كيف يخطط الروس لدمج الذكاء الاصطناعي في الصناعات العسكرية؟

محمد النحاس

كشفت السلطات الروسية عن خطة دفاعية جديدة تمتد لعشر سنوات، تتضمن قسمًا مخصصًا لتطوير الذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى اهتمام موسكو بتعزيز استخدام الأسلحة ذاتية التحكم.

وتأتي الخطوة في ظل الحرب الشاملة بين روسيا وأوكرانيا، والتي أثارت سباقًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بميادين المعارك، خاصة في الطائرات المسيرة والروبوتات الأرضية، وهو ما يعتقد البعض أنه قد يحدد شكل النزاعات المستقبلية.

الذكاء الاصطناعي في الصناعة العسكرية الروسية

لطالما استخدمت عناصر الذكاء الاصطناعي في الصناعة العسكرية الروسية، والتي تسيطر عليها الحكومة بشكل صارم، بحسب تقرير لـموقع “ديفنس نيوز” في 17 أغسطس 2024.

على سبيل المثال، هناك مجموعات من الشركات المصنعة للروبوتات الأرضية مثل “ماركر” و”بلاتفورما-إم” و”سوراتنيك” و”أوران-9″، التي قدمت منتجاتها للاستخدام في الحرب مع أوكرانيا.

كما أن للمجمع الصاروخي الروسي العديد من السوابق التاريخية، في دمج درجات متفاوتة من الاستقلالية في خوارزميات الاستهداف، وربما كان أشهرها برنامج “بريميتر” من الحقبة السوفيتية، الذي يهدف إلى تنسيق ضربة نووية انتقامية.

تكنولوجيا جديدة للمعدات العسكرية

كشف المشرف على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في وزارة الدفاع الروسية، فاسيلي إيليستراتوف، خلال منتدى “آرمي-2024″، عن تجهيز المعدات العسكرية التي تعود من الحرب بأوكرانيا بتقنيات جديدة مثل الوحدات النارية التي يتم التحكم فيها عن بعد، وتتبع الأهداف تلقائياً، وأنظمة الدفع. 

وفي السياق نفسه، كشف، نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري تشيرنيشينكو، عن أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي في روسيا لعام 2023 بلغ نحو 650 مليار روبل (7.3 مليار دولار)، وهو مبلغ يفوق بكثير الإنفاق في الغرب على هذه التكنولوجيا.

تطوير الأسلحة بنظم ذكاء اصطناعي

تخصص الخطة الجديدة ميزانية لتطوير نظم الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية، وتم بالفعل إنشاء قسم متخصص في وزارة الدفاع الروسية لتطوير هذه التكنولوجيا. 

على سبيل المثال، يجري حاليًا تطوير قدرات تحكم تعتمد على الذكاء الاصطناعي لنظام الدفاع الجوي S-500، تشمل تقييم التهديدات وتوقع الأضرار الناجمة عن أي هجوم صاروخي محتمل.

ويرى الخبير في الصناعات العسطرية الروسية، سيرجي سميزلوف، أن الصناعات الدفاعية ستقوم بتطوير نظم ذكاء اصطناعي وأنظمة آلية للمنتجات ذات السرعات العالية، حيث تكون نسبة الخطأ طفيفة. ومن التطبيقات المحتملة لتلك الأنظمة الدفاع الصاروخي، القذائف المدفعية والطائرات المسيرة، وفق ما نقل تقرير ديفنس نيوز. 

تحسين الكفاءة العسكرية

أوضح الزميل الأول في مركز “التحليل السياسي الأوروبي” بافيل لوزين، أن الذكاء الاصطناعي سيستخدم أيضاً في الطيران والمدفعية لزيادة كفاءتهما، أما الروبوتات الأرضية الذاتية التحكم، فسيتم استخدامها بشكل أساسي في إمداد القوات في ميدان المعركة وإجلاء الجرحى.

 كما أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً في نمذجة الحملات العسكرية خلال فترة الإعداد لها.

ومن جهة أخرى، تعتزم روسيا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات إنتاج المنتجات العسكرية، وذلك من خلال إجراء فحوصات جودة آلية من شأنها إيقاف التصنيع إذا ما فشلت هذه الفحوصات.

تحديات

رغم الجهود، فإن وزارة الدفاع الروسية قد تواجه تحديات في تطوير الأسلحة بنظم الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، بسبب نقص الكفاءات في المعاهد العلمية التابعة لها، حيث يتجه الخريجون المتميزون إلى مجالات أخرى، لذا، تعمل الحكومة على بناء مسار تطويري في الصناعات المملوكة للدولة، من خلال شركات مثل “روستيخ” ومؤسسة “إيرا”. 

وفي بداية عام 2022، أنشأت شركة “روستيخ” القابضة التابعة لـ”روسيليكترو” مختبراً لبحوث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يُعنى بتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في نظم الاتصالات اللاسلكية، وتطوير تكنولوجيا الواقع الافتراضي، وتقنيات البيانات الضخمة، والتعلم الآلي للشبكات العصبية العميقة.

أما مؤسسة “إيرا” فتهدف إلى اكتشاف التكنولوجيا الجديدة بين الشركات الخاصة والجامعات. وفي أغسطس الماضي، اختارت المؤسسة ثمانية مشاريع، من بينها مركب مسير، وبرج يتم التحكم فيه عن بعد، وطائرات مسيرة، ونظام للكشف عن الطائرات المسيرة.

ربما يعجبك أيضا