كيف يعبث السفر عبر الفضاء بالدماغ البشري؟

شيماء مصطفى
الدماغ البشري

تزيد مخاطر ارتفاع الإصابة بالسرطان لدى رواد الفضاء بسبب تعرض رواد الفضاء بشكل أكبر للإشعاع الشمسيكلما ابتعدوا عن الأرض، هو مصدر قلق آخر.


يمكن أن يكون الفضاء مكانًا غير مناسب لجسم الإنسان، ويؤثر في وظائف الأعضاء من الرأس إلى أخمص القدمين، لكن الرأس هو الأساس.

وفي دراسة جديدة تمولها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، قال باحثون، أمس الخميس 8 يونيو 2023، إن سفر رواد الفضاء التابعين لناسا في مهمات استمرت ستة أشهر على الأقل، شهدوا تغيرات في الدماغ.

السفر عبر الفضاء والدماغ البشري

أظهرت الدراسة التغيرات التي شهدتها أدمغة رواد الفضاء، وشهدوا تمددًا كبيرًا في بطينات المخ، وهي مناطق في منتصف الدماغ تحتوي على السائل النخاعي.

اقرأ أيضًا: جنرال أمريكي لـ«رؤية»: خوض حرب في الفضاء سيكون مكلفًا للعدو

ويتدفق هذا السائل عديم اللون داخل وحول الدماغ والحبل الشوكي. ويساعد في حماية الدماغ من الصدمات المفاجئة، ويتخلص من الشوائب.

فترة التعافي

بفحص أدمغة 30 رائد فضاء، وجد الباحثون أن تعافي البطينات تمامًا استغرق ثلاث سنوات بعد هذه الرحلات، ما يشير إلى أنه ينصح ألا تقل الفترة الزمنية بين فضاء الأطول عن هذه المدة.

وقالت عالمة الأعصاب في جامعة فلوريدا هيذر ماكجريجور، التي قادت فريق الدراسة المنشورة في مجلة ساينتفك ريبورتس: “إذا لم يكن لدى البطينات الوقت الكافي للتعافي بين المهام المتتالية، فيؤثر ذلك في قدرة الدماغ على التعامل مع تحولات السائل في الجاذبية الصغرى”.

اقرأ أيضًا: فيديو| وصول رائدي الفضاء السعوديين علي القرني وريانة برناوي للأرض

وأضافت: “على سبيل المثال، إذا تمددت البطينات خلال مهمة سابقة، فقد تصبح أقل توافقًا أو لديها مساحة أقل للتمدد واستيعاب تغيرات السائل خلال المهمة التالية”. ويمكن أن يرتبط تضخم البطين المرتبط بالتقدم في العمر، ليس بسبب الجاذبية الصغرى، ولكن بسبب ضمور الدماغ، في التدهور المعرفي.

تأثير توسع البطينات على رواد الفضاء

أوضحت أستاذة علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة بجامعة فلوريدا، ريتشل سيدلر، وهي من الباحثين الرئيسيين في الدراسة “تأثير توسع البطينات على رواد الفضاء غير معروف حاليًّا. هناك حاجة إلى مزيد من المتابعة الصحية طويلة الأمد، من المحتمل أن يؤدي إلى ضغط على أنسجة المخ المحيطة”.

وقالت سيدلر: “يبدو أن هذا تأثير ميكانيكي. على الأرض، تحتوي أنظمة الأوعية الدموية لدينا على صمامات تمنع كل السوائل من التجمع عند أقدامنا بسبب الجاذبية. وفي الجاذبية الصغرى، يحدث العكس، تتحول السوائل نحو الرأس. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التحول للسوائل باتجاه الرأس إلى تمدد البطينات، ويكون الدماغ مكانه أعلى داخل الجمجمة”.

غياب الجاذبية الأرضية وتغيرات بالدماغ

شملت الدراسة 23 رجلًا و7 نساء من رواد الفضاء من وكالات الفضاء الأمريكية والكندية والأوروبية، ويبلغ متوسط أعمارهم نحو 47 عامًا. وسافر 8 منهم في مهمات فضائية لأسبوعين تقريبًا. فيما ذهب 18 في مهمات لمحطة الفضاء الدولية لنحو 6 أشهر، و4 في مهمات للمحطة لمدة تقرب من عام.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| ترتيب رواد الفضاء العرب

وحدث تغيير طفيف أو لم يحدث أي تغير في حجم البطينات لدى رواد الفضاء بعد المهمات القصيرة. لكن حدث التمدد لدى رواد الفضاء بعد مهمات دامت ستة أشهر أو أكثر. ومع هذا، لم يكن هناك فرق بين أولئك الذين سافروا لستة أشهر، ومن مكثوا في الفضاء لمدة عام.

تأثير رحلات الفضاء القصيرة

قالت الباحثة ماكجريجور “هذا يشير إلى أن معظم التضخم في البطينات يحدث خلال الأشهر الستة الأولى في الفضاء، ثم يبدأ في التقلص تدريجيًّا عند المكوث في الفضاء لنحو عام”.

قد تكون حقيقة أن التمدد في البطينات لا يزيد بعد 6 أشهر أخبارًا جيدة لبعثات المريخ المستقبلية التي قد يقضي فيها رواد الفضاء عامين في الجاذبية الصغرى خلال الرحلة.

تأثير ظروف الجاذبية الصغرى

أشارت سيدلر إلى أن عدم حدوث تمدد بعد الرحلات القصيرة خبر سار للأشخاص الذين قد يفكرون في الذهاب في رحلات سياحية قصيرة إلى الفضاء مع تطور هذا القطاع.

وتتسبب ظروف الجاذبية الصغرى في تأثيرات فسيولوجية أخرى بسبب انخفاض الحمل البدني على جسم الإنسان. وتشمل ضمور العظام والعضلات وتغيرات في القلب والأوعية الدموية ومشكلات في نظام التوازن في الأذن الداخلية ومتلازمة تؤثر في العينين.

ربما يعجبك أيضا