كيف رأت إسرائيل اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران؟

تبادلت الحكومة الإسرائيلية والمعارضة الاتهامات في أعقاب إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

وأعلنت الرياض وطهران، اليوم الجمعة 10 مارس 2023، التوصل إلى اتفاق برعاية صينية. تضمن إعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ما اعتبرته الأوساط السياسية الإسرائيلية فشلًا لحكومة بنيامين نتنياهو ونصر سياسي لطهران.

اقرأ أيضًا: إعادة فتح سفارتي السعودية وإيران خلال مدة أقصاها شهران

رد فعل إسرائيل

قال مسؤول سياسي رفيع في حكومة نتنياهو أن اتفاق السعودية وإيران، الذي قضى باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بدأ منذ عام، أي خلال الحكومة السابقة، التي تزعمها نفتالي بينيت ويائير لبيد، مستغلًا ما وصفه بالضعف الإسرائيلي والأمريكي.

وشدد المسؤول الإسرائيلي على “أهمية تشكيل موقف رادع ضد إيران في الولايات المتحدة وفي أوروبا، موضحًا في الوقت نفسه أن السياسة الإسرائيلية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي لا تعتمد على دعم أي دولة”.

المعارضة الإسرائيلية

هاجم زعيم المعارضة، يائير لابيد، حكومة نتنياهو، مشيرًا إلى أن “الاتفاق بين السعودية وإيران فشل كامل وخطير للسياسة الخارجية الإسرائيلية”، و “انهيار لجدار الدفاع الإقليمي ضد إيران”. وقال: “هذا ما يحدث عندما تتعامل مع الجنون القانوني طوال اليوم، بدلًا من إنهاء المهمة مع إيران، وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة”.

وتحدث رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، عن الاتفاق بأنه فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدوٍ لإسرائيل، في حين اتهم وزير الدفاع السابق، بيني جانتس، رئيس الوزراء الحالي وحكومته بالانشغال بما وصفه بـ”الانقلاب على الشعب” في وقت تتزايدالتحديات الأمنية الهائلة التي تواجه إسرائيل.

جهد دبلوماسي سعودي كبير

تحدثت صحيفة هارتس الإسرائيلية، في تقرير لها، عن اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وتوقيته، بعد تجميد دام 7 سنوات.

وقالت الصحيفة إن استعادة العلاقات السعودية والإيرانية لها أهمية لا يمكن إنكارها لجميع الأطراف المعنية، وسيكون لها تأثير كبير في الشرق الأوسط، موضحة أن توتر العلاقات بين البلدين أثر بنحو مباشر أو غير مباشر في البلدان بجميع أنحاء المنطقة.

عودة العلاقات السعودية الإيرانية من وجهة النظر الإسرائيلية .. هل تنهي فكرة الفزاعة الإيرانية لدول الخليج؟

إهانة لواشنطن

قال الباحث المقيم البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين إيبش، في تصريحات أبرزتها “هارتس” إن عودة العلاقات بين الرياض وطهران نتيجة جهد دبلوماسي سعودي كبير، في أكثر من جهة.

ورأى رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، جوناثان شانزر، إن دور الصين كوسيط في الاتفاق، يعد إهانة لواشنطن. لكنه أقر بأن الاتفاق مهم للغاية بالنسبة للصين، ودورها كلاعب دبلوماسي واستراتيجي في منطقة الخليج.

دفعة قوية للمملكة

وقال نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسة، بريان كاتوليس،  للصحيفة العبرية إن مسارًا جديدًا يمكن أن يسلكه الاتفاق النووي الإيراني في المنطقة. وأشار إلى أن الاتفاق بمثابة دفعة قوية لمملكة للبحث عن مسارات لخفض التوترات في المنطقة، خاصة مع إيران.

وقالت زميلة المجلس الأطلنطي، كارميل آربيت، إنه من السابق لأوانه الحكم على مدى عودة العلاقات بين السعودية وإيران.

عودة العلاقات السعودية الإيرانية من وجهة النظر الإسرائيلية .. هل تنهي فكرة الفزاعة الإيرانية لدول الخليج؟

خطوة أمنية استخباراتية

قال أستاذ الدراسات العبرية والإسرائيلية ومدير مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة، محمد أحمد صالح، إن استئناف العلاقات بين ايران والسعودية بوساطة صينية جاءت نتيجة مباحثات ماراثونية حدثت في بكين الفترة الماضية، مضيفًا أن الهدف من هذه الخطوة قد يكون أمنيًا إستخباراتيًّا.

وشدد صالح، الذي يدير وحدة الدراسات الاسرائيلية بمركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم، على أن الرياض نجحت عبر تلك المفاوضات في غلق الباب أمام النغمة الإسرائيلية، بأن إيران العدو المشترك لتل أبيب والرياض والخليج عمومًا.

وأشار صالح أن طهران كانت بمثابة فزاعة تستخدمها إسرائيل دائمًا، وبعد عودة العلاقات أصبحت تلك الفكرة غير موجودة، وبالتالي الحجة، التي قد تستخدمها تل أبيب لبيع أسلحتها والتقنيات العسكرية والتكنولوجية الخاصة بها أصبحت غير مجدية.