كيف تؤثر ارتفاعات أسعار الفائدة في أموالك؟

رفعت معظم البنوك المركزية بأنحاء العالم معدلات الفائدة، خلال الأشهر الماضية، ما أثر في ودائع المواطنين ومدخراتهم بالإيجاب أحيانًا وبالسلب أيضًا.

وأعلن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، يوم الخميس 3 مايو 2023، رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 5.25%، أعلى مستوى منذ 2007، وتبعته رفعت عدة بنوك بالمنطقة العربية وأنحاء العالم.

تأثير رفع الفائدة على تكلفة القروض والودائع

يكون تأثير رفع معدلات الفائدة واضحًا في كل دولة، خاصة على المحفظة الشخصية لمواطنيها، وعلى تكلفة الاقتراض الجديد، وبالتالي فإن احتياجات المواطنين التمويلية تكون أكثر تكلفة في الوقت الراهن، خاصة القروض بفائدة ثابتة، التي تحمل في طياتها مخاطر أعلى بالنسبة للممولين من البنوك وشركات التمويل، مع رفع أسعار الفائدة.

وترتفع أيضًا القروض القائمة بأسعار فائدة متغيرة، سواء كانت تمويل عقاري أو سيارة، وترفع معها التكلفة على المقترضين وتكلفة السداد الشهرية أو الفصلية، ما يؤثر في الميزانية الخاصة بكل مقترض، وذلك بحسب تقرير لموقع قناة العربية، في 5 مايو 2022.

اقرأ أيضًا| كيف تربح بالدولار من فيديوهات اليوتيوب؟.. عوائد صادمة للمشاهدات

قروض الرهن العقاري وتراجع الدخل

تعني القروض بفائدة متغيرة، القروض التي تتكون من شقين، أحدهما ثابت وهو هامش الفائدة، التي يحصل عليها البنك الممول وتختلف من بنك لآخر وحسب كل عميل وجدارته الائتمانية، إضافة إلى شق متغيّر، وهو سعر الفائدة الرسمي المعلن من البنك المركزي، في الدولة التي رفعت الفائدة، حسب تقرير العربية.

وأظهر تقرير لإندبندنت في 5 مايو 2022، وجود تأثير فوري في المواطنين من جراء رفع الفائدة، يظهر في ما يدفعونه شهريًّا من أقساط قروض الرهن العقاري وغيرها من القروض الشخصية، وأيضًا في تراجع قدرته على الاقتراض لتمويل أي عجز في ميزانيات الأسر. خصوصًا أن زيادة احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي، الهش أصلًا، يزيد من احتمالات الركود، بالتالي ارتفاع معدلات البطالة وانهيار قيمة الدخل.

الجانب المضيء لرفع الفائدة

رفعت عدة دول عربية منها مصر، أسعار العائد على الودائع الادخارية بنسب تتخطى 22%، وفق بيانات جمعتها شبكة رؤية الإخبارية في 8 مايو 2023.

وأعلن بنكي الأهلي المصري ومصر، الأكبر في البلاد، أعلنوا طرح شهادات ادخارية بفائدة سنوية تبلغ نحو 25%، وفائدة شهرية 22.5%، يوم 4 يناير 2023، تزامنًا مع الزيادة التي أقرها البنك المركزي المصري في أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه المصري وقتها.

عودة المكاسب على الأوعية الادخارية

حسب تقرير «سي إن إن»، في 26 يونيو 2022، فإن الأسعار المتدنية على المدخرين، سواء الأموال المخبأة في المدخرات وشهادات الإيداع وحسابات سوق المال، لم تحقق مكاسب خلال جائحة كورونا، قبل رفع الفائدة مطلع العام 2022.

لكن الخبر السار هو أن معدلات المدخرات هذه صعدت مع رفع الاحتياط الفيدرالي لأسعار الفائدة، وبدأ المدخرون في كسب الفائدة مرة أخرى. وحتى بعد عدة زيادات في أسعار الفائدة، تظل معدلات الادخار منخفضة للغاية، أقل من التضخم والعوائد المتوقعة في سوق الأسهم.

اقرأ أيضًا| نتائج اجتماع «الاحتياط الأمريكي».. إشارات متباينة تربك الأسواق العالمية