كيف أصبحت الأراضي الإيرانية غير آمنة على المسؤولين والضيوف؟

وضع أمني هش.. إيران ليست آمنة على الضيوف ورجال السياسية

أحمد الحفيظ

تواجه إيران تحديات كبيرة في حماية مسؤوليها وضيوفها من الشخصيات الأجنبية، حيث شهدت البلاد سلسلة من عمليات الاغتيال والتنكيل التي طالت شخصيات بارزة على مر السنوات.

هذه العمليات تثير تساؤلات جدية حول قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على توفير الحماية اللازمة للزوار، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة.

التوترات الإقليمية والأمن الهش

تعتبر إيران لاعبًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، إذ تتشابك مصالحها مع العديد من القوى الإقليمية والدولية، ومع تصاعد التوترات بين إيران والعديد من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، أصبحت الأراضي الإيرانية ساحة مفتوحة لعمليات استخباراتية معقدة.

ورغم أن إيران تدعي أنها تملك أقوى جيوش المنطقة وأقوى جهاز أمني، إلا أن الأحداث المتعاقبة التي شهدتها مؤخرًا تشير إلى وضع أمني هش يجعل من الصعب على الأجهزة الأمنية الإيرانية تأمين الحماية الكاملة للضيوف الأجانب.

مقتل هنية

وفي عملية دقيقة أظهرت عجز قوات الأمن الإيرانية عن السيطرة على مجريات الأمور في الداخل، لقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مقتله في غرفته بفندق بعد استهدافه بصاروخ موجه.
هنية الذي كان في زيارة لإيران لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، وضع إيران في ورطة أظهرت مدى هشاشة وضعها الأمني وأصبحت محل سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب هذه العملية.

غموض وفاة إبراهيم رئيسي

رغم أن وفاته ظهرت نتيجة سقوط طائرته إلا أن كثير من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية أشارت إلى أن الطائرة تم إسقاطها بفعل فاعل.

الحادث شابه غموض كبير بسبب قلة الأدلة والسيطرة على النشر في هذه القضية لكن حتى اللحظة هناك الكثير من الأسئلة لم ترد عليها السلطات الإيرانية ما دفع الكثير لتوقع أنها عملية اغتيال خاصة وأنها جاءت بعد إطلاق إيران صواريخ ومسيرات وصلت لقلب إسرائيل.

اغتيال قاسم سليماني

أحد أبرز الحوادث التي تعكس هذا العجز الأمني كان اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

سليماني كان يعتبر من أبرز الشخصيات العسكرية في إيران، وتم اغتياله في يناير 2020 بغارة جوية أمريكية في بغداد، ورغم أن الاغتيال حدث خارج الأراضي الإيرانية، إلا أنه يعكس مدى تعقيد التحديات الأمنية التي تواجهها إيران حتى خارج حدودها.

اغتيال محسن فخري زاده

في نوفمبر 2020، اغتيل محسن فخري زاده، العالم النووي البارز، في عملية معقدة داخل الأراضي الإيرانية.
فخري زاده كان يُعتبر العقل المدبر وراء البرنامج النووي الإيراني، واغتياله أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على حماية حتى الشخصيات الحساسة داخل البلاد.

اغتيالات العلماء والضيوف الأجانب

لم تقتصر عمليات الاغتيال على الشخصيات الإيرانية فقط، بل طالت أيضًا ضيوفًا أجانب في عام 2012، تعرض العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن للاغتيال في طهران.
هذه العمليات عكست مدى التغلغل الاستخباراتي الأجنبي داخل إيران، وتطرح تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على تأمين الحماية اللازمة لضيوفها.

اقتحام السفارات والاعتداء عليها

ولم تسلم السفارات من هشاشة الوضع الأمني في إيران، حيث تعرضت العديد من المباني الدبلوماسية لاعتداءت وتخريب متعمد وسط أعين السلطات الأمنية دون تحرك.
أبرز تلك الاعتداءات كان اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في نوفمبر 1979، ولاعتداء على السفارة البريطانية في نوفمبر 2011، واستهداف السفارة السعودية في يناير 2016، وأذربيجان في 2024.

التنكيل والاعتقالات

بالإضافة إلى الاغتيالات، تواجه إيران اتهامات بالتنكيل واعتقال الأجانب، وفي السنوات الأخيرة، اعتقلت السلطات الإيرانية العديد من المواطنين الأجانب بتهم التجسس والأنشطة غير القانونية.

هذا العجز الأمني له تداعيات كبيرة على العلاقات الخارجية لإيران، الدول الأجنبية أصبحت مترددة في إرسال ممثلين أو وفود رسمية إلى إيران خوفًا من تعرضهم للخطر. هذا الوضع يضعف قدرة إيران على التفاعل الدبلوماسي ويعزلها أكثر على الساحة الدولية.

ربما يعجبك أيضا