كيف احتفل الجزائريون برأس السنة الأمازيغية؟

آية محمد

تبدأ مظاهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة قبل أسبوع ويرى الجزائريون في هذا اليوم فرصة للتضامن مع الفقراء.


تحتفي الجزائر، كل عام، بمناسبة رأس السنه الأمازيغية، الذي صادف 12 يناير 2023، إلا أن الاحتفالات تستمر على مدار شهر.

ويحتفل الجزائريون، هذا العام، بالعام الأمازيغي 2973، ومن المتعارف عن هذا اليوم أنه مرتبط بأساطير شعبية في شمال إفريقيا، ويحتفل المجتمع الجزائري بعادات خاصة خلال شهر يناير، لإحياء المناسبة، فما أبرز هذه العادات؟

عادات خاصة بالأمازيغية

يستبشر الأمازيغ، بهذا اليوم، معتقدين أنه يحقق سنه سعيدة، ووفرة في الزرع، والبعض يربط هذا اليوم بانتصار الزعيم الأمازيغي، شيشناق، على رمسيس الثاني في مصر، لكن المراجع التاريخية تنفي هذا الحادثة، لأن رمسيس الثاني مات قبل ولادة الزعيم شيشناق، بحسب ما أوردته “العربية”.

ومنذ عام 2018، أصبح الاحتفال بالتقويم الأمازيغي من الاحتفالات الرسمية بالجزائر، وأقر به الدستور، ويحيي المجتمع الجزائري، هذا اليوم، بعدد من التقاليد، بينها “الشرشم” و”الرفيس”، وهي عبارة عن أطباق من الطعام التقليدي، تعدها العائلات المزابية في مدينة غرداية، وتوزع على الصغار والكبار.

والشرشم عبارة عن طبق تقليدي يعد من القمح الصلب والحمص والفول، أما عن الرفيس فيعتبرونه رمزًا للصفاء والحلاوة، وعبارة عن طبق محلي يتمنون به أن تكون السنة الأمازيغية الجديدة محلاة مثله، ويعد من الدقيق والسكر ومنتجات أخرى، وبعض الدهون، ويضاف عليه عنب مجفف، وله طريقة خاصه في التصنيع.

إحياء العلاقات الاجتماعية

تبدأ العائلات التحضير للاحتفال بهذا اليوم من أول أيام شهر يناير، على أن يأتي يوم الاحتفال يوم 12 من الشهر نفسه. أما عن أهالي مدينة تيزي وزو، شرقي الجزائر، فيرون في الاحتفال بشهر يناير فرصة لتجديد وإحياء العلاقات الاجتماعية.

وتتجمع عائلات تيزي وزو ليقضون وقتًا مليئًا بالبهجة والسرور، ففي هذا اليوم تحي العائلات المناسبة على طريقتها الخاصة، وتعد السيدات الطعام ويذبحون الدجاج، ويطهون أطباق الكسكسي، ويدعون الأقارب والأهل لتناول العشاء سويًّا.

الفقراء في يوم الاحتفال الأمازيغي

في مدينة ادرار، تنطلق الطبول وجميع الوسائل، التي تعبر عن الفرحة، باليوم الأمازيغي، وتبدأ مظاهر الاحتفال قبل أسبوع من اليوم الأمازيغي، ويعرف بـ”الأسبوع الأمازيغي”، ويطلقون على الليلة، التي تسبق بداية أول يوم في شهر يناير، بأسم “ثابورثأسغاس”، أي أنها “باب السنة”.

وفي الجنوب الجزائري، يرون في هذا اليوم فرصة للتضامن والتعاون مع الفقراء، ويعدون له أطباق الكسكسي، وتزينهها بلحم الحيوان المضحي، الذي يعرف بـ”أسفيل”، ويخلط هذا اللحم باللحوم المجففة، المعروفه بـ”أكيدلوه “، لتضاف على طبق الكسكسي.

عبارات للاحتفال.. وتراز للأطفال

في هذا اليوم، يحيّ المواطنون والأسر بعضهم بإطلاق بعض العبارات، مثل “أسقاس أمغاز”، أي سنة سعيدة، ولكنها بلغة الأمازيغية، ويقولونها تفائلًا بالعام الجديد، وأمنية أن يكون العام الجديد مليئ بالخير والسعادة، حسب ما تذكره “سكاي نيوز عربيه “.

وتعد منطقة “بني سنوس” من المناطق التي تحتفل برأس السنة الأمازيغية على طريقتها الخاصة، ويقدم المواطنون استعراضًا يعرف بكرنفال “إيراد”، يرتدي خلاله المواطنون أزياء تشبه هيئة أسد ولبؤة، ويشير هذا الاحتفال لانتصار الملك شيشناق.

ومن بين عادات الاحتفال، في هذا اليوم، أن بعض العائلات يضعون الأطفال الصغار في قصعة كبيرة، ويضعون فوق رؤوسهم الحلوى، لتكون بداية سنة أمازيغية جديدة سعيدة عليهم، وتعرف هذه العادة بـ”التراز”، وتبدأ الأسواق في عرض مستلزمات الاحتفال قبل بداية السنة الجديدة بأسبوع، فيعرضون المكسرات بأنواعها، بجانب بعض الفواكه المجففة.

ربما يعجبك أيضا