كيف يؤثر انقلاب النيجر في الخطط الأمنية الأمريكية بغرب إفريقيا؟

شروق صبري
انقلاب النيجر

انقلاب النيجر زاد من صعوبة مواجهة واشنطن للتنظيمات الإرهابية، وقد يقلب الخطط الأمنية الأمريكية في غرب إفريقيا


يهدد الانقلاب العسكري في النيجر، بتعطيل الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب بغرب إفريقيا، وقد يمنح روسيا فرصة لتوسيع نفوذها بالمنطقة.

هذا ما تراه صحيفة وول ستريت الأمريكية، في تقرير نشرته يوم أمس الخميس 27 يوليو 2023، الولايات المتحدة قد نفسها مقيدة بالقانون الأمريكي، الذي يحظر عليها تقديم المساعدات الأمنية للأنظمة العسكرية المتمردة.

الإطاحة برئيس النيجر

وفق تقرير وول ستريت جورنال، كان محور النهج الأمريكي تجاه الأمن الإقليمي، هو إرسال أفراد الكوماندوز لتدريب نخبة القوات المحلية، لمواجهة تنظيمي القاعدة وداعش، التي انتشرت أيديولوجيتهما العنيفة بسرعة من الشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى منطقة الساحل، الواقعة جنوب النيجر.

لكن الآن، بعدما أطاح ضباط عسكريون برئيس النيجر، محمد بازوم، يوم اللأربعاء الماضي، وإعلان القوات المسلحة النيجرية دعمها التمرد، ساد القلق في واشنطن من أن قادة الانقلاب يخاطرون بالتنازل عن المزيد من الأرض للمسلحين، بعد الانفصال عن الولايات المتحدة، وقد يلجأون بدلًا من ذلك إلى المرتزقة الروس لمساعدتهم على القتال.

التعاون مع أمريكا

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بازوم ، الذي انتخب في عام 2021، كان حليفًا أساسيًا في حملة الولايات المتحدة ضد الجماعات الإرهابية

وأضافت أن الدولة الشاسعة الواقعة في غرب إفريقيا استضافت طائرات أمريكية دون طيار وقوات كوماندوز، دربوا القوات الخاصة النيجرية وقدموا لهم المشورة خلال المهام القتالية ضد جماعة بوكو حرام، والجماعات المحلية التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش. حتى أن 4 جنود أمريكيين قتلوا في كمين نصبه داعش في النيجر في العام 2017.

انقلابات متكررة

أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 500 مليون دولار، منذ عام 2012، لبناء وتدريب قوات النيجر المسلحة. وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مليار يورو كمساعدات، الأمر الذي أدى بدوره إلى توقف تدفق المهاجرين المتجهين شمالًا، نحو ليبيا والبحر الأبيض المتوسط.

وأدت الانقلابات في بوركينا فاسو ومالي على مدار العامين الماضيين، لإعاقة المساعدة العسكرية الأمريكية للمنطقة، خاصة أن قانون التخصيصات الأمريكية يحد بشدة من المساعدات للجيوش التي أطاحت بالحكومات المدنية، وفق وول ستريت جورنال.

النيجر وفاجنر

لفتت الصحيفة إلى أنه بعد الاستيلاء على السلطة، أطاحت الجيوش في كل من مالي وبوركينا فاسو بقوات من فرنسا، التي تمركزت معظمها في غرب إفريقيا. واستأجرت مالي المئات من مقاتلي جماعة فاجنر الروسية، الذين اتهموا بارتكاب مذابح للمدنيين ونهب الموارد الطبيعية للبلاد.

قال مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع، إن النيجر هي آخر قطعة من الدومينو ونأمل ألا تسقط، فهي آخر بصمة رئيسية في منطقة الساحل للقوات الأمريكية والفرنسية.

انقلاب النيجر

انقلاب النيجر

قلق من انقلاب النيجر

يشعر القادة العسكريون الأمريكيون بالقلق من أن الانقلاب يشجع المسلحين، خاصة من تنظيم القاعدة، الذين شنوا آلاف الهجمات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، منذ عام 2017، ويضغطون الآن جنوبا في المناطق الشمالية من ساحل العاج وتوجو وبنين.

ويشعر المسؤولون الأمريكيون والغانيون بالقلق من أن المسلحين يضعون أعينهم على غانا، وهي قوة اقتصادية وسياسية إقليمية.

وقال ضابط عسكري كبير من بنين، وهي دولة ساحلية تقع على حدودها الشمالية بوركينا فاسو والنيجر: “لا يزال عدم الاستقرار السياسي في النيجر مصدر قلق كبير، ومن الآن فصاعدًا، ستواجه بنين نشاطًا متزايدًا من الجماعات الإرهابية على طول الحدود المشتركة”.

انقلاب مخطط

قال اللواء عبده صديقو عيسى، في بيان يوم 27 يوليو، إن كبار الضباط قرروا دعم التمرد للحفاظ على السلامة الجسدية للرئيس وعائلته، وتجنب المواجهات الدامية بين أفرع القوات المسلحة.

واتهم المتحدث باسم مدبري الانقلاب، العقيد أمادو عبدالرحمن، في بيان متلفز، فرنسا بانتهاك أمر إغلاق المجال الجوي للبلاد من خلال هبوط طائرة عسكرية في مطار العاصمة نيامي حيث يتمركز العديد من القوات الأجنبية في النيجر، بما في ذلك بعض من 1100 جندي أمريكي متمركزين هناك، في الجانب العسكري من المطار، الذي يسمى القاعدة الجوية 101.

فرصة موسكو

في هذا الصدد، قال محللون إن الانفصال عن الغرب بعد الانقلاب قد يمنح موسكو فرصة للتدخل بالسلاح والمرتزقة، كما فعلت في مالي. مع ذلك قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن الانقلاب على بازوم غير دستوري. وأضاف في تصريحات نُشرت على موقع الوزارة على الإنترنت: “في مثل هذه الحالات، نتخذ دائمًا موقفًا واضحًا”.

انقلاب النيجر

انقلاب النيجر

وأشار المسؤول الاستخباري الأمريكي الكبير إلى أن جيش النيجر يريد تعاونًا وثيقًا مع الغرب. لكن بالنظر إلى القيود التي يفرضها القانون الأمريكي، من المرجح أن يؤدي الإنقلاب إلى دق الخلاف بين واشنطن والنيجر.

واشنطن والنيجر

وصف مساعد المبعوث الأمريكي الخاص السابق للسودان، كاميرون هدسون، الانقلاب في النيجر بأنها ضربة قوية للولايات المتحدة، قائلًا “لقد كفلنا لهذا الزعيم ما لا مثيل له في المنطقة”.

ومنح الرئيس الأمريكي، جو بايد،ن بازوم مقعدًا شرفيًّا، إلى جانبه في القمة التي قادتها الولايات المتحدة، العام الماضي، مع القادة الأفارقة في واشنطن. وزار وزير الخارجية، أنطوني بلينكين، النيجر في مارس 2023، للإعلان مساعدات إنسانية بقيمة 150 مليون دولار في حين وصفه دبلوماسيون أمريكيون بأنه محاولة لإظهار فوائد اختيار الولايات المتحدة على فاجنر.

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر.. عزل بازوم يعيد تاريخًا طويلًا من التمرد على الديمقراطية
اقرأ أيضًا|  وزير خارجية روسيا: يتعين عودة النظام الدستوري في النيجر

ربما يعجبك أيضا