كيسجنر في زيارة للصين.. ماذا يريد «ثعلب» السياسة الأمريكية؟

محمد النحاس

يرى الدبلوماسي المخضرم أنه ليس بإمكان واشنطن وبكين أن يكونا خصمين.. ما السبب؟


في زيارة مفاجئة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هينري كيسنجر، محادثات مع مسؤولين صينين في بكين، وفقًا لوزارة الدفاع الصينية.

وتأتي الزيارة في وقتٍ تحتدم فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين، في ما تلوح في الأفق حرب باردة جديدة بين القطبين العالميين. وكذلك مخاطر الانزلاق لتصعيد عسكري. فهل تأتي زيارة كينسجر في محاولة للتخفيف من حدة التوترات؟

لقاء مع وزير الدفاع الصيني

التقى الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، هينري كيسنجر، المعروف بـ”ثعلب السياسة الأمريكية” بوزير الدفاع الصيني، لى شانج فو، في العاصمة الصينية بكين، وفقًا لما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الثلاثاء 18 يوليو 2023، عن بيان لوزارة الدفاع الصينية.

وخلال الزيارة، قال كيسنجر إنه كان “صديقًا للصين” حسب ما نقل عنه بيان وزارة الدفاع الصينية، الذي أفاد كذلك بأن وزير الدفاع لي شانج فو قال إن الاتصالات الودية بين بلاده والولايات المتحدة دُمرت، مُرجعًا ذلك لـ”البعض داخل الولايات المتحدة”.

الاتصالات العسكرية

كانت بكين قد قطعت الاتصالات العسكرية مع الولايات المتحدة، في أعقاب زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك، نانسي بيلوسي، إلى تايوان.

وترى بكين تايوان جزءًا من الأراضي الصينية، لذلك أغضبت زيارة بيلوسي مسؤولي الحزب الشيوعي في الصين إذا اعتبروها استفزازًا صارخًا وتدخلًا في شؤونها الداخلية.

ودون جدوى، حاولت الولايات المتحدة على مدار الأشهر الماضية إعادة الاتصالات، والتي ترى أنها ضرورية لمنع أي سوء فهم يقود إلى تصعيد قد يصل لصدام عسكري، غير أن بكين تمسكت بموقفها، خاصةً أن وزير الدفاع  الصيني لي شانج فو -نفسه- خاضع لعقوبات أمريكية.

علاقات وثيقة؟

حسب البيان الصيني، قال كيسنجر: “لا الولايات المتحدة ولا الصين بإمكانهما التعامل مع بعضهما البعض كخصمين”، كما نقلت الجارديان.

وتجاوز التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 690 مليار، وذلك على الرغم من استمرار التوترات التي تعد المستوى الجيوسياسي لتلقي بظلالها على الاقتصاد في ظل قيود جمركية وعقوبات متبادلة.

لا جدوى من الحرب

رأي الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والبالغ من العمر 100 عام، أنه حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين فإن ذلك لن يعود بالفائدة على أيًّا من الجانبين.

تأتي الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق في ما أجرى مسؤولون أمريكيون سلسلة من الزيارات إلى بكين في محاولة لتخفيف حدة التوترات بين بكين وواشنطن.

في الأثناء يتواجد مبعوث المناخ الأمريكي، جون كيري، في بكين للقاء مسؤولين صينيين لمناقشة كيفية تعاون البلدين في مواجهة أزمات المناخ، وتأتي الزيارة في أعقاب زيارة طال انتظارها لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن خلال يونيو الماضي.

اقرأ أيضًا|لماذا على تايوان التمسك بمبدأ «صين واحدة»؟

اقرأ أيضًا|تقرير: الصين تتحكم في إمدادات معادن الحرب المهمة

ربما يعجبك أيضا