كيف كان الانتقام الروسي على مر التاريخ؟

استراتيجيات الانتقام الروسي.. من الحملات العسكرية للهجمات السيبرانية

أحمد عبد الحفيظ
قوات روسية

روسيا كدولة ذات تاريخ طويل ومعقد، كانت تتبنى على مر العصور استراتيجيات متنوعة للانتقام من أعدائها، وهو الأمر الذي يحدد سياسة روسيا في التحديات الحالية.
وبحسب صحيفة الجارديان في تقرير نشرته الثلاثاء 20 أغسطس 2024، تختلف هذه الاستراتيجيات بحسب السياق التاريخي والسياسي، لكن هناك بعض الأنماط الثابتة التي يمكن ملاحظتها عبر الأزمان.

العصور الوسطى

في العصور الوسطى، كان الانتقام الروسي يتمثل بشكل رئيسي في الحملات العسكرية والسيطرة والاستحواذ على الأراضي.
على سبيل المثال، خلال فترة حكم الإمبراطورية الروسية تحت حكم بطرس الأكبر، كانت روسيا تشن حملات عسكرية ضد جيرانها للانتقام من الهزائم السابقة أو لاستعادة الأراضي التي فقدتها، كانت هذه الحملات جزءًا من سياسة التوسع الإقليمي التي سعت إلى تعزيز مكانة روسيا كقوة عظمى.

القرن التاسع عشر

مع دخول القرن التاسع عشر، أصبحت الاستراتيجيات الروسية أكثر تنوعًا، في هذا العصر، شهدت روسيا سلسلة من النزاعات الدبلوماسية والسياسية.
كانت روسيا تستخدم التهديدات والتكتيك الدبلوماسي للانتقام من الدول التي تعتبرها خصماً، أحد الأمثلة البارزة هو حرب القرم (1853-1856) التي خاضتها روسيا ضد تحالف من القوى الأوروبية.
الحرب كانت جزءًا من سياق أوسع من النزاعات الدولية، حيث سعت روسيا إلى توجيه رسالة قوية حول قدرتها على الرد على التهديدات.

القرن العشرين

تميزت الاستراتيجيات الروسية في هذا القرن بالتصعيد الكبير في الاستخدام غير التقليدي للقوة، فبعد ثورة أكتوبر 1917، اتبعت الحكومة السوفيتية سياسة الانتقام الثورية، حيث استخدمت القوة السياسية والاقتصادية للتأثير على الدول الأخرى.

وخلال الحرب الباردة، كانت روسيا (الاتحاد السوفيتي) تدعم الحركات الثورية والانقلابات في الدول الأخرى كوسيلة للانتقام من القوى الغربية التي كانت تساند أعداء السوفييت، واستخدمت أجهزة الاستخبارات السوفيتية عمليات تجسس ومؤامرات لتعزيز هذا الاستراتيجية.

القرن الحادي والعشرين

مع نهاية الحرب الباردة، تغيّر المشهد العالمي، ولكن روسيا استمرت في استخدام أساليب انتقامية في سياق العلاقات الدولية.

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استخدمت روسيا القوة العسكرية بوضوح في مناطق مثل الشيشان وجورجيا وأوكرانيا، في هذه الحالات، كانت روسيا تسعى إلى استعادة نفوذها والسيطرة على المناطق التي فقدتها أو عارضت تدخلات خارجية في شؤونها.

السنوات الأخيرة

في السنوات الأخيرة، أصبحت استراتيجيات الانتقام الروسية تشمل أيضًا الهجمات السيبرانية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة وأوروبا تعتبر مثالاً على كيفية استخدام روسيا التكنولوجيا الحديثة كوسيلة للانتقام والضغط، كما تستفيد روسيا من الحملات الإعلامية لتعزيز نفوذها وإحداث الفوضى في الدول التي تعتبرها خصمًا.

بالمجمل، تتسم استراتيجيات الانتقام الروسية بالتنوع والابتكار عبر التاريخ، حيث تتكيف مع التغيرات في السياقات الدولية والتطورات التكنولوجية. بينما تتغير الأساليب، تبقى الدافع الرئيسي للانتقام هو تعزيز مكانة روسيا وحماية مصالحها الوطنية من التهديدات الداخلية والخارجية.

ربما يعجبك أيضا