استراتيجيتين، الأولى ردع الحرب، والثانية أخذ زمام المبادرة في المعركة.

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب.. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

الوضع آخذ في التدهور

في سياق متصل، قالت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية عبر مقال للأكاديمي المتخصص في الشؤون الدولية تشاد كانكل، إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية آخذ في التدهور، مشيرة إلى أنه في عام 2022، أجرت كوريا الشمالية عددًا قياسيًّا من التجارب الصاروخية، بهدف إظهار قدرتها على إيصال حمولات تقليدية أو نووية إلى أهداف بعيدة، منما البر الرئيس للولايات المتحدة.

وأضافت “بيزنس إنسايدر” أن التجارب مستمرة هذا العام، وكان آخرها في نهايات الشهر الماضي، حين أطلقت بيونج يانج صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ كروز. وفي المقابل أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات جوية مشتركة فوق شبه الجزيرة الكورية.

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

صدام محتمل

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بيونج يانج أطلقت، الخميس الماضي 12 مارس 2023، صاروخًا باليستيًّا آخر، في سيناريو لا يظهر أي علامات على وقف التصعيد من جانب الأطراف المعنية بهذا الصراع.

ويزعم كلا الجانبين أنه يجري تدريبات دفاعية في مواجهة الخصوم العدوانيين، وتعهد كلاهما بمواصلة هذه العمليات. وأشارت “بيزنس إنسايدر” إلى احتمالية لصدام بين كوريا الشمالية وبين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ بنحو خاطئ قرب جيرانها، يحمل في طياته خطرًا يتمثل في احتمال مقتل مدنيين أو عسكريين.

ويمكن أن يحدث موقف مشابه إذا أخطأ أحد الأطراف في التدريبات العسكرية التي ستجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حرب.

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب.. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

تجدد الصراع في شبه الجزيرة الكورية

شهد العالم سيناريو مثل المتوقع في شبه الجزيرة الكورية، عندما قتل صاروخ أوكراني مضاد للطائرات بطريق الخطأ، اثنين من المدنيين في بولندا، ما أثار مخاوف من أن روسيا قد هاجمت عضوًا في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، لكن لحسن الحظ لم يحدث أي شيء.

وشددت بيزنس إنسايدر على أن تجدد الصراع في شبه الجزيرة الكورية من شأنه أن يغير الوضع الجيوسياسي الراهن في شرق آسيا جذريًّا، ويحرك الصين بلا شك، ويدفع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحتى اليابان إلى إنفاق كبير في الموارد، في حرب من شأنها أن تؤدي إلى خسائر عسكرية ومدنية هائلة.

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب.. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

الولايات المتحدة والنهج الحالي لكوريا الشمالية

نوهت الصحيفة الأمريكية بأن احتمال الحرب يجب أن ينبه صانعي السياسة الأمريكية إلى التفكير في النهج الحالي تجاه كوريا الشمالية، وإن كان لا يجب أن يتعاطف أحد مع نظام كيم، مشددة على أن التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية للمصالح الأمريكية، يمكن تقليصه بالحد من مخاطر الصراع غير الضروري، عبر تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية.

وتضع الولايات المتحدة حاليًا 28500 جندي في كوريا الجنوبية، جنبًا إلى جنب مع بعض الطائرات والأجهزة من أحدث طراز. وتعتبر كوريا الشمالية وجود هذه القوات في شبه الجزيرة الكورية، إلى جانب التدريبات التي تشارك فيها، تبريرًا لاستمرار تجاربها الصاروخية.

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب .. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لردع الحرب.. خطوة دفاعية أم استفزاز جديد للولايات المتحدة؟

مسار خفض التصعيد

أشارت “بيزنس إنسايدر” إلى أن كوريا الجنوبية تحتفظ بجيش كبير وحديث، لديه القوة الاقتصادية لتطوير أو شراء معدات عسكرية عالية المستوى. وبدورها شرعت اليابان أخيرًا في تطوير جيشها الدفاعي إلى جيش جاهز للتعامل مع التهديدات الإقليمية.

ولكن كيم لن يخاطر بحرب ضد جيوش تملك أحدث التقنيات، حسب ما ذكر مقال بيزنس إنسايدر. ومن ناحية اخرى، من شأن وجود جيوش قوية في كوريا الجنوبية واليابان، أن يعزز التماسك الإقليمي ضد الاستفزازات الصينية.

وأشار المقال إلى أنه يمكن لمسار خفض التصعيد أن يضمن السلام في شبه الجزيرة الكورية، أكثر من الاستمرار في الوضع الراهن الذي يسمح بمخاطر غير ضرورية، ويمنع الولايات المتحدة من التركيز على الأمور الأكثر إلحاحًا لمصالح أمنها القومي.

ربما يعجبك أيضا