كيف انتهت السياسة الأمريكية تجاه المنطقة بكارثة؟

خطأ أمريكي عمره 30 عامًا أشعل الحرب الحالية في غزة.. ما هو؟

آية سيد
أمريكا هي السبب الجذري للحرب الأخيرة في إسرائيل وفلسطين

رأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ستيفن والت، أن الولايات المتحدة، وسياساتها في المنطقة، هي السبب الجذري للحرب الأخيرة.


نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تحليلًا عن أسباب التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وفي التحليل، الذي نشر أمس الأربعاء 18 أكتوبر 2023، رأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ستيفن والت، أن الولايات المتحدة، وسياساتها في المنطقة، سبب جذري لاشتعال الحرب في الأراضي المحتلة.

من المسؤول؟

قال ستيفن والت إن الإسرائيليين ومؤيدوهم يريدون إلقاء اللوم كله على حماس، التي أصبحت مسؤوليتها المباشرة عن الهجوم المروع في 7 أكتوبر أمرًا لا جدال فيه. في حين يرى أولئك الأكثر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية أن المأساة نتيجة حتمية لعقود من الاحتلال والمعاملة القاسية ضد الفلسطينيين.

وأشار إلى أن آخرين يصرون أن يوجد قدر كبير من اللوم يقع على كلا الجانبين، وأن لا يمكن لأي شخص أن يرى أحد الطرفين بريئًا تمامًا والآخر مسؤولًا بمفرده، لكن الكاتب حذر من أن هذا الجدال يحجب أسباب أخرى مهمة لاشتعال الحرب الأخيرة.

عوامل رئيسة

أوضح التحليل أنه من المحتم أن يؤدي الجدال بشأن أي من الأطراف المباشرة الأكثر مسؤولية إلى حجب الأسباب المهمة الأخرى، التي  قال إنها لا ترتبط إلا بنحو فضفاض بالصراع الطويل بين الإسرائيليين والعرب.

وشدد على أنه لا ينبغي إغفال هذه العوامل الأخرى، حتى في أثناء الأزمة الحالية، لأن آثارها قد يستمر صداؤها لفترة طويلة، بعد توقف القتال الحالي.

حرب الخليج

رأى والت أن اللحظة الأولى كانت حرب الخليج عام 1991، موضحًا أنها كانت عرضًا مذهلًا للقوة العسكرية الأمريكية والبراعة الدبلوماسية التي أزالت التهديد الذي كان يشكله نظام الرئيس العراقي، صدام حسين، على توازن القوى الإقليمي.

وأضاف أنه مع اقتراب الاتحاد السوفييتي من الانهيار، أصبحت الولايات المتحدة الآن في مقعد القيادة بقوة. واغتنم الرئيس جورج بوش الأب ووزير الخارجية جيمس بيكر وفريق من ذوي الخبرة في الشرق الأوسط هذه الفرصة لعقد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر 1991، ضم ممثلين عن إسرائيل وسوريا ولبنان ومصر والمجموعة الاقتصادية الأوروبية إلى جانب وفد أردني فلسطيني مشترك.

خلل مشؤوم

رغم أن مؤتمر مدريد لم يسفر عن نتائج ملموسة ، أو التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد إنه وضع الأساس لجهد جاد لبناء نظام إقليمي سلمي. ومن المثير للاهتمام أن نتأمل ما كان من الممكن أن يتحقق لو أعيد انتخاب بوش في عام 1992، وأتيحت لفريقه الفرصة لمواصلة عملهم.

ومع ذلك، قال المحلل إن مؤتمر مدريد احتوى أيضاً على خلل مشؤوم، زرع بذور الكثير من المتاعب في المستقبل. في إشارة إلى عدم دعوة إيران للمشاركة في المؤتمر.

استبعاد إيران

ردت إيران على استبعادها من مؤتمر مدريد بتنظيم اجتماع لقوى “الرفض” والتواصل مع الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، التي جرى تجاهلتها في السابق.

وكما لاحظ تريتا بارسي في كتابه “التحالف الغادر”، فإن “إيران اعتبرت نفسها قوة إقليمية كبرى، وتوقعت الحصول على مقعد على الطاولة”، لأن مؤتمر مدريد “لم يكن يُنظر إليه على أنه مجرد مؤتمر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل كلحظة حاسمة في تشكيل نظام الشرق الأوسط الجديد.”

ولفت والت إلى أن رد طهران على مدريد كان استراتيجيًّا في المقام الأول وليس إيديولوجيًّا، وسعت إلى أن تثبت للولايات المتحدة وغيرها أن باستطاعتها عرقلة جهودهم لإنشاء نظام إقليمي جديد، إذا لم تؤخذ مصالحها في الاعتبار.

ربما يعجبك أيضا