كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه في انتخابات الرئاسة؟

عمر رأفت
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

توقع عدد من الخبراء مزيدًا من الإجراءات الاستبدادية في حكم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حال فوزه بولاية جديدة.


بعد عقدين في السلطة، يعرف الرئيس التركي المنتهية ولايته والمرشح لولاية جديدة، رجب طيب أردوغان، كيف يدير الانتخابات جيدً.

وأبرزت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) كيف استقبل الحشود أردوغان في مدينة اسطنبول، وهللوا وصفقوا له وسط صيحات الاستهجان من المعارضة، ما اعتبرته مؤشرًا على اقترابه من تأمين ولاية رئاسية جديدة.

قائد للأوركسترا

صورت «بي بي سي» أردوغان بأنه قائد للأوركسترا في قيادة الحشود الموالية له، وقال الرئيس التركي في الحشد: “أمة واحدة، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة”.

وقالت امرأة تركية من الحشد تدعى آيس أوزدوغان: “أردوغان هو كل شيء بالنسبة لي، لم نتمكن من الوصول إلى المستشفيات من قبل، لكن الآن يمكننا التنقل بسهولة، لدينا وسائل نقل، لدينا كل شيء، لقد طور طرقًا. بنى المساجد. طور البلاد بقطارات عالية السرعة وخطوط مترو أنفاق.”

اقرأ أيضًا: انتخابات تركيا.. خيبة أمل في المعارضة وتفاؤل مؤيدي أردوغان

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

قوة أردوغان

قالت «بي بي سي» إن رسائل أردوغان، التي تركز على القومية، جذبت الكثيرين في الحشد، بما في ذلك شخص يدعى قادر كافليوغلو ، الذي قال: “بما أننا نحب وطننا وأمتنا، فإننا نسير بثبات خلف الرئيس، نحن معه في كل خطوة على الطريق”.

وتعقيبًا على ذلك، قال استاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في اسطنبول، البروفيسور سولي أوزيل، “لا يمكن إنكار قوة أردوغان، يمتلك لمسته الخاصة، هذا شيء لا يفعله كليتشدار أوغلو”.

منعطف حاد لمرشح المعارضة

أشارت «بي بي سي» إلى أن كمال كيليتشدار أوغلو،  المدعوم من تحالف المعارضة المكون من 6 أحزاب، اعتاد بث الأمل ويعد بالحرية والديمقراطية، لكن بعد خيبة أمله في الجولة الأولى، اتخذ منعطفًا حادًا إلى اليمين المتشدد.

اقرأ أيضًا: صور| سبايدر مان وراعي بقر وأطول امرأة.. طرائف انتخابات تركيا

وقال كيليتشدار أوغلو، في تجمع انتخابي حديث: “إنني أعلن هنا أنني سأعيد جميع اللاجئين إلى أوطانهم بمجرد انتخابي رئيسًا”، ويشمل ذلك أكثر من 3 ملايين سوري فروا من الحرب في بلادهم.

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

الأتراك ينتخبون في الإعادة

أوضحت «بي بي سي» أنه في يوم الأحد المقبل 28 مايو 2023، سيتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في أول جولة إعادة رئاسية في تاريخهم، مع دخول بلدهم مفترق طرق، ومضي ما يقرب من 100 عام، منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك تركيا كجمهورية علمانية.

ويعد رجب طيب أردوغان بعهد تركي جديد “القرن التركي”، إذا أعيد انتخابه، ويقول أنصاره إنه سيحقق المزيد من التنمية وتعزيز مكانة البلاد، ويقول منتقدوه إن المستقبل سيكون أكثر قتامة.

اقرأ أيضًا: مرشح الرئاسة المنسحب بانتخابات تركيا: شوهوا سمعتي بفيديوهات مخلة

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

المزيد من الإجراءات الاستبدادية

استعرض عدد من الخبراء لصحيفة كاثرميني اليونانية، العوامل التي تساهم في مسيرة أردوغان السياسية المستمرة، علاوة تقييم سياسته الخارجية المحتملة تجاه الغرب واليونان، في حالة فوزه في الانتخابات.

وقال الزميل الأقدم في مركز التقدم الأمريكي، آلان ماكوفسكي، إنه إذا فاز أردوغان في جولة الإعادة، فإننا سنرى المزيد من الإجراءات الاستبدادية التي تهدف إلى إسكات خصومه.

السياسة الخارجية لأردوغان

أضاف ماكوفسكي، في تصريحاته لكاثرميني، أن أردوغان بالسياسة الخارجية، لن يكون في مزاج يقبل الغرب ويتصالح معه، موضحًا أن الرئيس التركي كان غاضبًا خلال الحملة من التصور بأن الغرب يدعم كيليتشدار أوغلو.

وأوضح أن غريزة أردوغان ستتمثل في مواصلة انجراف تركيا نحو الحياد، وإن كان ذلك دون مغادرة الناتو، ومع ذلك، سيتعين عليه التعامل مع اقتصاده المتدهور، ولن يكون قادرًا على الاعتماد إلى أجل غير مسمى على العلاقات الروسية والسعودية.

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

أكثر براجماتية في السياسة الخارجية

قال مدير مكتب أنقرة لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، أوزجار اونلهيسارشكيلي، لكاثرميني، إنه إذا انتخب أردوغان، فسيكون همه الرئيس هو انتقال السلطة إلى الزعيم التالي لحزبه.

وفي غضون ذلك، سيحتاج إلى إدارة وضع اقتصادي صعب للغاية، ومن المتوقع أن يظل صارمًا محليًّا للحفاظ على مقاليد السلطة، قبل الانتقال، وسيكون أكثر براجماتية في السياسة الخارجية، من أجل الوصول إلى تدفق رأس المال الدولي.

وأضاف “ليس من قبيل المبالغة القول إن أردوغان سيحكم الآن دون وجود معارضة، وحافظ بالفعل على أغلبية في البرلمان، لذلك إذا احتفظ بالمنصب، فلن يواجه معارضة.”

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

قوة إقليمية ثقيلة

أضاف اونلهيسارشكيلي أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية العميقة في تركيا والسنوات العشرين التي قضاها أردوغان في منصبه، فإنه يقف شامخًا سياسيًّا، مرجعًا ذلك إلى قوة الاستقطاب وسياسة الهوية.

وقال المستشار في مجموعة أولبرايت ستونبريدج، هاكان أكباس، لكاثرميني، إن أردوغان استمر في السلطة لأكثر من 20 عامًا، ركز فيها على السلطة دون ضوابط وتوازنات، وتسييس القضاء الذي استخدمه كسلاح ضد خصومه السياسيين، وفرض سيطرة لا مثيل لها على وسائل الإعلام والصحافة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية مثل تويتر.

وأضاف أكباس أن أردوغان حوّل تركيا إلى قوة إقليمية ثقيلة تلعب دورًا متزايدًا من سوريا إلى ليبيا إلى أوكرانيا، واستفاد من القومية المتزايدة بين الناخبين الشباب، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي شخص يتمتع بشخصية كاريزمية، وتحبه الجماهير في المسيرات.

ربما يعجبك أيضا