«كوميدي ست».. كيان نسائي خالص يبحث عن الضحكة

شيرين صبحي

فنانات مصريات يسعين لإنشاء أول كيان كوميدي نسائي في محاولة لكسر احتكار الرجال "للضحكة".


للمرة الأولى، تشهد القاهرة أول عرض مسرحي كوميدي نسائي خالص، قدمته 4 مصريات أنشأن منصة “كوميدي ست” في محاولة لتمكين مزيد من النساء.

وتسعى الممثلات، نهى كاطو، وريم نبيل، وبرناديت، إلى تأسيس كيان كوميدي نسائي خالص، رغم انتشار فرق الرجال، وإتاحة الفرصة لكل الكوميديين، نساءً ورجالًا، لتطوير مسيرتهم المهنية، فليس أمام الفنان سوى الظهور أمام الجمهور ومحاولة إضحاكه.

كوميدي ست

 

جاءت الفكرة دون ترتيب أو خطط مسبقة، فقط فكرت الكوميديانات الثلاث في العمل معًا، بعد أن اعتدن تقديم عروض منفردة عديدة بأماكن مختلفة منذ سنوات. برناديت، هي من بدأت المجموعة مع الفتاتين ريم وكاطو، ثم التحقت بهن الفنانة الشابة سارة عبدالرحمن.

وتقول برناديت، في لقاء تليفزيوني على قناة “اليوم”، إن “إنشاء مجموعة عمل من البنات فقط فكرة قديمة راودت الكثير من الممثلات اللاتي بحثن عمّن يخطو الخطوة الأولى، وكيف يبدأن في تأسيس فرقهن الخاصة، في ظل عدم وجود كيان نسائي، رغم انتشار فرق الرجال.

وجهة نظر إنسان

4148366

ريم نبيل

 

ترى ريم نبيل أن الفتاة غالبًا ما توضع داخل إطار محدد كونها أنثى، وأن مجرد التلميح لشيء حساس يراه المجتمع أمرًا منكرًا، في حين يفعل الرجل ذلك على نحو اعتيادي، وتضرب مثلًا بأن الفتاة لو جلست بمقهى وأرادت التحدث فإنها تخفض صوتها، في حين لا يفعل الشاب ذلك، موضحة أن هذا بالضبط ما يحدث على المسرح.

وتشعر ريم بأن الدقائق التي تقف خلالها على المسرح، هي ما تعبر فيها عن ذاتها، وأنها تتنفس، وأن هذا مكانها الطبيعي، فيتملكها الشعور بأنها تقود المكان الذي يجلس فيه 150 متفرجًا، ويكون صوتها مسموعًا لديهم، مضيفة: “تردد إنهم لا بد أن يدركون أنني إنسان لدي وجهة نظر”.

كسر الصورة النمطية

لا يتعلق العمل الكوميدي بالمؤدي، رجلًا كان أو امرأة، حسب ما ترى برناديت، بل يتعلق بشخصية كل مؤدٍّ وشخصيته وحياته، والقضايا التي يحب الحديث عنها، والأشياء التي تلفت نظره، ولذلك فكل شخص يكتب الكوميديا من وجهة نظره كإنسان.

وتقول الممثلة سارة عبدالرحمن، إنها عندما قابلت الفتيات الثلاث لأول مرة، شعرت بـ”انفجارات” في قلبها، وتملكها الإحساس بأنها جزء من هذا الكيان، وكأن هذا ما كانت تبحث عنه طوال حياتها، موضحة أن الصورة النمطية السائدة هي أن الفتيات لا يستطعن المزاح، ولكنها تحبه، ووجدت أخريات مثلها، ولذلك أرادت كسر هذا النمط.

خفة الدم ليست للرجال فقط

 

تتناول الممثلات قضايا اجتماعية ومواقف يواجهنها يوميًّا، وانضمت إليهن كوميديانات أخريات، ويأملن في أن تتوسع منصتهن لإعطاء فرص أفضل لممثلي الكوميديا الطامحين. وترفض نهى كاطو الاعتقاد بأن خفة الدم وصف رجالي، مشيرة إلى أن هذا ما يدعو البعض إلى الاستغراب من تقديم الفتيات شيئًا مضحكًا.

وتعلم كاطو أن الكثير من الفتيات يتمنين الظهور على المسرح، وقد تتاح لهن الفرصة مرة واحدة، وإما أن “يموت الناس من الضحك أو يحكم عليها بالفشل”، لذلك أرادت مع زميلاتها أن تتيح الفرص أكثر من مرة للفتيات، خصوصًا أن عروض “ستاند أب كوميدي” تقام دون بروفات أو تحضيرات، فليس أمام الفنان سوى الظهور أمام الجمهور ومحاولة إضحاكه.

ربما يعجبك أيضا