كيف تعكس شراكة الجزائر والصين تغيّر بنية النظام العالمي؟

محمد النحاس

شراكة الجزائر وبكين عكست حقيقة مفادها أن النظام الدولي لم يعد كما كان في السابق.


أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينج، محادثات مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون خلال زيارته لبكين، والتي عكست عمق شراكة البلدين.

وحسب صحيفة جلوبال تايمز الصينية، يأتي هذا اللقاء بينما تدخل العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين عامها الـ65. وينظر محللون صينيون إلى الزيارة أنها ستكون إيجابية النتائج وسوف تسهم في تعزيز التعاون الاستراتيجي في عدد من الملفات الحيوية.

تنمية الشراكة الاستراتيجية

قال الرئيس الصيني، خلال لقاءه نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، إن الصين مستعدة للمضي قدمًا في علاقاتها مع الجزائر بهدف الدفع من أجل تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر، وفق ما نقلت صحيفة جلوبال تايمز، الثلاثاء 18 يوليو 2023.

وأفادت وكالة شينخوا الصينية أن شي أخبر تبون بأن الجزائر والصين صديقان مخلصان وشريكان طبيعيان في السعي لتحقيق التنمية المشتركة والنهوض الوطني، مشددًا على أنه يتعين على الجانبين دعم بعضهما البعض في القضايا الحيوية لكل منهما.

دعم حقوق الجزائر

خلال اللقاء الذي جمع الزعيمين البارزين، شكر شي الجزائر على دعمها “القوي” لـ”موقف الصين العادل بشأن قضية تايوان والشؤون المتعلقة بشين جيانج وقضية حقوق الإنسان”.

وقال الرئيس الصيني إن بلاده تدعم حق الجزائر في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها، مشددًا على أن بكين تعارض التدخل الخارجي في شؤون الجزائر الداخلية، حسب جلوبال تايمز.

دعم الجزائر لمواقف الصين

من جانبه، أعرب تبون عن امتنانه للصين لدعمها طويل الأمد للجزائر، لافتًا في المقابل إلى دعم الصين في مصالحها الحيوية، وفق ما نقلت الصحيفة الصينية.

وقال تبون إن الجزائر تدعم جملة من مبادرات التنمية التي تقودها الصين، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق، مضيفًا أن بلاده تقدر دور الصين في بناء عالم أكثر انفتاحًا وتشكيل نظام دولي أكثر عدلاً وإتزانًا.

الجزائر تثني على دور الصين

أثنى الرئيس الجزائري على الدور الصيني البنّاء في تحقيق حل عادل للبؤر الإقليمية الساخنة مثل فلسطين والعمل على تعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي. مبديًّا استعداد الجزائر للتعاون الوثيق مع الصين في الشؤون الدولية والإقليمية.

في تقرير لها، تكهنت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية بأن تبون يبحث عن دعم صيني في طلب عضوية الجزائر في بريكس، وهي كتلة اقتصادية تضم كلًا من الصين وروسيا بالإضافة إلى البرازيل والهند وجنوب إفريقيا. لكن محللين صينيين يرون أن قضية بريكس قد تكون أحد القضايا المطروحة من جملة القضايا الأخرى.

أشار تقرير الوكالة الأمريكية إلى أن زيارة تبون للصين جاءت بعد وقت قصير من زيارته لروسيا في يونيو الماضي. وبحسب مدير معهد الشؤون الدولية في جامعة رينمين في الصين، وانج يوي، فليس مفاجئًا سعي الجزائر الانضمام إلى بريكس، لافتًا إلى أن التكتل الاقتصادي يتعين عليه توسيع نطاقه بهدف تحقيق التطلع نحو نظام عالمي أكثر عدلًا، حسب ما نقلت عنه جلوبال تايمز.

الجنوب العالمي يدرك النوايا الغربية

تعبر علاقة الجزائر والصين عن تغير في ديناميكيات العلاقات الدولية، فبدلًا عن عصر القطب الأوحد، الذي تتربع فيه الولايات المتحدة على قمة هرم النظام الدولي باتت لدى دول العالم مساحات للتحرك ولبناء شراكات متعددة المستوى وفقًا لما يتناسب ومصالحها الخاصة ما يسهم في بناء بنية دولية أكثر تعبيرًا عن دول ما يعرف بالأطراف أو الجنوب العالمي-، ولتنحسر بذلك مركزية ما يعرف بـ “المركز” والذي عادةً ما يشير للدول الغربية.

وحسب وانج يوي فإنه بعد مشاهدة الغرب بقيادة الولايات المتحدة يتحرك لمصادرة الأصول الشرعية للروس وطرد البنوك الروسية من الأنظمة المالية العالمية وفرض عقوبات غير مسبوقة، أدركت الدول النامية بما في ذلك الجزائر واقتصادات الجنوب العالمي “النية السيئة للهيمنة الأمريكية”.

اقرأ أيضًا| الصين والجزائر تتفقان على تعزيز التعاون الأمني والدفاعي

اقرأ أيضًا| الرئيس الجزائري يصل إلى الصين

ربما يعجبك أيضا