كيف نجت روائع “فان جوخ” من نيران هتلر؟

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

“شيءٌ ما يولدُ دومًا مِن الفيض؛ الفنّ العظيم ولِدَ مِن مخاوف عظيمة، مِن وحدة عظيمة، من كبتٍ وعدم استقرارٍ وعوائق عظيمة أيضًا”، كلمات كتبها الرسّام الهولندي فنسنت ويليام فان جوخ، والذي كان يُعاني هذا الفيض، ويُقاسي اضطرابًا ثنائي القُطب، يُكابد الخوف من المرض، الوحدة، والاكتئاب.

وكما عانى “فان جوخ” في حياته، عانت أعماله، إبان الحرب العالمية الثانية، والتي كانت توجد داخل المعرض الوطني بلندن المليء بالكنوز الفنية لأشهر فناني العالم كالرسام الهولندي رامبرانت فان راين، والتي لا تقدر بثمن، في الوقت الذي كانت تتعرض فيه لندن  للقصف الجوي من قبل الطائرات العسكرية الألمانية في الفترة ما بين سبتمبر 1940 إلى مايو 1941.

وفي ذلك الوقت، كان السير ونستون تشرشل رئيسًا لوزراء بريطانيا، وهو رئيس الوزراء الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، وكان مؤرخًا، وكاتبًا، بل وفنانًا، وكان يقدر جدا قيمة هذه الكنوز الثمينة، فعمل على إخفائها بعيدا داخل منجم منحدر من الألغام في مانود مور، بـ”ويلز”، للحفاظ عليها، وسط مخاوف من تدميرها من قبل قوات هتلر، حسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وقلق تشرشل من الأضرار المحتملة التي من الممكن أن تتعرض لها هذه الكنوز الفنية، فكلف فريقًا من الخبراء بنقل اللوحات بعيدا عن المعرض الوطني، حيث كانت التوترات داخل بريطانيا مرتفعة في صيف عام 1940.

ومع تزايد المخاوف من الغزو النازي، أمر رئيس الوزراء بإرسال اللوحات تحت الأرض، في أعقاب اقتراح إلى تشرشل بإرسالهم إلى كندا للحفاظ عليها، لكن مدير المعرض الوطني كينيث كلارك اقترح إخفاءها داخل الكهوف، قائلا: “لن نسمح بأن تغادر صورة واحدة هذه الجزيرة”.

وفي غضون عام، تم تهيئة منجم في جزيرة ويلز ليكون موقعا مناسبا للأعمال الفنية، وتم بناء طابق داخل الكهف لحماية اللوحات من الرطوبة، ونقلت مجموعة اللوحات كاملة من المعرض الوطني – التي تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات – إلى الكهف السري.

 وأثبتت مخاوف تشرشل، وقصف المعرض الوطني 9 مرات بين أكتوبر 1940 وأبريل 1941، ودمرت العديد من غرفه بالكامل، وبعد فشل المساعي النازية في احتلال بريطانيا، جلبت اللوحات إلى المعرض الوطني مرة أخرى.

ربما يعجبك أيضا