كيف يتأثر اقتصاد إسرائيل بهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر؟

هجمات الحوثيين تشكل تهديدًا على اقتصاد إسرائيل واستمرارها قد يُسبب خسائر أكبر

آية سيد
مع استمرار الهجمات.. كيف يردع بايدن الحوثيين؟

في حين أن معظم تجارة إسرائيل البحرية تمر عبر الموانئ على البحر المتوسط، تُعد إيلات، المطلة على البحر الأحمر، مدخلًا رئيسًا لبعض الواردات القادمة من شرق آسيا.


تشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على السفن في البحر الأحمر، ما أجبر الكثير من الشركات على تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وفي حين أن إسرائيل، التي تعتمد على البحر المتوسط أكثر من البحر الأحمر، أظهرت قدرًا من المرونة، يحذر الخبراء أن الهجمات تشكل تهديدًا على اقتصاد إسرائيل وقد تُسبب خسائر أكبر إذا استمرت في وجه ضربات الولايات المتحدة وحلفائها.

تراجع النشاط

وفق تصريحات الرئيس التنفيذي لميناء إيلات لوكالة أنباء رويترز، في ديسمبر 2023، شهد الميناء، الذي يُعد موطئ قدم إسرائيل على البحر الأحمر، انخفاضًا بنسبة 85% في نشاط الشحن.

وحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس السبت 20 يناير 2024، اتضح أن إطلاق الصواريخ على السفن التجارية في البحر الأحمر طريقة مؤكدة لإثارة غضب الولايات المتحدة وحلفائها.

هذا لأن خُمس البضائع المتجهة للساحل الشرقي للولايات المتحدة تمر عبر البحر الأحمر، وبدأت شركات الشحن العالمية الكبرى إرسال السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح الذي يمر حول إفريقيا.

استهداف الحوثيين لسفن الشحن.. أزمة جديدة تهدد الاقتصاد العالمي

خريطة توضح موقع مضيق باب المندب

الضغط على إسرائيل

منذ أن بدأ الحوثيون شن الهجمات، تضامنًا مع الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلي في غزة، أكدوا أن هدفهم الأساسي ليس تعطيل التجارة العالمية، وإنما الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وفق الصحيفة الأمريكية.

وفي تصريحات لرويترز، أمس الأول الجمعة 19 يناير، قال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، إن الهجمات في البحر الأحمر ستظل مركزة على حصار إسرائيل والانتقام من الضربات الأمريكية والبريطانية. وأضاف أن الهجمات “مثلت ضغطًا على إسرائيل فقط، وليس أي دولة أخرى في العالم”.

تأثر التجارة

في حين أن معظم تجارة إسرائيل البحرية تمر عبر حيفا والموانئ الأخرى على البحر المتوسط، التي تعرضت لتأخيرات في الشحن العالمي بسبب أزمة البحر الأحمر، تُعد إيلات مدخلًا رئيسًا لبعض الواردات القادمة من شرق آسيا، مثل السيارات الكهربائية من الصين، التي تشكل معظم تلك التي تُباع في إسرائيل.

ووفق ما أوردت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، في ديسمبر الماضي، فإن تراجع قدرة البائعين على بناء مخزون، بسبب وصول سيارات أقل، قد يسهم في ارتفاع الأسعار.

لماذا لم تتأثر أسواق الطاقة بتوترات البحر الأحمر؟

مراكب للحوثيين ترافق سفينة جالاكسي ليدر

موقف شركات الشحن

أشارت واشنطن بوست إلى أن شركات الشحن ردت على تركيز الحوثيين على الشحن إلى إسرائيل. والشهر الماضي، قالت شركة “إيفرجرين” التايوانية إنها “ستتوقف عن قبول البضائع الإسرائيلية” فورًا من أجل “سلامة البضائع، والسفن، وطواقمها”.

ومن جهتها، فرضت “ميرسك” رسوم إضافية على الشحنات إلى إسرائيل للمساعدة في تغطية تكاليف التأمين المرتفعة. وفي نهاية المطاف، قد يتحمل المستهلكون عبء أسعار التأمين الأعلى.

سلاسل الإمداد

لفت الرئيس التنفيذي لمنظمة “يد سارة”، وهي أكبر جمعية غير حكومية للمستلزمات الطبية في إسرائيل، موشيه كوهين، إلى أن التغييرات الصغيرة في سلاسل الإمداد قد تشكل تحديات كبرى على إمداد المستلزمات الطبية وسط “العدد غير المسبوق” لضحايا الحرب.

وقال لواشنطن بوست، في بيان عبر الإيميل، إن تأخيرات المستلزمات الطبية التي تشتد الحاجة إليها بسبب هجمات الحوثيين قد “يشكل تأخيرًا مهددًا للحياة”.

الاقتصاد الإسرائيلي

يواجه اقتصاد إسرائيل عقبات أوسع في الوقت الذي يتعامل مع تداعيات حربه في غزة، التي قتلت نحو 25 ألف فلسطينيًا، وتسببت في استدعاء آلاف العمال الإسرائيليين للقتال، حسب واشنطن بوست.

إنفوجراف| فاتورة حرب إسرائيل على غزة في 2024

إنفوجراف| فاتورة حرب إسرائيل على غزة في 2024

وأشارت توقعات بنك إسرائيل إلى أن الصادرات الإسرائيلية في 2024 انخفضت 1% عن توقعاته في نوفمبر الماضي، عندما تسارعت وتيرة هجمات الحوثيين. وهذا الرقم لا يشمل الألماس والشركات الناشئة، ويشمل خدمات مثل السياحة، التي تراجعت وسط الصراع.

ومن المتوقع أن تهبط الواردات المدنية بنسبة 4% العام المقبل، بانخفاض 5% عن توقعات البنك المركزي الإسرائيلي في نوفمبر الماضي. ومن المتوقع أن تكون الواردات القادمة من آسيا، التي تمر عبر جنوبي البحر الأحمر، الأكثر تأثرًا.

ضغوط عالمية

وفق واشنطن بوست، قد تصبح الآثار الاقتصادية العالمية لضربات البحر الأحمر، وليس التأثيرات في إسرائيل وحدها، أكبر مصدر للضغط، ما يؤدي إلى إحساس لدى حلفاء إسرائيل بأن المنطقة بأكملها قد تنزلق في العنف.

وفي هذا السياق، قال مستشار المخاطر الجيوسياسية بشركة “جيه إس هيلد” للاستشارات، دان آرينسون، إنه ما دامت الحرب في غزة مستمرة، فإن مخاطر تدهور الوضع في البحر الأحمر وتحول المناوشات الإقليمية مثل تلك على الحدود اللبنانية إلى حرب “تتضاعف”، لافتًا إلى اعتقاده بأن “إدارة جو بايدن تفهم ذلك”.

وأضاف آرينسون أنه إذا تأثر الاقتصاد الأمريكي بهجمات الحوثيين، سيدفع هذا الرئيس بايدن إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها في غزة. وقال: “من الواضح أن الصبر بدأ ينفد”.

ربما يعجبك أيضا