كيف رفعت عبارة واحدة أسهم رئيس وزراء الهند آسيويًّا وعالميًّا؟

علاء بريك

تلخص عبارة "الآن ليس وقت الحرب" ما اتفق عليه المجتمعون في بالي.


زادت أسهم رئيس وزراء الهند، ناريندا مودي، على الصعيد الآسيوي والعالمي، بقوله للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين: “الآن ليس وقت حرب”.

هذه العبارة قالها مودي لبوتين في قمة منظمة شنجهاي للتعاون قبل شهرين، لكن البيان الختامي لقمة الـ20 في بالي الإندونيسية، المنتهية أمس الأول الأربعاء 16 نوفمبر 2022، أورد العبارة مجددًا، ضمن إدانات لاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

استشهاد واحتفاء

رأت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن استشهاد البيان الختامي لقمة الــ20 الأخيرة، على ضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية والاستقرار العالمي، بعبارة مودي التي قالها لبوتين في 17 سبتمبر 2022، يعكس بروزًا للدور الهندي على الساحة الآسيوية والعالمية، خاصة وأن النسخة المقبلة من قمة الـ20 ستنعقد في الهند.

وقد احتفت الصحافة الهندية بهذا الاستشهاد، أما على الصعيد العالمي، فقد استنتجت الصحفية في “سي إن إن“، ريا موجول، في تحليل نشرته أمس الخميس، أن هذا الاستشهاد يكشف عن أن الهند تسير في طريقها لتكون قوة جديدة في آسيا.

مكاسب رئيس وزراء الهند

تحاول الهند الإبقاء على علاقات متوازنة مع روسيا والغرب. وبهذه الطريقة، يمكنها من وجهة نظر المعسكرين الاضطلاع بدورٍ وسيط يقرب وجهات النظر بينهما، حسب “سي إن إن”، ما يعود على مودي بمكاسب داخلية وإقليمية ودولية، أبرزها تعزيز الحضور الهندي على الساحة العالمية.

وتأتي هذه التطورات قبل قمة الـ20 المقبلة في نيودلهي، وقبل الانتخابات الهندية في 2024. ويقول الباحث الرئيس في مركز أبحاث السياسة، سوشانت سينج: “في الداخل الهندي، يُقال إن مودي يسخّر قمة الـ20 لحملته الانتخابية وتصوير نفسه على أنه رجل دولة عظيم عالمي الحضور”.

التواصل مع جميع الأطراف

لم تقتصر القمة على الحرب الروسية الأوكرانية، بل شملت جميع التحديات والتهدديدات العالمية، من المناخ إلى الغذاء والأوبئة والاستقرار، وفي جميع هذه المجالات لم تكن الأجندات الهندية على قدم المساواة مع أجندات الدول العظمى، غير أن علاقاتها بروسيا وبالغرب تعطيها صوتًا في هذه القمة.

ووفق “سي إن إن”، حافظت الهند على علاقتها بروسيا، ووثقت في الآن ذاته علاقاتها بالغرب لمواجهة الصعود الصيني في المنطقة، ما منحها مكانة استراتيجية في توازن القوى العالمي. وحسب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كينجز كوليج، هارش بانت، “تبرز الهند في قمة الـ20 بفضل قدرتها على التواصل مع جميع الأطراف”.

صوت العالم النامي

حسب تحليل “سي إن إن”، ارتبطت لهجة الهند مع روسيا بتدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية، وظهور مشكلات وصعوبات في تأمين الغذاء والوقود والأسمدة، بالنظر إلى الارتفاع الجنوني في الأسعار على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وهذه المشكلات والصعوبات لم تقتصر على الهند، بل طالت دول العالم الثالث النامية.

ومن المتوقع أن تطرح الهند في القمة المقبلة هذه الملفات لتكون صوتًا لهذه الدول. وعلى الجانب الآخر، صرح مودي في ختام قمة الـ20 بأن بلاده في ظل رئاسة القمة المقبلة، ستعمل على جعلها “قمة شاملة وحازمة ومنصبة على الفعل والعمل”. ويرى بانت أن “مودي يستهدف تقديم الهند على أنها بلد يستطيع الاستجابة لتحديات اليوم”.

مودي على الساحة الداخلية

يحظى مودي بشعبية واسعة في الهند، رغم ما تنتهجه حكومته من سياسات عنصرية، وما تمارسه من انتهاكات بحق أقليات عرقية ودينية، لكن حزبه يسعى لتصويره طرفًا رئيسًا في النظام العالمي، ولتسويق لقاءاته على أنها تعزيز لصورة الهند في الساحة الدولية، ونسج لعلاقات وشراكات مع الخارج، حسب “سي إن إن”.

ويرى سينج أن الحضور العالمي لمودي مصدره قوته في الداخل، على العكس من محاولات خلفاء مودي استمداد القوة الداخلية من الحضور الخارجي. ويضيف سينج أن بقاء هذا الحضور العالمي، مرتبط بالحفاظ على التأييد الشعبي في الداخل، مع اقتراب انتخابات 2024 في الهند.

ربما يعجبك أيضا