كيف يؤثر التغير المناخي في عالم الأزياء؟

نادية عبد الباري

الأزياء من أكثر الصناعات الملوثة للبيئة.. فكيف كانت أقكار المبدعين والمؤثرين لتقليل أضرارها في ظل مشكلات التغير المناخي؟


منذ أسابيع أثارت عارضة الأزياء ذات الأصول الفلسطينية، بيلا حديد، الجدل في باريس، حين ظهرت شبه عارية، قبل أن ترتدي فستانًا من الرذاذ.

مخترع هذا القماش المصنوع من الرذاذ، والمدير الإداري لشركة “Fabrican Ltd”، مانيل توريس، أوضح أن الغرض من رش الفستان البسيط على جسد العارضة مباشرةً، هو الاعتماد على أنسجة صديقة للبيئة، لمواجهة التغير المناخي.

التغير المناخي وصناعة الأزياء

أدرك القائمون على صناعة الموضة تأثيرها في البيئة والتغير المناخي، ليبدؤوا في البحث عن طرائق تعزز الحلول الصديقة للبيئة، خاصة أن الموضة والأزياء ثالث أكبر صناعة في العالم، وتنتج أكثر من 10% من الانبعاثات الكربونية وفق بعض الدراسات.

ويظهر من أحدث الإحصاءات أن الملابس ثاني أكثر الصناعات تلويثًا للبيئة، لأنها تستهلك أكثر من 20% من المياه، أي ما يكفي لبقاء 5 ملايين شخص على قيد الحياة، وذلك حسب ما جاء في حوار نشرته مجلة «فوج» مع الناشطة المناخية الشهيرة، جويتا تونبرج.

أزياء صديقة للبيئة

توصل المناخيون وصانعو الأزياء إلى ما عرف بـ”الأزياء المستدامة”. فالمصممة الأمريكية، مواري لوك، صنعت حقيبة من جلد السمك، وعلقت بأنها تعشق حوريات البحر، لذلك استوحت فكرة صنع الحقيبة من جلد السمك. وقد رحب ناشطو المناخ بهذه الفكرة، باعتبارها أكثر صداقة للبيئة من جلود البقر أو الزواحف النادرة.

12028128031635427025

وتوسعت فكرة الاعتماد على جلود الأسماك حتى باتت تمثل حاليًّا قرابة 1% من إجمالي مبيعات الحقائب العالمية، لكن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) تروج حاليًّا استخدام جلود الأسماك لأنها أكثر أمانًا للبيئة، وتزيد مصادر دخل مجتمعات الصيد بأنحاء العالم.

 شركة عالمية للأزياء المستعملة

في العام 2019، أطلقت البريطانيتان تيجان وراهي، اللتان تبلغان 23 عامًا، وتديران شركة لاستئجار الملابس جنوبي مدينة ويلز، فكرة استعارة الملابس عبر موقع تبادل الصور “إنستجرام”، على أن يتجه من يريد زيًّا لقضاء مناسبة أو حدث ما لاستعارته من شركتهما، بدلًا من شرائه.

13326195341635427024

وتعد فكرة الملابس المستعملة والدائمة أيضًا من أفضل الحلول للحفاظ على بيئة جيدة، وحمايتها من التلوث، ويسعى الكثير من المشاهير لترويجها، منهم الناشطة السويدية، جريتا تونبرج، والنجمة سيلين ديون، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها.

عفن نباتي بدلًا عن الألوان

خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الماضي cop26 في مدينة جلاسكو الأسكتلندية، حضر صانع الملابس، بيرو دانجيلو، وقال إنه يأمل أن يصنع المولعون بالموضة ثيابهم باستخدام  نوع من الفطريات يعرف باسم “العفن الغروي”، التي قال إنها تكاثر بمعدل يصل إلى سنتيمتر في الساعة.

وأشار دانجيلو إلى إمكانية الاعتماد في الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام العفن الغروي، الذي يتكاثر وينتشر في كل مكان، وجذبت فكرته اهتمام عدد من رجال الأعمال المولعين بفكرة الثياب التي تنمو، والعمل بمواد مختلفة كالكائنات الحية، مع ما يمكن أن تحدثه من تطوير في أفكار الموضة.

أزياء العائلة المالكة تراعي البيئة

عام 2021، حضر الأمير ويليام حفل جائزة “إيرث شوت” للبيئة، مطبقًا مبادئ السجادة الخضراء، وظهر بسترة مخملية ارتداها في إحدى المناسبات عام 2019، وبالمثل أعادت زوجته أمير ويلز ارتداء فستان ألكسندر مكوين، الذي حضرت به من قبل حفل جوائز “البافتا” عام 2011.

كيت بنفس الزي

هذا ليس النموذج الوحيد الذي يكرر إطلالاته حفاظًا على  البيئة، فكثيرًا ما رأينا هذا من الأميرة الراحلة ديانا، ومن بعدها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ومن بعدهما دوقة ساكس، ميجان ميركل، قبل تخليها وزوجها عن الواجبات الملكية، في العام 2020.

ميجان ميركل سفيرة للبيئة بأزيائها

خرجت ميجان ميركل في جولتها الملكية الأولى، عام 2018، وقد استخدمت  الأزياء للتوعية بالاستدامة، وظهرت بملابس خاضعة للكود الأخلاقي. وخلال جولتها في 4 من دول الكومنولث، ركزت اهتمامها على التوعية بقضايا البيئة.

وارتدت ميركل في جولتها العديد من علامات الموضة المستدامة، منها سراويلات الجينز القطني العضوي، وأحذية رياضية مصنوعة من المطاط البري والقطن العضوي، وملابس من الكتان المنسوخ باستخدام أقل قدر من ثاني أكسيد الكربون. ولا تزال ميركل ترعى القضية، حتى بعد الاستقلال عن العائلة الملكية.

ربما يعجبك أيضا