كيف نجح الوسيط الإثيوبي في نزع فتيل الأزمة السودانية؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

انفراجة  في أفق الأزمة السودانية حققتها الوساطة الإثيوبية بعد أن أعلن المبعوث الإثيوبي إلى السودان موافقة طرفي الأزمة على استئناف المباحثات بشأن تشكيل مجلس انتقالي بناء على ما تم الاتفاق عليه، فيما أعلنت قوى الحرية والتغير تعليق العصيان المدني والإضراب السياسي حتى إشعار آخر.

إثباب حسن النوايا.. خطوات عملية

إثيوبيا التي تلعب دور الوسيط المتوافق عليه من كل الأطراف تنقلت عبر مبعوثها بشكل ماراثوني بين أطراف الأزمة لينجح في التهدئة وتقريب المسافة بين الفرقاء السياسيين بما يسمح باستئناف الحوار والعودة إلى طاولة التفاوض، وأنه لا رجعة فيما اتفق عليه في وقت سابق.

مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي إلى السودان أكد توصل طرفي الأزمة إلى توافق حول إثبات حسن النوايا، ترجمها إعلان المجلس العسكري الانتقالي موافقته على إطلاق سراح السجناء السياسيين فيما أعلنت قوى الحرية والتغيير عن تعليق العصيان المدني إلى أجل غير محدد.

ويراهن الكاتب والمحلل السياسي السوداني يوسف الجلال، على المبادرة الإثيوبية وإمكانية إحداثها اختراقا في الأزمة التي تعيشها البلاد ومن ثم العودة إلى طاولة المفاوضات.

حل سياسي يلوح بالأفق

تقدم وصف بالإيجابي في مسار العلاقة بين المجلس الانتقالي وقوى التغيير يستعيد به الشارع السوداني بعضًا من عافيته السياسية ويمهد الطريق لحل بدأت ملامحه تلوح بالأفق.

تقارب اشترطت فيه الوساطة الإثيوبية حسن النوايا ووقف التصعيد الإعلامي من كافة الأطراف، وأن يبقى رهان الشارع على قدرة أطراف الأزمة السياسية على تجاوز نقاط الخلاف المتلعقة بنسب التمثيل ورئاسة المجلس السيادي.

ويرى أحمد تقد مسؤول التفاوض والسلام في حركه العدل والمساواة، أن طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من شأنه أن يحمي البلاد ضد المخاطر الحقيقية التي تهددها، وينقل البلاد إلى مرحلة جديدة، خاصة وأن الوسيط الاثيوبي يتمتع بثقة كافة الأطراف على حد قوله.

واشنطن على خط الأزمة

واشنطن دخلت هي الأخرى على خط الأزمة السودانية عبر مساعد وزير خارجيتها للشؤون الأفريقية  تيبور ناغي الذي يزور الخرطوم الأربعاء حاملًا مطالب من بينها وقف الاعتداءات ضد مدنيين وتهيئة المناخ لاستئناف الحوار والعمل مع كل الشركاء من أجل استقرار السودان.

هدف تسعى إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أكدت على لسان وزيرها أنور قرقاش، أن أبوظبي لا تزال تتواصل مع المعارضة السودانية والمجلس الانتقالي، مشددًا على أن هدف الإمارات هو استقرار السودان والانتقال السياسي السلس محذرا من مرحلة حساسة يمر بها السودان بعد سنوات من ديكتاتورية البشير والإخوان على حد تعبيره.

ربما يعجبك أيضا