كوشنر في عمّان .. زيارة “عناد” أمريكي يقابلها ثبات أردني ضد “صفقة القرن”‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

شكّلت زيارة مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إلى الأردن ضمن جولة له في دول عدة بالمنطقة، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من خطة “صفقة القرن” التي يسعى ترامب لفرضها وصولًا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

والتقى الملك عبدالله الثاني كوشنر في العاصمة عمّان، اليوم الأربعاء، واستشعر صلابة الموقف الأردني الرافض لصفقة القرن، بعد تجديد الملك عبدالله الثاني تأكيده على حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني حصلت “رؤية” على نسخة منه،  أعاد الملك التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم والشامل على أساس حل الدولتين”.

لا مال دون اتفاق سياسي

يفسر البعض زيارة كوشنر إلى المنطقة وتحديدًا الأردن، على أنها زيارة ترغب واشنطن من خلال لفرض الخطة الأمريكية في المنطقة، في ظل الرفض الأردني الرسمي لها.

وتراهن واشنطن على حاجة المملكة، للمال في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مع الإشارة إلى حجم المساعدات التي تقدمها واشنطن للمملكة سنويًا والتي تناهز 1.5 مليار دولار.

وتقول وسائل إعلام أمريكية، إن زيارة كوشنر للمنطقة وتحديدًا الأردن والمغرب، محاولة لالتماس أي “التزام طفيف” من جانب تلك الدول وكسب “نوايا حسنة” تسهل تمرير خطة دونالد ترامب في المنطقة “صفقة القرن”.

ونقلت مجلة أمريكية تحدثت في أسباب زيارة كوشنر للمنطقة أن المبعوث الأمريكي سيبلغ تلك الدول صراحة أن الولايات المتحدة لن تكون مضطرة لدفع أي أموال حتى يتم التوصل إلى “اتفاق سياسي”.

وذكرت مجلة “فانيتي فير” الأمريكية، في تحليل لها أن “الهدف من زيارة كوشنر يتمحور حول إقناع عدد من قادة دول المنطقة، بالالتزام بتمويل خطة السلام الأمريكية”، كما تريد الإدارة الأمريكية التأكد، من تطابق أفكار قادة تلك الدول بشأن الخطة.

 وتشمل جولة كوشنر ووفده المرافق، كلا من الأردن ومصر والسعودية والقدس المحتلة والمغرب.

عناد أمريكي وثبات أردني

في 30 أيار/ مايو الماضي، أبلغ ملك الأردن، كوشنر غداة زيارته لعمّان، عدم التزامه حضور “ورشة” البحرين الاقتصادية، التي مثلت نقطة البداية في تنفيذ خطة “صفقة القرن”، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

ومعروف منذ الإعلان الأمريكي عن الصفقة، الخط الأحمر الذي أعلنه الملك عبدالله رفضًا لخطة ترامب في الملك، وجاء كوشنر اليوم إلى فأعاد الملك على مسمعه نفس الكلمات التي سمعها في زيارته الأخيرة.

وبالرغم من الرفض الحزبي والشعبي لزيارة كوشنر للأردن، يلاحظ أن الملك عبدالله الثاني، يحظي بدعم شعبي ونقابي وحزبي لموقفه الرافض لصفقة القرن، حيث تصدرت جماعة الإخوان المسلمين، قائمة الداعمين له في هذا الموقف.

كامب ديفيد جديد للمنطقة

واليوم الأربعاء، ذكرت صحيفة إسرائيلية، أن من بين أهداف زيارة كوشنر للمنطقة، أن “يتم توجيه دعوة للرؤساء العرب لحضور مؤتمر في كامب ديفيد، وفيه سيطرح ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط رسميًا.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن مسؤول في واشنطن قوله إن “النية الحالية هي أن نتنياهو لن يحضر مؤتمر كامب ديفيد لأن مشاركته تحول دون حضور المدعوين العرب”.

وتوقعت الصحيفة العبرية، أن يكشف ترامب الخطوط العريضة لصفقة القرن دون الخوض في تفاصيلها خلال انعقاد المؤتمر”.

وقدمت الصحيفة بناء على تصريحات المسؤول الأمريكي مثالًا على ذلك مفاده أنه “سيقول نعم لكيان فلسطيني، ولكن ليس بالضرورة لدولة، نعم لوجود فلسطيني في القدس الشرقية ولكن ليس بالضرورة كعاصمة، وغيرها من المبادئ التي قد تتضمنها الخطة الأمريكية”.

وهذا الطرح ترفضه القيادة الفلسطينية، ويساندها في ذلك الأردن الثابت على موقفه بأنه لا سلام دون ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، ووفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ربما يعجبك أيضا