كيف استغل أردوغان النساء المحافظات للفوز في الانتخابات؟

شروق صبري
أردوغان

بفوزه بولاية أخرى كرئيس لتركيا، كان أردوغان مدفوعًا جزئيًا من خلال الدعم القوي لجمهور لا يحظى بالتقدير في كثير من الأحيان.


أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية دور النساء في فوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بولاية جديدة في السلطة.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، أول من أمس الثلاثاء 30 مايو 2023، إنه للتغلب على أخطر تهديد سياسي منذ عقدين، اعتمد أردوغان على الدعم القوي من جمهور لا يحظى بالتقدير في كثير من الأحيان، وهن النساء المتدينات المحافظات.

كيف دعمت النساء أردوغان؟

أشار التقرير إلى أنه في جميع أنحاء تركيا، لم تكتف النساء المتدينات، سواء العاملات أو اللاتي لا يعملن خارج المنزل، بالتصويت لأردوغان بأعداد كبيرة، لكنهن أيضًا أقنعن أصدقائهن وأقاربهن بفعل الشيء نفسه.

وأضافن أن النساء تنشط أيضًا في جميع أنحاء البلاد في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، بدءًا من الناشطات اللائي ينشرن رسائل حزبية بين جيرانهن، في أثناء تناول الشاي، حتى عشرات النساء اللاتي يمثلن الحزب في البرلمان.

أردوغان حامي النساء

رأت الصحيفة أن دعم هؤلاء النساء لأردوغان نابع من وجهة نظر إسلامية محافظة مشتركة، بشأن دور المرأة في المجتمع، أولاً كأم وزوجة، وثانيًا كعاملة، في بلد علماني قوي مُنعت فيه النساء اللواتي يغطين شعرهن لفترة طويلة من الالتحاق بالجامعات والوظائف الحكومية.

وأوضحت أن العديد من النساء المتدينات ينظرن إلى أردوغان على أنه حاميهن، لأنه ضغط من أجل حقوقهم في دولة شبه علمانية، ونقلت عن المشرعة والعضوة البارزة في حزب العدالة والتنمية، أوزليم زنجين، قولها إنه بالنسبة للعديد من النساء المحافظات، فإن مرارة تقييد طموحاتهن بالتعبير العلني عن إيمانهن العميق، كان وراء الامتنان الهائل تجاه أردوغان ودعمه.

النساء هن الأبطال

قالت زينجين: “أردوغان محبوب للغاية، لأنه غيّر حياة الناس” مشيرة إلى أنه في قاعة مؤتمرات في اسطنبول، خلال تجمع نسائي قبل يومين من جولة الإعادة في 28 مايو، خرجت الآلاف من النساء وصفقن وحملن لافتات دعم للرئيس التركي، وفتحن مصابيح هواتفهن المحمولة للترحيب به في القاعة.

وقال أردوغان حينها وسط تصفيق حار: “النساء هن الأبطال الأهم في كفاحنا لخدمة الوطن”. ذكّر جمهوره بأنه هو الذي رفع الحظر على ارتداء الحجاب، وهو الذي حوّل متحف آيا صوفيا، أحد كنوز تركيا المعمارية، إلى مسجد. ووعد النساء المتقاعدات اللواتي لا يعملن خارج المنزل بمزيد من الأجور، ووقتها تعالت الهتافات المؤيده له.

النساء في تركيا العلمانية

تأسست الجمهورية التركية في عام 1923 كدولة علمانية. ما أعطى الحكومة الحق في الإشراف على المؤسسات الدينية، لإبقاء مظاهر التدين بعيدة عن الحياة العامة على الرغم أن معظم المجتمع مسلمون، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وأصبحت العلمانية ركيزة أساسية في المجتمع وشعر المتدينون، خاصة النساء اللواتي شعرن أنهن مواطنات من الدرجة الثانية، واضطر بعضهن لخلع الحجاب للالتحاق بالجامعة، في حين ارتدت أخريات شعرًا مستعار.

وتقول ‘حدى النساء إنها عملت كمحامية لمدة 20 عامًا دون السماح لها حتى بدخول قاعة المحكمة لأنها غطت شعرها، مضيفة أنها منذ وصول أردوغان إلى الخكم في عام 2003 كسياسي طموح، همش النخب العلمانية في تركيا، وعزز المزيد من السلطة بين يديه، وعمل على تخفيف القيود على الحجاب.

تقديس دور الأسرة

وفى التصريحات التي نقلتها نيويورك تايمز عن زينجين، أشارت إلى أن أردوغان رفع القيود المفروضة على المحجبات، وسمح لهن بدخول الجامعات عام 2008، وللمرة الأولى في عام 2013 ، أصبحت 4 نساء محجبات من حزب أردوغان أعضاءً في البرلمان.

وأضافت أن أردوغان لديه تحفظات على زواج المثليين، ويقدس دور الأسرة، معتبرًا أن فكرة الزواج تكون بين رجل وامرأة فقط، ويفضل أن يكون عدد الأطفال 3.

رجب طيب أردوغان

رجب طيب أردوغان

حقوق المرأة فى تركيا

زداد التمثيل السياسي للمرأة خلال فترة أردوغان، وفازت النساء بنحو 120 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 600 عضو في انتخابات هذا الشهر. ومع ذلك، قال تقرير الأمم المتحدة إن معظم النساء يعملن في الحملات أو الاتصالات أو أدوار الدعم، وليس في صنع القرار.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، العام الماضي، يمنح دستور تركيا حقوقًا متساوية للرجال والنساء، ويحظر قانون العمل التمييز على أساس الجنس. لكن لا تزال المرأة تتقاضى 15.6% أقل من الرجل في المتوسط.

وفي عام 2021، صدم أردوغان الجماعات الحقوقية بسحب تركيا من المعاهدة الدولية لمنع العنف ضد المرأة، التي وقعها في عام 2011. واعتبر المدافعون عن حقوق المرأة أن قوانين العنف المنزلي في البلاد قوية، لكنهم يقولون إن الاعتداء الجسدي والجنّسي ضد المرأة لا يزال شائعًا، وغالبًا لم يجري الإبلاغ عنها أو التحقيق فيها بنحو صحيح من السلطات.

اقرأ أيضًا|  كيف استفاد أردوغان من بوتين لحسم الانتخابات؟

اقرأ أيضًا| بعد فوز أردوغان.. هل يُعدِّل الاقتصاد التركي مساره؟

ربما يعجبك أيضا