كيف تؤثر السياسة الخارجية الأمريكية على الانتخابات الرئاسية؟

محمد النحاس

كيف يتعامل الناخبون في الولايات المتحدة مع ملفات السياسة الخارجية؟ وكيف ستؤثر هذه الملفات على الانتخابات المزمع عقدها نوفمبر 2024؟


في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تبرز تأثيرات السياسة الخارجية على السباق الانتخابي بشكل ملحوظ، رغم أن القضايا الداخلية مثل الاقتصاد والهجرة تبقى في صدارة اهتمامات الناخبين الأمريكيين.

وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “جالوب” في مارس الماضي، أعرب ثلث الأمريكيين فقط عن رضاهم بمكانة بلادهم على الساحة العالمية، بينما أبدى نحو الثلثين عدم رضاهم، مشيرين إلى الصين كأكبر تهديد يواجه الولايات المتحدة، يليها كل من روسيا وإيران.

تحديات كبرى

يشعر الناخبون الأمريكيون بقلق متزايد إزاء تهديدات مثل الإرهاب السيبراني، والأسلحة النووية التي قد تمتلكها كوريا الشمالية وإيران، والإرهاب.

ورغم تصاعد قوة الصين العسكرية، إلا أن المخاوف المتعلقة بهذا الأمر جاءت في المرتبة الخامسة بعد هذه التهديدات، وفق مقال لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، نشرته في 23 أغسطس 2024. 

ويشير ذلك إلى تحول في اهتمامات الناخبين بعيدًا عن المواجهات التقليدية بين الدول، نحو مخاوف تتعلق بالدول الخارجة عن السيطرة والهجمات الإلكترونية.

حرب غزة

 تسبب دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل وسط الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب في غزة في انتقادات حادة من التقدميين، الشباب الأمريكيين، والعرب الأمريكيين، وينظر إلى كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية على أنها امتداد لسياسية بايدن، وإن كانت تبدي مواقف أكثر حزمًا على الأقل من الناحية الخطابية.

هذا الوضع مقلق بشكل خاص في ولايات حاسمة مثل ميشيجان، التي تتمتع بأكبر تجمع للعرب الأمريكيين، وقد أعرب بعض الناخبين الديمقراطيين في الولاية عن استيائهم من سياسة بايدن تجاه إسرائيل، وهو ما قد يدفعهم إما للتصويت ضد الحزب أو الامتناع عن التصويت تمامًا في الانتخابات العامة القادمة.

مواقف هاريس

لم تقدم هاريس، التي تعد الآن المرشحة الديمقراطية الأساسية بعد انسحاب بايدن، مواقف واضحة فيما يخص السياسة الخارجية.

أثار هذا الصمت القلق بين الناخبين، خاصةً في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيجان، حيث يُنظر إلى مواقف المرشحين بشأن غزة وإسرائيل كمؤشر على شخصيتهم وكفاءتهم.

ربما يعجبك أيضا