كيف ستغير شبكات الجيل الخامس كل شيء حولك؟

شبكة الجيل الخامس “5G” هي الجيل  الجديد من الشبكات الخلوية اللاسلكية تعمل بالمجالات الكهرومغناطيسية، وتتيح نطاقًا تردديًا عاليًا للغاية، وبإمكانها ربط كل شيء بما في ذلك الآلات والأجهزة، ويؤثر تطبيق هذه التقنية على كل شيء حولنا المدن والمصانع والاقتصاد بقدر عام.

صُممت شبكة “5G” لتقديم معدلات بيانات قصوى تصل إلى 20 جيجابت/ الثانية، بناءً على تقييمات الاتحاد الدولي للاتصالات، وجاءت التقييمات بأن سرعة الشبكة ستصل إلى 10 جيجابايت/ الثانية عندما تبلغ معدلات البيانات ذروتها.

سرعة بيانات عالية وزمن منخفض

تهدف تقنية 5G اللاسلكية إلى تقديم سرعات بيانات عالية، وزمن انتقال بيانات منخفض للغاية، وموثوقية أكبر، وسعة أكبر للشبكة، وتجربة أكثر فعالية لمزيد من المستخدمين، فالأداء والكفاءة العاليين للشبكة يسمحان بتجربة أفضل للمستخدم. والميزة الأكثر وضوحًا لشبكات “5G” عن “4G” هي سرعة الشبكة. ومع ذلك هناك مزايا تتعلق بتقليل زمن وصول البيانات إلى المستقبل، ما يعني أوقات استجابة أسرع، إضافة إلى سرعات تنزيل أعلى، الأمر الذي سيتيح ثروة من التطبيقات المحتملة بسبب تحسين الكفاءة التشغيلية.

وتؤدي التقنية الجديدة إلى العديد من التطورات التكنولوجية عبر تقليل زمن وصول البيانات، الذي يسمح للأجهزة التي تعمل على شبكة 5G”” بالاستجابة للأوامر بقدر أسرع، فقد كانت شبكة “3G” تتمتع بزمن انتقال للبيانات يبلغ 65 مللي ثانية، بينما زمن انتقال “شبكة 4G” المتقدم يقارب 40 مللي ثانية، ومن المتوقع أن تعمل شبكة “5G” بزمن انتقال أقل من 1 مللي ثانية، ما يسمح لتطبيقات المهام الحرجة وتطبيقات إنترنت الأشياء بالعمل في خلال 4 مللي ثانية لخدمة النطاق العريض المتنقل.

كيف ستؤثر 5G على حياتنا؟

من المنتظر أن توفر الشبكة عدة مزايا في حياتنا اليومية. على سبيل المثال، ستزيد من التطور في اتجاه بناء  المدن الذكية، فتوفر أنظمة مراقبة جودة الهواء ومواقف السيارات الذكية والاستجابة للطوارئ وإدارة حركة المرور والسيارات ذاتية القيادة بقدر لم نعهده سابقًا، الأمر الذي يزيد رفاهية الحياة بقدر كبير.

ومن المتوقع أن تحدث التقنية الجديدة ثورة في المصانع، فنموذج المصنع الذكي الجديد يعتمد على المزيد من التشغيل الآلي، الذي لن يؤدي إلى خفض التكاليف فقط ولكن إلى تحسين جودة المنتج عبر القضاء على نسبة الخطأ البشري، كما تشير التوقعات إلى أن هذه المصانع ستنتج السلع بسرعة وكفاءة وفعالية أكبر وتكلفة أقل.

دعم الجراحة عن بعد ورعاية المسنين

وفي السياق نفسه، يتوقع أن تدعم شبكة “5G” الجراحة عن بُعد بواسطة جراحين آليين يتحكم بهم جراحون محترفون من الجانب الآخر من العالم، وستسمح بمراقبة المسنين ورعايتهم عن بُعد، ما يُسهم في التعامل مع حالات الطوارئ عند الضرورة.

ومع ذلك، هناك بعض المشكلات المحتملة حول شبكة “5G” على سبيل المثال، احتمالية زيادة إزالة الغابات بسبب الأبراج الخلوية الجديدة التي تبنى لدعم الشبكة. إضافة إلى أن التقنية مكلفة ولا تزال قيد التجريب، وهناك جانب آخر يجب مراعاته وهو أن بعض البلدان لا تملك حتى الآن الموارد اللازمة لدعم هذه التكنولوجيا.

ما أضرار التقنية الجديدة على الصحة؟

في عام 2019، وقّع 250 عالمًا وطبيبًا أمريكيًا على خطاب يدعو إلى وقف فوري لنشر شبكة “5G “ويطالبون حكومتنا بتمويل الأبحاث اللازمة لمعرفة حدود التعرض لتردد الشبكة لحماية صحتنا وسلامتنا، وقد صرّحت  منظمة الصحة العالمية بأن البحث حول تأثير شبكة 5G على الصحة لا يزال محدودًا.

وفي السياق نفسه، وجد تقرير علم السموم الصادر في 18 عن وزارة الصحة الأمريكية، أن ذكور الفئران التي تعرضت لجرعات عالية من إشعاع التردد اللاسلكي أُصيبت بنوع من الورم السرطاني في القلب، وتعرضت أجسام الفئران بأكملها للإشعاع من الهواتف المحمولة لمدة تسع ساعات يوميًّا لمدة عامين.

زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان

من جهة أخرى، قال أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة فرانك دي فوخت،  لشبكة بي بي سي: “رغم أن بعض الأبحاث تشير إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان بالنسبة لمن يستخدمها بكثافة، فإن الدليل حتى الآن على وجود علاقة سببية ليس مقنعًا بما يكفي لاقتراح الحاجة إلى إجراء احترازي”.

ووفقًا للمصدر نفسه، صرّح الباحث في علم السموم، ديفيد روبرت جرايمز، “إن نطاق الموجات الراديوية المستخدم في شبكات الهاتف المحمول غير مؤين، ما يعني أنه يفتقر إلى الطاقة الكافية لتفكيك الحمض النووي للإنسان والتسبب في تلف الخلايا”.

كيف ستؤثر شبكة “5G” على الاقتصاد العالمي؟

وجدت دراسة اقتصادية لشبكات الجيل الخامس نشرها موقع شركة كوالكوم المتخصصة في مجال نظم الاتصالات أنه من المرجح أن يتحقق التأثير الاقتصادي الكامل للشبكة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2035، ما يدعم مجموعة واسعة من الصناعات، ويحتمل أن يتيح ما يصل إلى 13.1 تريليون دولار من السلع والخدمات. وهذا التأثير أكبر بكثير من أجيال الشبكة السابقة، وتتوسع متطلبات تطوير شبكة “5G” الجديدة أيضًا إلى ما هو أبعد من مشغلات شبكات الهاتف المحمول التقليدية لتشمل صناعات أخرى كصناعة السيارات.

وكشفت الدراسة أيضًا أن الشبكة الجديدة يمكنها دعم ما يصل إلى 22.8 مليون وظيفة، أو أكثر من وظيفة واحدة لكل شخص. وهناك العديد من التطبيقات الناشئة والجديدة التي ستتيحها الشبكة في المستقبل. ومع الوقت سنعرف تأثير شبكة “5G” الكامل على الاقتصاد.