كيف تستعد واشنطن لهجمات إيرانية «محتملة» بالشرق الأوسط؟

هالة عبدالرحمن

طورت طهران بسرعة مخزونها من الوقود النووي الذي يستخدم في صنع الأسلحة في الأشهر الأخيرة، ما نشر مخاوف من حدوث تصعيد.


حذر القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، ألكسوس جرينكويتش، من أن الميليشيات المدعومة من إيران قد تستأنف هجماتها ضد أمريكا وحلفائها.

وخلال مؤتمر صحفي في قاعدة العديد الجوية بقطر، الخميس الماضي 21 يوليو 2022، أعرب جرينكويتش عن مخاوفه من النفوذ الروسي والصيني، كقوى عظمى تتنافس على النفوذ الاقتصادي والعسكري في الشرق الأوسط، وفقًا لـ“أير فورس تايمز”.

هجمات إيرانية محتملة

قال جرينكويتش الذي كان مسؤولًا عن العمليات العسكرية في العراق وسوريا وأفغانستان، إن “الاستخبارات الأمريكية أفادت أن إيران تستعد لإرسال طائرات مسيرة مسلحة وغير مسلحة إلى روسيا، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما يثير القلق”.

وتحدث جرينكويتش، الذي شغل منصب مدير العمليات في القيادة المركزية في تامبا بفلوريدا، عن استمرار التوترات الإقليمية بشأن برنامج إيران النووي، بعدما وصلت المحادثات بشأن إحياء اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية إلى طريق مسدود. وقال جرينكيويتش: “نحن في هذا الموقف نرى التخطيط لهجمات مستمرة ضدنا”، حسب ما أفادت “أير فورس تايمز”.

تسريع وتيرة برنامج إيران النووي

اختبرت إيران صاروخًا يحمل قمرًا صناعيًّا الشهر الماضي، ما دفع البيت الأبيض للتهديد بمزيد من العقوبات على طهران لمنعها من تسريع برنامجها الصاروخي الباليستي المتقدم. وفي الأسبوع الماضي، في أثناء جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في المنطقة، كشفت إيران النقاب عن طائرات دون طيار مسلحة على سفنها الحربية في الخليج العربي.

ونمَّت طهران سريعًا مخزونها من الوقود النووي الذي يستخدم في صنع الأسلحة في الأشهر الأخيرة، ما نشر مخاوف من حدوث تصعيد. وصنعت أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا محظورة بموجب الاتفاق النووي، الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في عام 2018.

القوات الأمريكية تحاصر النفوذ الروسي والصيني

صرح جرينكويتش بأن “القوات الأمريكية شهدت انخفاضًا في الهجمات المستهدفة في جميع أنحاء المنطقة، وشحذت أمريكا تركيزها على احتواء ومواجهة النفوذ الروسي والصيني في المنطقة”. وأشار إلى أن روسيا تسعى للحفاظ على النفوذ الذي اكتسبته بالتدخل العسكري في المنطقة، مثل سوريا، حيث ساعدت في إنقاذ حكومة الرئيس بشار الأسد وقلبت دفة الحرب لصالحه.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، زار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طهران وحصل على دعم قوي من إيران للحرب التي أدخلت الكرملين في مواجهة مع الغرب. وفي غضون ذلك أثارت المشروعات الاقتصادية الكبيرة للصين في المنطقة مخاوف بشأن خطط تأمين تلك المصالح، إما من خلال مبيعات الأسلحة وإما بوسائل أخرى”، كما قال جرينكويتش.

واشنطن لم تنسحب من الشرق الوسط

على الرغم من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، لم تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة، وهي قضية أثارها بايدن مرارًا وتكرارًا في جولته في منطقة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، التي شملت زيارة لإسرائيل، ثم زيارة المملكة العربية السعودية، وفقًا للموقع الأمريكي.

وقال جرينكويتش إنه مع وجود عشرات الآلاف من قوات الولايات المتحدة الأمريكية المتمركزة في جميع أنحاء الخليج العربي، وبعضها لا يزال في العراق، تحاول الولايات المتحدة إقناع حلفائها بأن العلاقات مع واشنطن أكثر عمقًا وذات مغزى من العلاقات مع غيرها”.

ربما يعجبك أيضا