كيف فضحت التعبئة الروسية «فخ بوتين»؟ «سي إن إن» تجيب

رنا أسامة

تتواتر إشاعات حول استعداد الحكومة الروسية لإغلاق حدود البلاد، أو منع المؤهلين للتجنيد من المغادرة، أو فرض أحكام عرفية.


في خطوة غير متوقعة، هدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقدًا اجتماعيًّا خول له البقاء في السلطة لفترة تتجاوز عقدين من الزمن.

وبموجب ذلك العقد، وعد بوتين الناخبين الروس بالبقاء خارج المعترك السياسي مقابل ضمانه قدرًا ضئيلًا من الاستقرار، وهو ما دفعه إلى التشديد في أكثر من مناسبة، على أن ما يسميه “عملية عسكرية خاصة” بأوكرانيا سوف تقتصر على ذوي الخبرة العسكرية.

فخ بوتين

على الرغم من أن المدنيين الروس، تحديدًا في موسكو وسانت بطرسبرج، قد تمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية بهدوء في الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت فجر الخميس 24 فبراير الماضي 2022، تبين لاحقًا أن كل ذلك مجرد وهم.

وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية، في تحليل نشر يوم أول من أمس الثلاثاء 27 سبتمبر 2022، إن التعبئة الجزئية التي أعلنها الكرملين الأسبوع الماضي، كشفت فخ الرئيس بوتين، في حين بدأ الخوف يهز الجسم السياسي في روسيا.

روسيا....

احتجاجات وشائعات

تظهر طوابير طويلة من السيارات المصطفة على حدود روسيا مع فنلندا وجورجيا ومنغوليا، تقدم آلاف الروس المؤهلين للخدمة العسكرية بطلبات للقتال في أوكرانيا، تلبية لمرسوم التعبئة، وبالتوازي مع هذه الاستجابة، تندلع احتجاجات بمناطق أقليات عرقية، ويجري إضرام النار في مكاتب التجنيد العسكري، ما أدى إلى إصابة ضابط تجنيد.

وفي خضم ذلك، تتواتر إشاعات حول استعداد الحكومة الروسية لإغلاق حدود البلاد، أو منع المؤهلين للتجنيد من المغادرة، أو فرض أحكام عرفية، تلك الإشاعات التي نفاها الكرملين على نحو لا يبعث على الطمأنينة. وبسؤاله عن إغلاق محتمل للحدود الروسية، أجاب المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: “لا أعرف شيئًا عن ذلك، ولم تصدر قرارات في هذا الشأن إلى الآن”.

ذكريات «روسيا التسعينات»

بنى بوتين سلطته في روسيا بإظهار نفسه على أنه زعيم مختلف عن سابقه بوريس يلتسين، الذي ترأس الانتقال الفوضوي في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينات، ولكن اليوم، مشاهد الحشود الغاضبة ومشاجرات الروس مع الشرطة المحلية حول تجنيد أزواجهم وأبنائهم، تعيد إلى الأذهان ذكريات فوضى ذلك العقد.

وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن فوضى روسيا خلال التسعينات تتجلى في فيديوهات متداولة على قنوات روسية عبر موقع تليجرام وشبكات اجتماعية أخرى، فتظهر بعض المقاطع مجندين روسيين وهم يتلقون أخبارًا تفيد أنهم سيجري إرسالهم إلى القتال في أوكرانيا بتدريب ضئيل، في حين ظهرت امرأة بزي عسكري تخبر مجندين جددًا بأنهم بحاجة إلى إحضار معداتهم الأساسية.

تشابُه بصري وتحرك خطير

انتهت الحرب الأولى في الشيشان، التي استمرت من عامي 1994 إلى 1996، بهزيمة مذلة للاتحاد الروسي، كاشفة عن فساد في صفوف الجيش وانهيار للقوة العسكرية الروسية. ووصل بوتين إلى السلطة خلال حرب الشيشان الثانية عام 1999، تلك الحرب التي حرص فيها الكرملين على إحكام سيطرته على الإعلام، وتكوين هالة من الكفاءة والصلابة حول بوتين.

ولكن الصور المتداولة اليوم لجنود روس قتلى ومعتقلين وعتاد مدمر بأوكرانيا، تقدم تشابهًا بصريًّا قويًّا مع الحرب الشيشانية الأولى، التي التقطت خلالها صور لمجندين مذعورين وغير مجهزين في قبضة قوات شيشانية، وبغض النظر عن مدى كفاءة تنفيذ التعبئة، فإنها تمثل إحدى تحركات بوتين الأكثر خطورة، في حين لا تزال قبضته على السلطة قوية.

ربما يعجبك أيضا