كيف تواكب الولايات المتحدة الصين في مجال التكنولوجيات الناشئة؟

آية سيد

يجب أن تلتزم الحكومة الأمريكية بالإنفاق الهادف على التكنولوجيات الناشئة لمواكبة الصين والدول المنافسة الأخرى في هذا المجال.


تكشف الحرب الروسية الأوكرانية أن مستقبل الحروب يكمن في التكنولوجيات الناشئة، مثل المسيّرات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي.

ويفيد تقرير لشركة “جوفيني” المتخصصة في علوم البيانات وتحليلها، بأن الحكومة الأمريكية يجب أن تلتزم بالانفاق “الهادف” على التكنولوجيات الناشئة، لمواكبة الصين والدول المنافسة الأخرى في هذا المجال، وفق ما أورد تقرير لموقع C4ISRNET، يوم الثلاثاء 5 يوليو 2022.

أهمية التكنولوجيات الناشئة

يذكر التقرير أن المواجهة التكنولوجية العسكرية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين “لن تتوقف على أي جانب سيبني الأسلحة الأفضل، وإنما على من يستطيع تسخير التكنولوجيات الناشئة الضرورية على نحو أفضل”.

وعبر إدارات متعددة، أقرت الولايات المتحدة بأهمية التكنولوجيات الناشئة في المنافسة الاستراتيجية مع الصين والازدهار الوطني المستقبلي. إلا أنه بحسب التقرير، تظل مواكبة الصين تحديًا برغم جهود الإدارات الأمريكية.

زيادة الإنفاق على التكنولوجيات الناشئة

تصدر شركة “جوفيني” العديد من بطاقات الأداء لتقييم أداء الحكومة الفيدرالية، بهدف تقديم نظرة مرجعية لصناع القرار بشأن ما تنفقه الحكومة، وما الشركات المشاركة في تصميم استراتيجيات أفضل للشراء. وبحسب التقرير، تضاعف إنفاق الحكومة الأمريكية على التكنولوجيات الحيوية ليصل إلى 117.2 مليار دولار خلال 2021، من 60.7 مليار فقط في 2017.

ولكن حجم الزيادة في الإنفاق “مضلل نوعًا ما” بحسب التقرير الذي قال إنه بالنظر إلى زيادات الإنفاق المرتبطة بتمويل الأبحاث ذات الصلة بكوفيد-19. وتوضح المديرة التنفيذية للشركة، تارا ميرفي دوجيرتي، في بيان، “عندما يبقى الخط الرئيس للميزانية الدفاعية ثابتًا، تصبح المقايضات بين التكنولوجيات الناشئة والإنفاق الدفاعي الآخر بلا فائدة”.

وقالت دوجيرتي إنه على مدار العام الماضي، كانت إدارة بايدن مستعدة للاستثمار في القدرات الدفاعية، خصوصًا في الأبحاث والتطوير والاختبار والتقييم. وأوضحت أن البنتاجون يحتاج لتحسين أدائه في تنويع الشركات التي يعمل معها بعيدًا عن المجموعة التقليدية لمتعاقدي الدفاع.

الإنفاق الهادف

رأت دوجيرتي أن الإنفاق الهادف هو السبيل الوحيد لجعل أصحاب رأس المال المغامر وشركات التكنولوجيا يواصلون السعي للعمل مع وزارة الدفاع. وقالت إنه من أجل مواكبة التكنولوجيات الناشئة، ينبغي أن تعزز الحكومة النجاح في مواطن القصور, وأن تتوقف أيضًا عن الاستثمار في الجهود التي من المستبعد أن تنجح، بغض النظر عن مستويات الإنفاق.

وأضافت أنه في حين أن المقارنات بين إنفاق الولايات المتحدة والصين على التكنولوجيات الناشئة عمومًا، أو في مجالات معينة قد تكون مفيدة، يجب أن تنفّذ بدراسة متأنية. وففي بعض الحالات، تكون الأرقام المنسوبة للصين خصوصًا بالاقتصاد ككل، وليس بالحكومة الصينية، لذلك تكون مقارنتها بالحكومة الأمريكية غير متكافئة.

وقالت دوجيرتي إن إحدى المزايا الكبرى للولايات المتحدة “هي قوة الابتكار في الاقتصاد الأكبر”، ولذلك يجب أن تحسّن الحكومة أدائها للاستفادة من ثمار ذلك الابتكار.

كيف ينفق البنتاجون على التكنولوجيات الحيوية؟

استخدم التقرير التعلم الآلي الخاضع للإشراف ومعالجة اللغة الطبيعية لتحليل كميات كبيرة من بيانات العقود الفيدرالية التي تشمل عقودًا ومنحًا أساسية. وبعد تصنيف البيانات بناءً على المجال، يقارن التقرير مستويات الإنفاق مع الدول المنافسة.

وتوصّل التقرير إلى أن الجيش الأمريكي أنفق أكثر على التكنولوجيات الحيوية خلال الفترة التي تناولتها دراسته، تليه البحرية ثم القوات الجوية، ولكن دوجيرتي قالت إنه بعد حساب 30 مليار دولار مخصصة لمكافحة جائحة كوفيد-19، يصبح إنفاق الجيش على التكنولوجيا الحيوية متماشيًا مع إنفاق الأقسام العسكرية الأخرى في الفترة نفسها.

التحدي الرئيس

بحسب البنتاجون، قال وزير الدفاع، لويد أوستن، إن ميزانية 2023 مبنيٌّة على استراتيجية الدفاع الوطني الجديدة التي تعتبر الصين التحدي الرئيس أمام البلاد. وفي السياق ذاته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك مايلي: “نحن الآن نواجه قوتين عالميتين، وهما الصين وروسيا. وكلاهما تمتلك قدرات عسكرية هائلة، وتنوي تغيير النظام الحالي القائم على القواعد”.

ووفقًا لمسودة مشروع قانون تمويل الدفاع للسنة المالية 2023 الصادر عن لجنة الاعتمادات المالية في مجلس النواب، تخصص ميزانية الدفاع الجديدة 131.7 مليار دولار للاستثمار في الأبحاث والتطوير والاختبار والتقييم للتكنولوجيات والمعدات الحديثة، لكي تصبح القوات الأمريكية مستعدة لمواجهة التحديات المستقبلية.

ربما يعجبك أيضا