كيف ستستخدم الإمارات الطائرات المسيّرة للحفاظ على الأراضي الزراعية

تسمح الطائرات المسيرة للمزارعين بمراقبة ظروف المحاصيل والماشية باستمرار للعثور بسرعة على المشكلات التي لن تظهر في عمليات الفحص الموضعية.

وفقًا لصحيفة خليج تايمز، تهدف الإمارات إلى تسخير الطائرات المسيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمساعدتها على تقليل فقد الغذاء بنسبة 90% في جميع أنحاء البلاد من خلال الكشف المبكر عن سوسة النخيل الحمراء، وهي آفة قاتلة تقضي على أشجار النخيل.

الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الإمارات

بحسب صحيفة البيان الإماراتية، فإن آخر الإحصائيات في 2022 تفيد بأن المساحات المزروعة في الإمارات تصل إلى 350 هكتاراً.

وقالت صحيفة الخليج الإماراتية إن حكومة دولة الإمارات أطلقت في نوفمبر 2018 الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، التي تهدف إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، وتحدد عناصر سلة الغذاء الوطنية، بناء على 3 معايير رئيسية، هي: معرفة حجم الاستهلاك المحلي لأهم المنتجات، والقدرة على الإنتاج والتصنيع، والاحتياجات الغذائية.

وتعمل الاستراتيجية من خلال خمسة توجهات استراتيجية تركز على: تسهيل تجارة الغذاء العالمية، وتنويع مصادر استيراد الغذاء، وتحديد خطط توريد بديلة، تشمل من 3 إلى 5 مصادر لكل صنف غذائي رئيس، وتتضمن الاستراتيجية  38 مبادرة رئيسية قصيرة وطويلة المدى، ضمن رؤية عام 2051.

الطائرات المسيرة في معرض إكسبو 2020

كانت الطائرة المسيرة التي تكتشف الآفات الضارة التي تؤثر على غلة المحاصيل وتراقب الحياة البرية من بين التقنيات المعروضة في معرض الإمارات للابتكار في إكسبو 2020 دبي.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة كود ثري فورتين تكنولوجي، محمد الموسى: إن تكنولوجيا الطائرات تهدف إلى ضمان الأمن الغذائي، وهو ما تركز عليه حكومة الإمارات، وتعمل الشركة حاليًا مع الوزارات والهيئات الحكومية والشركات الخاصة لإنتاج محاصيل ذات جودة أعلى في جميع أنحاء الدولة.

وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة في عام 2050، مع عدم وجود حقول محاصيل عالمية كافية، لذلك يجب أن ترتفع الإنتاجية الزراعية بنسبة 60% على الأقل، وقد تحتاج إلى أكثر من الضعف.

الطائرات المسيرة تساعد في توفير غلة المحاصيل

قال الموسى، إن استخدام الطائرات المسيرة يساعد في توفير غلة المحاصيل دون التأثير على البيئة في الوقت نفسه، وأشار إلى الحاجة إلى “تقنيات تضمن توفير إمدادات غذائية كافية لسكان المستقبل، والطائرات المسيرة تساعدنا في ذلك لأنها تكتشف وتتخلص من الآفات الضارة التي تؤثر على غلة المحاصيل”.

تجمع الطائرة المسيرة البيانات وتدمجها بعد ذلك في نظام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخوارزميات بهدف اكتشاف الأشجار المصابة والتنبؤ بها، وكلما زادت البيانات التي نجمعها، تصبح الخوارزميات أكثر دقة، لذلك نركز على جمع أكبر قدر ممكن من البيانات في الوقت الحالي.

الجامعات ودورها في تطوير المنظومة

قال الموسى “من خلال مزيد من جمع البيانات، نهدف إلى رفع معدل دقة الكشف عن الآفات الزراعية إلى 90% بحلول الربع الثالث من هذا العام، ثم تُسلم تقرير بالبيانات إلى الجهة المسؤولة للتخلص من الآفة وزيادة غلة المحاصيل”.

من جهة أخرى، تتطلع الشركة حاليًا إلى البحث عن باحثين شباب للتطوع في خدمات الترميز والبرمجيات لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، وبالفعل يشمل الشركاء الاستراتيجيون للشركة جامعة الإمارات في العين والمعاهد الهندية للتكنولوجيا.

كيف يسهم إكسبو في التطوير المنظومة؟

قال الموسى “تساعدنا منصات مثل إكسبو 2020 في الالتقاء بكيانات حكومية مختلفة ومشاركة المعرفة مع الأشخاص الذين يستخدمون نفس التقنيات”.

معرض إكسبو 2020 هو جزء من مشروع “الإمارات تبتكر”، وهو مهرجان على مستوى الدولة يحتفي بالابتكار في الدوائر الحكومية ويعززها، ويستمر المعرض من 11 فبراير إلى 16 فبراير.