كيف ستتحرك أسعار النفط العالمية في 2023؟

رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأسبوع الماضي، توقعاتها لنمو إنتاج النفط الخام واستهلاك المنتجات البترولية خلال العام الحالي.

وفي المقابل خفضت توقعاتها لأسعار خام برنت 10%، ما يصطدم بتوقعات أكثر تفاؤلًا، بأن يواصل خام القياس العالمي مكاسبه خلال 2023، ليصل إلى 110 دولارات، مدفوعًا بعدة عوامل، أهمها إعادة فتح الاقتصاد الصيني.

بعد عام حافل.. ماذا تنتظر سوق النفط؟

شهدت أسواق النفط عامًا حافلًا في 2022 وسجلت قفزات على وقع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، نهاية فبراير، لتبلغ ذورتها في مارس عندما سجل خام برنت 139 دولارًا للبرميل، لكن مع نهاية العام استقر عند 85.9 دولار، وسط تصاعد مخاوف الركود العالمي وضعف الطلب من الصين.

وخلال 2023، ستكون السوق رهينة لعدة عوامل، أبرزها إنهاء سياسة صفر كوفيد في الصين، أكبر مستورد للخام عالميًّا، بعد 3 سنوات من العزلة، وتتوقع مجموعة يو بي أس أن يتجاوز الطلب على النفط هذا العام مستويات 2019، خلال النصف الثاني مدفوعًا بزيادة الطلب من الصين والهند.

توقعات بتجاوز الطلب على النفط هذا العام لمستويات 2019

وفي حين توقعت مجموعة مورجان ستانلي في 9 يناير، أن يعاود الطلب الصيني على النفط الانتعاش بعد الربع الأول من 2023 مع زيادة متوقعة في استهلاك وقود الطائرات عالميًّا، بدءًا من الربيع، توقعت منظمة أوبك في ديسمبر، أن ينمو الطلب على النفط في 2023 بمقدار 2.24 مليون برميل يوميًّا.

أوبك في مقعد القيادة

عامل آخر سيؤثر في أسواق النفط خلال 2023، هو دخول قرار الاتحاد الأوروبي بشأن حظر استيراد المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ في 5 فبراير المقبل، بالإضافة إلى القرار الذي جرى تفعيله خلال ديسمبر الماضي، بشأن فرض سقف سعري على النفط الروسي، وفق وكالة بلومبرج.

وتوقع محللو مورجان ستانلي حدوث اضطرابات في إمدادات النفط العالمية على خلفية هذه العقوبات، وفي المقابل توقعوا تباطؤ إنتاج النفط الأمريكي، ما سيضع منظمة أوبك في مقعد قيادة سوق النفط هذا العام.

واتفق معهم محللو يو بي إس، وقالوا إن الزيادة المتواضعة في إنتاج النفط الأمريكي هذا العام، سوف تستدعي تدخل أوبك لضخ المزيد من الإمدادات لتغطية الطلب المتزايد، ويشار إلى أن تحالف أوبك بلس الذي يضم أوبك وحلفاء لها من خارجها، أبرزهم روسيا، قرر في أكتوبر خفض إنتاجه، بدءًا من نوفمبر 2022 بمقدار مليوني برميل يوميًّا.

توقعات بتراجع إنتاج روسيا من النفط

وفي المقابل توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء الماضي، أن ينمو إنتاج النفط عالميًّا خلال 2023 بنحو 1% مقارنة بالعام الماضي، وقالت إن غالبية هذه الزيادة ستكون من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوبك.

إلى أين تتجه الأسعار؟

يتوقع بنك يو بي إس ارتفاع أسعار النفط خلال 2023 بدعم أساسي من إعادة فتح أبواب الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ويشير في توقعاته إلى أن الأسعار ستتحرك فوق الـ100 دولار للبرميل، مع تداول خام برنت عند 110 دولارات، والخام الأمريكي عند 107 دولارات في منتصف 2023.

وقال كبير محللي السلع في جولدمان ساكس جيف كووري خلال مقابلة مع تليفزيون بلومبرج، الخميس الماضي، إن النفط سيكون المستفيد الأكبر من إعادة فتح اقتصاد الصين، وبحلول الربع الثالث من 2023 نتوقع وصول برنت إلى 110 دولارات، حال استمرار نمو الطلب الصيني.

ويتوقع كذلك بنك أوف أمريكا أن يرتفع برنت إلى 110 دولارات في النصف الثاني من 2023، وأن يبلغ متوسط السعر على مدار العام 100 دولار للبرميل، ويتفق معه مورجان ستانلي الذي يتوقع أن يعاود برنت الارتفاع من مستواه الحالي 85.4 دولار إلى أكثر من 100 دولار، بحلول منتصف العام، لنقص المعروض وتعافي الطلب الصيني وقطاع الطيران.

توقعات أكثر حذرًا

خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الخميس الماضي، تقديراتها لأسعار النفط في العام الجديد 10 و10.6%، وتتوقع أن يبلغ متوسط سعر برنت هذا العام 83.10 دولار، وخام غرب تكساس الأمريكي 77.18 دولار.

وتوقع دويتشه بنك، في ديسمبر الماضي، أن تظل أسعار النفط تحوم قرب 100 دولار للبرميل، إلى أن تظهر علامات الانكماش على الاقتصاد الأمريكي، لتتراجع إلى 80 دولارًا بحلول نهاية العام، وفي المقابل يتوقع جي بي مورجان أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 90 دولارًا هذا العام.

وتوقعت أموندي الفرنسية لإدارة الأصول أن تظل أسعار النفط محدودة هذا العام، بسبب تباطؤ النمو العالمي ونقص المعروض بضغط من انخفاض الطاقة الفائضة لأوبك، وإعادة بناء الاحتياطات الاستراتيجية الأمريكية، ورجحت أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 95 دولارًا هذا العام.