كوميديان يفوز برئاسة أوكرانيا.. الخيال يتحول إلى حقيقة

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

فولوديمير زيلينسكي.. ممثل كوميدي لعب دور الرئيس في مسلسل تلفزيوني، فأعجبه الدور فترشّح للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، عرفه الشعب من خلال الشاشات، وانتخبه من يحبون الفن والتمثيل ليحقق فوزًا ساحقًا بنسبة تصويت بلغت 73%، على الرئيس الحالي “بترو بوروشينكو”، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

رئيس خارج عن المألوف

زيلينسكي البالغ من العمر 41 عامًا، وضعته الأقدار على قمة الرئاسة في البلد الغارق في الحرب، برصيد سياسي صفر بالإضافة إلى عقدين من العروض المسرحية فقط.

وبعد إعلان الفوز تعهد زيلينسكي -الذي كان يمثل دور الرئيس في مسلسل كوميدي يحمل اسم “خادم الشعب”- بألا يخذل الشعب الأوكراني، قائلا: “أتعهد بأني لن أفشل”، موجها الشكر لمؤيديه قائلا: “لقد حققنا ذلك سويا. كل شيء ممكن. شكرا لكم. شكرا لكم”.

سيواجه زيلينسكي العديد من التحديات، بما في ذلك الاقتصاد المتعثر والحرب المستمرة ضد القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في الشرق والتي أودت بحياة أكثر من 13000 شخص، متعهدا بإنهائها، واستئصال الفساد وسط سخط متزايد بشأن ارتفاع الأسعار وتراجع مستويات المعيشة.

وجاء فوز زيلينسكي، نتيجة لتراجع وضعف الرموز السياسية في أوكرانيا، بالإضافة إلى إنعدام ثقة الشعب الأوكراني في الطبقة السياسية الغارقة في فضائح الفساد.

وقال مناصرو زيلينسكي إنّه إثراء للسياسة الأوكرانية بينما يدينه معارضوه لبرنامجه الغامض وقلة خبرته.

وكان زيلينسكي قد أعلن ترشّحه في ليلة رأس السنة، خلال كلمه له ألقاها عبر قناة تلفزيونية خاصة قررت استبدال كلمة الرئيس بوروشنكو للعام الجديد بكلمته، ما أعطى لحملته لونا استعراضيا منذ بدايتها، وقال في بداية حملته “حين أعلنت ترشحي إلى منصب الرئيس، وصفوني بالمهرّج. أنا مهرّج وفخور بذلك”.

وبعد موجة من الانتقادات، أحاط زيلينسكي نفسه بمستشارين إصلاحيين، وأكد تأييده مواصلة المسار الموالي للغرب الذي اتخذته أوكرانيا، معلنا عن رغبته إجراء حوار مع روسيا قائلا إنه “أمر لا مفر منه”، فيما اتهمه معارضوه بأنّه دمية بيد رجل الأعمال إيغور كولومويسكي وهو أحد معارضي  بوروشنكو، الأمر الذي ينفيه زيلينسكي.

لم يخض الممثل الكوميدي حملة اعتيادية، لكنه فضل تأدية فقرات كوميدية مع فرقته “كفارتال 95″، وقيامه بالتواصل مع الناخبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تعود أصول زيلينسكي إلى مدينة كريفي ريه الصناعية في وسط أوكرانيا، وهو أب لطفلين ويحمل درجة في الحقوق، ولكنه برز على الشاشة من خلال عروضه الهزلية في أوكرانيا وروسيا، وهو يتحدث اللغة الروسية، ومن أصول يهودية، لكنه يقول إن الديانة شأن خاص.

بوروشينكو يقر بهزيمته

وأقر بترو بوروشينكو بهزيمته الساحقة أمام زيلينسكي في الجولة الثانية للانتخابات، قائلا إنه سيترك منصبه في الشهر المقبل، مؤكدا أنه لا يعتزم اعتزال الحياة السياسية.

وقال بوروشينكو بعد التصويت “من المهم جدا أن يرشدك المنطق خلال التصويت، لأن الأمر ليس هزلا، قد يبدو الأمر في البداية مرحا وهزليا لكن يجب ألا يعقبه ألم”.

وفي الوقت الذي أشاد فيه أنصار بوروشينكو بتقريبه البلاد من الغرب وتطوير القوات المسلحة وتجنب إفلاس إحدى أفقر دول أوروبا، لكنه يتهم بعدم ملاحقة الفاسدين.

وبوروشينكو البالغ من العمر 53 عاما، حث أنصاره على عدم الاستسلام، قائلا: “الرئيس الجديد ستكون لديه معارضة قوية، قوية جدا، سأبقى في السياسة وسأواصل الكفاح من أجل أوكرانيا”.

ربما يعجبك أيضا